الوقت- بعد الانتخابات البرلمانية الصاخبة والهامشية في العراق، والتي أثارت احتجاجات من شرائح مختلفة من السكان، فاز الصدر (أحد أكبر الجماعات الشيعية) بـ 73 مقعدًا، وتقدم (أكبر تحالف سني) بـ 37 مقعدًا، والحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب بارزاني) فاز بـ 31 مقعدًا.
وشكل فصيل الصدر، وائتلاف تقدم، والحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان، تحالفًا وشرع في تشكيل الحكومة، لكن كل الجهود الثلاثية على مدى عدة أشهر باءت بالفشل.
مجموعة "إطار التنسيق الشيعي" المكونة من نوري المالكي (رئيس ائتلاف دولة القانون)، وهادي العامري (رئيس ائتلاف فتح)، فالح الفياض، والشيخ قيس الخزعلي، إلخ. مع مجموعة أخرى من الأحزاب والممثلين المستقلين، يصرون على التوصل إلى اتفاق مع الصدر لتشكيل حكومة ويعلن أنه سيصلح العملية السياسية (وليس أنها عملية سياسية)؛ من ناحية أخرى، لا يريد تيار الصدر تشكيل تحالف مع الجماعات الشيعية، ما جعل تشكيل الحكومة أمرًا صعبًا.
من ناحية أخرى، يؤكد إطار التنسيق الشيعي أن الشيعة لديهم أغلبية لتشكيل الحكومة ولن يتنازلوا عن تشكيل فصيل شيعي أكبر مع التيار الصدري، وسيتم انتخاب رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة على هذا الأساس؛ وتتواصل مفاوضات تشكيل حكومة في العراق بين المجموعات السياسية، بينما تحاول الأحزاب منع البلاد من الدخول في فراغ سياس، لكن في هذه الأثناء، تتواصل دون انقطاع الهجمات الإعلامية المنظمة للتيار تماشيا مع المحور الغربي العبري العربي على المرجعية الدينية والجماعات والأحزاب الشيعية والممثلين المستقلين.
بدأت عمليات إعلامية مرتبطة بهذا التيار المقرب من التحالف الأمريكي الصهيوني العربي (البعثي) منذ اللحظات الأولى بعد إعلان نتائج الانتخابات، ولم يمتنع عن أي تشهير أو أكاذيب أو اتهامات، وبلغت ذروتها في الأسابيع الأخيرة.
وهاجمت هذه القنوات الإعلامية المعروفة آية الله السيستاني، المرجعية المحترمة لمختلف شرائح الشعب العراقي؛ وينوي استهداف هذه الشخصية المهمة والمؤثرة بشتى الطرق لإضعاف الأحزاب الشيعية الأخرى والمقاومة.
ويرى هذا المحور الإعلامي أنه "بإهانة صارخة" يمكن أن يضربوا المرجعية الشعبية العراقية والأحزاب الشيعية والمجموعات العراقية الوطنية المستقلة، وفي المقابل خلق شخصية وموقف لأشخاص آخرين، لكن كل ذلك قوبل برد حاسم من الناس.
ومن الأمثلة على إحدى هذه الهجمات كانت عندما نشرت شخصية معروفة مقطع فيديو يعلن أن مدينة واحدة فقط لها الحق في التعليق على السياسة والشريعة، والتي، بالطبع، قوبلت بموجة كبيرة من الاحتجاجات على الصعيد الوطني في العراق.
هجوم كبير آخر نفذته شخصية سياسية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذه المرة كان رد فعل الشعب العراقي قوياً؛ وتجمعوا في الساحات بقوة للدفاع عن المرجعية، ولم تستطع التبريرات المتكررة أن تهدئ غضب المواطنين، وفي خضم هذه الاعتداءات الجبانة يمكن ملاحظة السكوت ذي المعنى لبعض الشخصيات.
بالنظر إلى ماهية هذا التيار الاعلامي وأعماله خلال الشهر الماضي والمنسجم مع التحالف الغربي -العبري -العربي ضد المرجعية، يسعى هذا المحور للاستيلاء على السلطة في العراق ويرى أن المرجعية الدينية تحول دون ذلك.
هذا التيار المؤمن بالأُحادية في السياسة وحتى الدين، غاضب لأن المرجعية حيدت كل السيناريوهات المناهضة للعراق. ولهذا السبب، تم بذل كل الجهود لضرب المرجعية والأحزاب الشيعية وجماعات المقاومة، في الوقت الذي رحّب الأمريكيون والصهاينة والأنظمة العربية الرجعية بشدة بهذا الموقف.