الوقت-اختراقات غير مسبوقة يقوم بها كيان الاحتلال الصهيوني للمغرب، هذه الاختراقات تهدد الامن القومي للشعب المغربي بكل المقاييس، فمنذو إعلان النظام المغربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني أصيب معظم أبناء الشعب المغربي بالصدمة من الإعلان الرسمي عن التطبيع مع أنهم يعرفون أن هناك علاقات سرية للنظام الحاكم في المغرب مع الكيان الصهيوني منذ عقود .ولكن الصدمة كانت من الاعلان بشكل رسمي حيث أن مازاد من غضب الشعب المغربي بمختلف فآته، هو أن المسؤولين في المغرب قاموا بكل جراءة وتحدثوا عن التطبيع في ى وسائل الاعلام الرسمية بدون خجل، حيث اعتبر الشعب المغربي التطبيع مع الكيان الصهيوني تهديد واضح وصريح ، وأن النظام المغربي لم يراعي أمن البلد وإنما قام بالتطبيع إطار المصلحة للسلطة الحاكمة في المغرب .
خلال الايام الماضية تناقلت وسائل الاعلام أن المغرب يعتزم استقطاب ما يقرب 200 ألف سائح إسرائيلي قبل نهاية العام الحالي، ومن خلال الاعلان يبدو أن المغرب يسير في نفس الطريق التي سارت عليها الإمارات، الاعلان عن جلب سياح إلى المغرب اعتبره الشعب المغربي اختراق صهيوني جديد على غرار ماحدث في الاشهر الماضية في الإمارات.
المغرب على خطى الإمارات
"إن الرباط تعتزم استقطاب ما يقارب من 200 ألف سائح "إسرائيلي" قبل نهاية العام الحالي" هذا ما نقلتة صحيفة "اليوم 24" المغربية، حيث اضاف ايضاً المكتب الوطني المغربي للسياحة عقب مشاركته في معرض سوق السياحة بـ"تل أبيب"، إنه يسعى إلى تنفيذ هذا الهدف من خلال رفع عدد الرحلات الجوية المباشرة بين "تل ابیب" ومراكش إلى 8 رحلات في الأسبوع، على أن يرتفع العدد مع السنوات القليلة المقبلة وكان وفد المكتب الوطني للسياحة، الذي شارك في المعرض المذكور، كان قد عقد لقاءات مع شركة "أركيا" التي تُعتبر ثالث شركة "إسرائيلية" متخصصة في النقل الجوي بعد شركتي "العال" و"يسرائير"، بهدف مناقشة إمكانية إطلاق خطوط جوية جديدة بين تل ابیب والمغرب.
من الواضح أن الاعلان عن جلب السياح الإسرائيلين إلى المغرب ليس جديداً حيث وسبق أن وصل مئات السياح الإسرائيليين إلى العاصمة مراكش في أول رحلة تجارية مباشرة من إسرائيل، بعد سبعة أشهر من تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والكيان الصهيوني، ولكن الاعلان الاخير لـ إستقطاب هذا العدد الكبير من الإسرائيلين كان مفاجئاً للشعب المغربي .
غضب في المغرب بسبب الاعلان عن جلب سياح إسرائيليين
لقي الاعلان حول جلب سياح إسرائيليين إلى المغرب ردات فعل من قبل نشطاء سياسين في المغرب حيث اعتبروا أن الكيان الصهيوني لم يقف عند مستويات معينة من الاختراقات الغير المسبوقة للمغرب، بل أنه تجاوز كل الخطوط و أصبحت تطرح تساؤلات لم تعد تقتصر على الحيرة من التصرفات التي تقوم بها السلطات في المغرب ، بل أن التساؤلات التي طرحها نشطاء حول الموضوع تبعث على التوجس خيفة من الآتي .. الآتي القريب .. و الكارثي بكل تأكيد، فالإسرائيلين معروفين بالشذوذ الجنسي والتصرفات السيئة جداً، وهذا مخالف لثقافة الشعب المغربي المسلم المحافظ الذي شن حملة واسعة للتحذير من الاختراق الذي يهدد قيم المجتمع المغربي
و في هذا السياق حذر نشطاء من خطر وتأثير انخراط 200 ألف سائح "إسرائيلي" في المجتمع المغربي، وهنا يتبادر إلى الأذهان فضائح السياح الإسرائيليين في دبي، فمن منا لايتذكر همج السياح داخل فنادق دبي وخلال الحفلات وسرقة الإسرائيليين لمقتنيات وأدوات من داخل الغرف الفندقية بدبي إضافة إلى ذلك فهناك روايات كثيرة جرى نشرها في عدّة دول أوروبيّة عن التصرفات السيئة الغير لائقة للإسرائيليين .
"شعارات صادمة" ضد قدوم السياح الإسرائيليين إلى المغرب
على غرار الحملة في السنة الماضية قال نشطاء في وسائل الاعلام أن المغرب سيشهد حملة ضد قدوم السياح الإسرائيليين إلى المغرب ، وذلك رفضاً للرحلات الجوية المباشرة بين إسرائيل والمغرب ورفضاً لجلب 200 ألف سائح "إسرائيلي" إلى المغرب، فخلال الحملة في السنة الماضية شارك نشطاء في حملة رقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تقول: “لا مرحبا بالصهاينة في بلدي”، وتتضمن كذلك عبارات تحقيرية ضد السياح الإسرائيليين الذي دخلوا إلى التراب المغربي، وشارك النشطاء صورة تحمل شعار الحملة، كما شاركوا مواقفهم من خلال رسم يحمل الشعار نفسه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على رأسها “فيسبوك”؛ وهي منشورات شددت كذلك على أن المشاركة في الحملة يعتبر “رفضاً للتطبيع وأن الحملة هي إحدى الأشكال الدعمة للقضية الفلسطينية .
وفي السياق نفسة فإن الهدف من التوعية التي يقوم بها النشطاء في مختلف وسائل الاعلام هي تحسيس المواطنات والمواطنين بالخطر من دخول السياح الإسرائيليين إلى المغرب، حيث أن معظم من يحملون جنسية الكيان الإسرائيلي خاضعين للتجنيد الإجباري. وفي ظل الرفض المغربي لتواجد السياح الإسرائيليين للشعب المغربي يوكد أبناء المغرب أنهم ليسوا ضد السياحة، وليسوا ضد استقبال المواطنات والمواطنين من كل الأقطار، وليسوا ضد الانفتاح على الثقافات والأجناس من العالم؛ لكنهم يرفضون بشكل كامل أن يطأ المجرمون بلدهم ، في الوقت الذي كان يجب فيه متابعتهم أمام المحاكم المغربية عند دخول البلاد، وربما أمام الجنايات الدولية بسبب الجرائم المرتكبة.
في الختام يمكن القول أن آثار التطبيعِ على الحكومات التي ارتضته ظاهر في انتهاك سيادتها، والعبث بخيراتها؛ ولذلك يرفض الشعب المغربي قدوم الإسرائيليين إلى بلدهم ومن المؤسف أنَّنا نرى التطبيع الإعلامي في الإعلام اليوم يسابق التطبيع السياسي فالتطبيع بالنسبة لـ “إسرائيل” لا يعني مجرد إقامة علاقات تجارية أو مفوضيات أو سفارات، وإنَّما يشمل مراجعة لمفاهيم الصراع ولفهم التاريخ .