الوقت- أعلن الكنيس اليهودي “تسيدك شيكاغو”، في مدينة شيكاغو الأميركية، أن أعضاءه صوتوا لمصلحة قرار يعرف الكنيس بأنه “معاد للصهيونية”، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني.
وأصدر الكنيس الذي يتجاوز عدد أتباعه 3000 يهودي، بيانا أدان فيه قيام إسرائيل ب “ظلم الشعب الفلسطيني”.
واعتبر بيان الكنيس أن الصهيونية تعتمد على الحفاظ على أغلبية يهودية ديمغرافية في الأرض.
وقال البيان: “منذ إنشائها، سعت إسرائيل إلى الحفاظ على هذه الأغلبية من خلال طرد الفلسطينيين بشكل منهجي من منازلهم عبر مجموعة متنوعة من الوسائل، بما في ذلك الطرد العسكري وهدم المنازل والاستيلاء على الأراضي، وإلغاء حقوق الإقامة”.
وأكد الكنيس أنه بات من الصعب بشكل متزايد إنكار الظلم الأساسي في جوهر الصهيونية، مضيفا “بالنظر إلى حقيقة هذا الظلم التاريخي والمستمر، فقد خلصنا إلى أنه لا يكفي أن نصف أنفسنا على أننا غير صهيونيين لأن هذا المصطلح المحايد يفشل في احترام الفرضية المركزية المناهضة للعنصرية التي مفادها أنه لا يمكن ببساطة تجاهل الاضطهاد على العكس من ذلك يجب أن تتغير”.
ورفض البيان الربط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، وقال: “من المخادع الادعاء بأن معارضة الصهيونية معاداة للسامية في الأساس، فاليهودية جماعة دينية عمرها قرون ليست مرادفة للصهيونية التي هي أيديولوجية قومية حديثة ليست يهودية حصرا.
اليهود في أمريكا
يشكل ما يقارب 6 ملايين يهودي في الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم بعد فلسطين التاريخية المحتلة. وفي حين فضل الكثير، وما زالوا يفضلون البقاء في الولايات المتحدة رغم الإغراءات الإسرائيلية، فإنهم استمروا بدعم إسرائيل كغيرهم من "يهود الشتات" سياسيا وإعلاميا واقتصاديا، وهذا الأخير، حسب دراسة نشرتها وزارة الشتات بحكومة الاحتلال العام الماضي دعم يشكل: "6.35% من الزخم الاقتصادي الإسرائيلي مرتبط بأنشطة وتبرعات يهود الشتات، بما يعادل قرابة 25 مليار شيكل سنويًا، ما يعني أنه في حال تم وقف المساهمات والتبرعات اليهودية الأمريكية وغيرها، سوف يفقد الكيان موردًا مهمًا للدعم".
غير أنه، منذ منتصف العام المنصرم 2017، ظهرت إلى العلن الخلافات الواضحة بين الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي في مسألتي الحائط الغربي وقانون الهجرة، حيث قررت حكومة (بنيامين نتنياهو) بالنسبة للمسألة الأولى تجميد "التسوية بشأن الحائط الغربي" في ظل ضغط الأحزاب الدينية الأرثوذكسية في الكيان الإسرائيلي الموجهة ضد ممارسة الحرية الدينية في جهة الصلاة الخاصة باليهوديات وإلغاء الصلاة المختلطة بين الرجال والنساء أمام حائط البراق، الأمر الذي يتعارض مع مواقف التيارات اليهودية الأمريكية التي يغلب عليها الطابع الليبرالي الإصلاحي.
وبالنسبة للمسألة الثانية، جمدت حكومة (نتنياهو) قانون "اعتناق اليهودية الخاص"، حيث كان يسمح للحاخامات الأرثوذكسيين الأمريكيين بأن يجروا عملية اعتناق اليهودية للكثير من الناس في الولايات المتحدة. ويعتبر القانون الخاص هذا مهما جدا بالنسبة لليهود الأمريكيين، لأن مَن يخضع لعملية اعتناق اليهودية وفق الطريقة الأرثوذكسية يمكن أن يكون مواطنا في "دولة إسرائيل" بموجب ما يسمى "قانون العودة"، والآن لا تعترف المؤسسات الإسرائيلية بالأمريكيين الذين يعتنقون اليهودية وفق القانون آنف الذكر، ولن تسمح لهم بالهجرة إليها والحصول على جنسيتها.
وقد كشف استطلاع جديد أجرته أيضا اللجنة اليهودية الأمريكية عن انقسامات عميقة بين يهود إسرائيل ويهود أمريكا، وخاصة فيما يتعلق بسياسة الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترمب)، وقد سلط الضوء على الانشقاق المتنامي بين أكبر جماعتين يهوديتين في العالم هما اليهود الأرثوذوكس واليهود من تياري الإصلاحيين والمحافظين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين. ووفقا للاستطلاع فإن "%77 من اليهود الإسرائيليين كانوا يوافقون على توجهات ترمب مع العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، في حين وافق %34 فقط من اليهود الأمريكيين". ورفض "%57 من اليهود الأمريكيين طريقة تعامل ترمب، بينما رفضها 10% فقط من يهود إسرائيل". بالمقابل، وقع (170) باحثا يهوديا من كليات وجامعات أمريكية بيانا أعربوا فيه عن "الفزع" من اعتراف (ترمب) بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأكدوا "إن القدس تعتبر ذات أهمية دينية كبيرة لليهود والمسلمين والمسيحيين على السواء، وإن إعلان (ترمب) الذي يبدو أنه يؤيد الملكية اليهودية الفردية للقدس، يضيف استفزازا إلى الجراح المستمرة ويؤدي إلى إشعال نار العنف، (ولا بد أمريكيا من) توضيح حصة الفلسطينيين المشروعة في مستقبل القدس".
ربع يهود أمريكا يقرون أن إسرائيل “دولة فصل عنصري”
وجدت دراسة استقصائية للناخبين اليهود الأميركيين تم إجراؤها بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في عام 2021 ، أن أقليّة كبيرة تؤمن بأن بعض الانتقادات القاسية لإسرائيل، بما في ذلك أنها ترتكب الإبادة الجماعية والفصل العنصري، صحيحة.
ومن بين المشاركين في الاستطلاع الذي أجراه “معهد الانتخابات اليهودي”، وهي مجموعة يقودها ديمقراطيون يهود بارزون، وافق 34% على أن “معاملة إسرائيل للفلسطينيين مماثلة للعنصرية في الولايات المتحدة”، واتفق 25% على أن “إسرائيل دولة فصل عنصري”، ووافق 22% على أن “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين”.
وبين الناخبين الأصغر سنًا الذين شملهم الاستطلاع الذي أعلنت نتائجه الثلاثاء (13 تموز 2021)، في “جيويش تلغراف آجينسي -TGA ” كان الاتفاق مع هذه الإقرار أعلى صوتًا وأكثر جرأة، رغم أنه لا يزال يمثل أقلية.
ووجد الاستطلاع أن 9% فقط من الناخبين (اليهود الأميركيين) يوافقون على عبارة “ليس لإسرائيل الحق في الوجود”. لكن بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، ارتفعت هذه النسبة إلى 20%، فيما وافق ثلث الناخبين الشباب على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، وهو موقف يعتبره حتى محامو حقوق الإنسان الذين ينتقدون إسرائيل بأنه موقف متطرف. ووافق أكثر من الثلث على أن إسرائيل دولة فصل عنصري.
وجاءت النتائج مدهشة بالنسبة لعشرات المنظمات الموجودة فقط من أجل تلميع صورة إسرائيل، وتكافح ليل نهار من أجل إثبات أن إسرائيل تعتبر عنوانًا مركزيا للهوية اليهودية وأن انتقادها غالبًا ما يتحول إلى معاداة السامية. حيث وجدت أيضًا أن العديد من اليهود الأمريكيين يتفقون مع تصريحات بعض منتقدي إسرائيل الأكثر قسوة من اليسار، والتي صدرت خلال حرب إسرائيل الأخيرة على غزة في شهر أيار/ مايو الماضي، بما في ذلك في بعض الحالات من قبل حفنة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين الذين انتقدهم بعد ذلك زملاؤهم بسبب انتقاداتهم اللاذعة للممارسات الإسرائيلية المفرطة.
واتّسم استطلاع الرأي السياسي لليهود الأمريكيين المشار إليه باتساع النطاق، ووجد تأييدًا وموافقة واسعة للرئيس جو بايدن وقلق عميق بشأن جهود الجمهوريين في جورجيا وفلوريدا لتشديد الوصول إلى صندوق الاقتراع.
وعندما تعلق الأمر بقياس الانتقادات الموجهة لإسرائيل، سأل الاستطلاع المستطلعين أولاً عما إذا كانوا يعتقدون أن كل من العبارات النقدية الأربعة معادية للسامية. ثم سُئل أولئك الذين قالوا إن البيان ليس معاد للسامية إذا كانوا يوافقون عليه. وفي حالة واحدة فقط من بين الاستفسارات الأربعة، وافقت أغلبية (67%) على أن القول “ليس لإسرائيل الحق في الوجود” هو قول معاد للسامية. بالنسبة للأسئلة الثلاثة الأخرى، عارض عدد أكبر من المستجيبين أن العبارة كانت معادية للسامية مما اتفقوا عليه.
الواقع يقول أنه حتى اليهود في شتى أنحاء العالم يعترفون بالحق الفلسطيني بالحياة على أرضهم إلا أن الإعلام الصهيوني يسيطر على العديد من الأبواق الإعلامية في مختلف دول العالم وهذا يساعده في الترويج لسياساته والاستمرار بالاستيطان وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم وسط صمت دولي وعربي وإسلامي.