الوقت-نشرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية مقالاً يسلّط الضوء على المعلومات المضللة التي تنشر عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وبحسب الصحيفة فإنّ "المروج الأكبر لهذه المعلومات هم المحافظون".
ويوضح المقال أنّ "الأبحاث الحالية وجدت أنّ المحافظين لديهم ميل أكبر تجاه المعلومات الخاطئة أكثر من الليبراليين"، فمثلاً خلال انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة، "كان الأفراد الذين يميلون إلى المحافظين أكثر عرضةً للتفاعل مع المعلومات المضللة ومشاركتها على "Twitter" و "Facebook"، وكذلك، في الأشهر الأولى من جائحة كورونا، كان المحافظون أكثر عرضةً للاعتقاد بأن كورونا خدعة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّها قررت التحقيق في الدور الذي يمكن أن تلعبه السمات الشخصية في نشر الأخبار المزيفة، نظراً لأن النزعة المحافظة ارتبطت تاريخياً باحترام التقاليد والسلطة والمؤسسات الاجتماعية، وتبعاً لذلك، ركّزت الصحيفة في بحثها على "الضمير، والميل إلى تنظيم سلوك الفرد في كونه أقل اندفاعاً وأكثر تنظيماً واجتهاداً وحكمة".
ووجدت الصحيفة بعد اختبارها لفرضيات عبر 8 دراساتٍ تجريبية بحجم عينة تزيد عن 4600 مشارك في المجموع، أنّ "الليبراليين أصحاب الضمير المنخفض، والليبراليين والمحافظين ذوي الضمير المرتفع، أعربوا عن استعدادهم لمشاركة المقالات الإخبارية المزيفة بدرجة مماثلة بعض الشيء".
وأضافت: "تبينَ لنا أنّ المحافظين ذوي الضمير المنخفض كانوا أكثر عرضةً بمقدار 2.5 مرة لتبادل المعلومات الخاطئة من المتوسطات المجمعة للمجموعات الأخرى. بعبارة أخرى، كان مزيجاً من المحافظة وانخفاض الضمير هو الذي أدى إلى أكبر احتمال لمشاركة المعلومات المضللة".
كما تساءلت الصحيفة ما "إذا كان بالإمكان منع المحافظين ذوي الضمير المنخفض من مشاركة الكذب"، مشيرةً إلى أنّ "من أكثر التدابير شيوعاً لمكافحة المعلومات الخاطئة، استخدام الرسائل الدقيقة أو التحقق من المعلومات، والتي ثبت أنها تقلل من مشاركة المعلومات المضللة".
لكن "لسوء الحظ، وجدنا في دراستين، أن تحذيرات التحقق من الحقائق لم تكن كافية: واصلت لجان التنسيق المحلية مشاركة القصص الإخبارية المزيفة بمعدل أعلى مقارنة مع الليبراليين والمحافظين ذوي الضمير العالي، على الرغم من إخبارهم بأن الأخبار غير دقيقة"، وفق الصحيفة.
وأكّدت في هذا السياق، أنّ "المعلومات المضللة تشكل تهديداً خطيراً للديمقراطية الأميركية، وتستحق اهتماماً جاداً. لكن يجب أن نكون أذكياء بشأن الطريقة التي نتبعها في مكافحة انتشار الأخبار المزيفة والمضللة".