الوقت – يعتبر تقسيم اليمن واجتزاء القسم الجنوبي منه من اهم الاهداف الاستراتيجية السعودية بعد العدوان على هذا البلد حيث تحاول السعودية جعل ميناء عدن التي كانت فيما مضى عاصمة لليمن الجنوبي كعاصمة للحكومة المستقيلة و الرئيس المستقيل و الفار منصور هادي.
وفي هذا السياق دخل رئيس الورزاء الفار والمستقيل خالد بحاح الى عدن عدة مرات لكنه هرب من هذه المدينة لاسباب عدة ومنها انعدام الامن، ففي شهر سبتمبر من العام الحالي دخل هادي وبحاح عدن برفقة 7 وزراء في رحلة استعراضية لكن هؤلاء واجهوا مشاكل عديدة اهمها :
التحديات السياسية
تعتبر المشاكل السياسية من اهم المشاكل التي واجهها منصور هادي لتشكيل حكومة مؤقتة في عدن ويمكن تلخيص هذه المشاكل كما يلي :
- ان منصور هادي لايتمتع بشعبية كافية في عدن وقد قال رئيس المجلس الوطني لتحرير جنوب اليمن عبدالحميد شكري ان منصور هادي رئيس غير شرعي وان دخوله مع بحاح الى عدن سيؤدي الى اضطرابات ومعارك.
- ان وجود جماعات كثيرة متناحرة في جنوبي اليمن تعتبر عائقا رئيسا آخر امام منصور هادي، وأهم هذه الجماعات هي الحراك الجنوبي والقاعدة ومتطرفي داعش والاخوان المسلمين وحزب الاصلاح وانصار منصور هادي.
ويضاف الى هذا وجود بعض الجماعات الهامة في جنوبي اليمن مثل الحراك الجنوبي والذين يعتبرون السعودية دولة معتدية وذلك في وقت تسعى الرياض الى تشكيل ما يسمى بجيش الجنوب والذي سيتكون من بعض المسلحين الارهابيين الذين يقاتلون الان في سوريا او القوات السودانية، لكن استقدام هذه القوات سوف لاينفع منصور هادي ايضا لأنها عاجزة عن مواجهة القاعدة وباقي الجماعات المتطرفة.
- الخلافات السعودية الاماراتية
تعتبر الخلافات السعودية الاماراتية من الاسباب التي تمنع تشكيل حكومة مؤقتة في جنوبي اليمن وقد ازدادت هذه الخلافات بعد مقتل العشرات من الجنود الاماراتيين في شهر سبتمبر الماضي وقد قالت صحيفة القدس العربي ان الامارات لاتريد نجاح السعودية في حرب اليمن لأن البلدين يتنافسان على زعامة اهل السنة في الدول العربية، وبما ان بحاح محسوب على الامارات ومنصور هادي محسوب على السعودية فتوجد هناك بالتأكيد خلافات بين بحاح ومنصور وقد رأى الجميع كيف امتنع بحاح عن زيارة منصور بعد دخول الاخير الى ميناء عدن.
التحديات الاقتصادية
يعاني منصور هادي من ازمة مالية في تنفيذ اهدافه في جنوبي اليمن فالحرب وضعت 21 مليون يمني في حالة المجاعة ودمرت البنى التحتية وعلى منصور ان يشكل قوات امنية ويدفع رواتب الموظفين اذا اراد تشكيل حكومة في جنوبي اليمن لكنه لايملك الاموال كما ان السعودية التي تدعم منصور تواجه عجزا في الميزانية يقدر بـ 100 مليار دولار في العام الحالي.
التحديات الامنية
يواجه منصور هادي عدة تحديات امنية كبيرة ايضا في مسعاه لتشكيل حكومة في جنوبي اليمن ومن اهم هذه التحديات الامنية :
- ازدياد نشاطات تنظيم القاعدة في المناطق الجنوبية وخاصة في ابين وحضرموت، وقد استفاد القاعدة من العدوان السعودي على اليمن لتوسيع رقعة انتشاره وبات قسم كبير من ميناء عدن تحت سيطرة القاعدة.
ورغم وجود تقارب بين السعودية والقاعدة في جنوبي اليمن لكن هناك بعض الاشتباكات التي وقعت بين القوات السعودية ومسلحي القاعدة في بعض المناطق جنوبي اليمن لأن مسلحي القاعدة ليسوا كلهم منضوين تحت لواء واحد ولاتوجد قيادة موحدة لهم.
- يعتبر تواجد مسلحين متطرفين آخرين مثل تنظيم داعش في جنوبي اليمن تحديا امنيا آخر يواجهه منصور هادي في تشكيل حكومته هناك، فهذه الجماعات قد ملأت الفراغ الموجود في جنوبي اليمن ووسعت رقعة انتشارها وقد هاجمت هذه الجماعات الفندق الذي كان بحاح وبعض وزراء حكومته يقيمون فيه في بداية شهر اكتوبر ما ادى الى هروبهم من هذا المكان.
وكانت حركة انصارالله الجماعة الوحيدة التي تقاتل هذه الجماعات المتطرفة في جنوبي اليمن لكن خروج انصارالله من جنوبي اليمن ادى الى ازدياد تواجد المتطرفين.
واخيرا يجب القول ان الوقائع الميدانية قد منعت السعودية و منصور هادي من تشكيل حكومة مؤقتة في عدن و ان ما يقوم به بحاح حاليا في عدن لايخرج عن كونه اعمال استعراضية ودعائية لا تؤدي الى شيء.