الوقت - أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، أنه لم يطلب من وزير الإعلام، جورج قرداحي، الاستقالة بسبب الأزمة مع السعودية.
حديث عون (88 عاما) جاء في مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية، على هامش زيارة للدوحة غير معلنة المدة بدأها الاثنين، والتقى خلالها أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وأضاف عون أن “الانتخابات النيابية (البرلمانية) ستُجرى، وكل الترتيبات تُتخذ من أجل حصولها”.
وتابع: “أنا ضد التمديد لمجلس النواب، ولن أبقى في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايتي الرئاسية، ولكن إذا قرر مجلس النواب بقائي فسأبقى”.
وأردف: “لا يمكن حصول فراغ رئاسي بعد انتهاء ولايتي، لأن الحكومة قادرة على تسلم المسؤولية حتى إذا كانت في مرحلة تصريف الأعمال”.
ونفى عون، أن يكون طلب من وزير الإعلام في حكومة بلاده، جورج قرداحي، الاستقالة على خلفية الأزمة مع بلدان الخليج(الفارسي) بسبب تصريحاته.
وفي تصريحات لقناة “الجزيرة”، قال عون إنه لم يطلب من أحد الاستقالة، وإن قرداحي سيتصرف على أساس الأفضل للبنان، مضيفا: “عندما أهانني صحفي سعودي على الهواء لم يتخذ بحقه أي إجراء”.
العبارة التي لفتت أنظار وسائل الاعلام في هذا الحديث، “لم أطلب من السيّد قرداحي الاستِقالة بسبب تصريحاته”، وضرب مثلًا بتعرّضه شخصيًّا للإهانة على الهواء مُباشرةً من أحد الصّحافيين السعوديين وقال “من الظّلم تحميل الشعب اللبناني مسؤوليّة ما قاله مُواطن واحد”.
أثارت تصريحات الرئيس اللبناني عون حول تعرضه لـ"إهانة" من قبل صحفي سعودي دون اتخاذ أي إجراءات بحق الأخير، تفاعلا واسعاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
أُمراء سعوديّون ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، وتغوّل بعضهم في الهُجوم على مسؤولين عرب، قالوا، أو أحدهم تحديدًا، “إن المُقارنة بين صحافيين أساءوا للرئيس عون، وبين إساءة السيّد قرداحي للمملكة ليس في مكانها، لأنّ من أساء للمملكة مِثل شربل وهبة وجورج قرداحي يحتلّان مناصب وزاريّة في الدولة”.
ورأى العديد إن المُقارنة ليس في محلّها، بين تصريحات السيّد قرداحي، وبين المسؤولين السعوديين الكِبار وسفارتهم الذين استدرجوا السيّد سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق إلى الرياض، وانهالوا عليه ضربًا ولكْمًا، وأجبروه على إعلان استِقالته بالصّوت والصّورة، ثمّ احتجزوه ومنعوه من العودة إلى بلاده إلا بعد تدخّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
قرداحي أدلى بتصريحاتٍ قبل أن يتولّى منصبه كوزير إعلام بشهرين، وبصفته كصحافي وإعلامي، وتحدّث عن حربٍ يُعارضها مُعظم المُواطنين السعوديين لما ألحقته ببلادهم من خسائرٍ ماديّة وبشريّة، وتشويه صُورتها في العالم بأسْره، مُضافًا إلى ذلك أنّه لم يتطاول على الملك السعودي، مثلما فعَل الصّحافي السعودي مع الرئيس ميشيل عون، الرئيس المُنتَخب ديمقراطيًّا، ويُعتبر رأس الدولة اللبنانيّة وكرامتها.
من جهته أشار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب وهبي إلى أن تصريح الرئيس اللبناني ميشال عون ذكي ويحمل الكثير من المعاني حيث يمكن تفسيره بالطريقة التي يريدها المستمع.
وتابع قاطيشا: "قام رئيس الجمهورية برمي الشبكة في البحر عبر تصريحه ليصل إلى السيناريو من خلال رؤية ردود الأفعال فإذا أتى ردّ الفعل سلبيًا يتراجع عون ويقول أنتم قمتم بتفسير التصريح بطريقة خاطئة."
وفي ما خصّ أزمة العلاقات مع الخليج الفارسي، لفت النائب ماريو عون الى أن "البحث عن مخارج لا يزال قائماً رغم التوجه المباشر للوزير المعني"، معتبراً أنه إذا لم نصل الى مخرج قانوني مع الوزير جورج قرداحي فذلك يعني حكما ان المشكلة الحاصلة ستطول أكثر".
لكن يعتقد الكثيرون ان زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى قطر تأتي بعد ان تلقى وعودا بتقديم الدعم المالي الضروري للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية.
وتقول نفس المصادر ان الرئيس اللبناني متيقن بان قطر ستقدم الدعم اللازم لبلاده بالرغم من مواقف السعودية التي خيرت إيقاف دعمها الاقتصادي بل وسحب سفيرها من بيروت.
ومثل تصريح ميشال عون حول "دعوته أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى التوجيه للاستثمار في لبنان خصوصا وأن الأرض خصبة في الوقت الراهن" رسالة واضحة للسعودية بان الدوحة ستكون البديل وستجد الأرض معبدة دون منافسة للقيام باستثماراتها.
هذا ما اكده أمير قطر بالقول ان "بلاده مستعدة لمساعدة لبنان في كل المجالات، من أجل النهوض من الظروف الصعبة التي يعيشها، والتي انعكست سلبًا على الحياة اليومية للبنانيين".
وأكد أنه "سيوفد وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن قريبا (دون تحديد موعد) إلى العاصمة بيروت، لتقديم الدعم والمساعدة الضرورية".