الوقت-قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية: "في لندن، يوجد مقهى مسرحي يتيح لرواده ارتداء زيّ السجون، والاحتجاز في زنزانة، وتناول المشروب، والتقاط صورة".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ "بريطانيا تدير هذا المقهى - من أجل الترفيه - للتعبير عن السجون في الولايات المتحدة، ولكن في الحقيقة، يعكس هذا المقهى سياسة السجون والعقوبات التي لا ترحم وتؤدي إلى نتائج عكسية في بريطانيا".
وفي تشرين الأول/أكتوبر، نشر "صندوق إصلاح السجون"، وهو منظمة خيرية بريطانية، تقريراً أظهر أن "هناك زيادة دراماتيكية في عدد الأشخاص الذين يقضون أحكاماً طويلة في السجن"، لافتاً إلى أن "عدداً كبيراً من الأشخاص يقضون فترات طويلة جداً في السجون".
وأضافت الصحيفة: "يقضي ما يقارب 11 ألف شخص في السجن في إنكلترا وويلز ما لا يقل عن 10 سنوات في الحجز، وأكثر من ثلثيهم يقضون عقوبات غير محددة، ولا يعرفون متى - أو إذا - سيتم إطلاق سراحهم".
وأكدت "الغارديان": "ستزداد أعداد السجون حتماً إذا أصبح مشروع قانون الشرطة والجريمة وإصدار الأحكام والمحاكم قانوناً"، موضحةً أن "مشروع القانون يجرم بشكل أساسي أنماط حياة الغجر والرحالة".
كما أشارت إلى أن "مشروع قانون الجنسية والحدود الجديد يعني أن أولئك الذين يصلون إلى بريطانيا بشكل غير قانوني يمكن أن يُسجنوا لمدة تصل إلى 4 سنوات".
إضافة إلى ذلك، قالت "الغارديان": "يتم في بريطانيا استدعاء عدد متزايد من الأشخاص المفرج عنهم بشكل مشروط إلى السجن، وذلك على أساس معلومات مشكوك فيها".
واعتبرت الصحيفة أن "نظام العدالة الجنائية في حالة فوضوية بسبب جائحة كورونا".
وذكرت أنّ "من بين 320 محكمة صلح كانت موجودة في إنكلترا وويلز في العام 2010، تم بيع 164 منها بإجمالي 223 مليون جنيه إسترليني وتحويلها إلى فنادق وشقق. أما في اسكتلندا، فقد تم بيع 17 مكتباً لعمدة المدينة ومحاكم الصلح أو تم إغلاقها في العقد الماضي، ما يجعل من الصعب على المحامين والجمهور والصحافيين حضور المحاكم ومعرفة نوع الأحكام التي يتم إصدارها".
وفي هذا السياق، أشار تقرير لجنة العدل الصادر في أيلول/سبتمبر الماضي إلى أن ما يصل إلى 70% من السجناء في إنكلترا وويلز قد يعانون مشكلات تتعلق بالصحة العقلية، فضلاً عن وجود جائحة مخدرات في السجون.
وفقًا لـ"Howard League Scotland"، وهي منظمة إصلاح عقوبات مستقلة ورائدة في اسكتلندا، فإن حوالى ربع الموجودين في الداخل ينتظرون المحاكمة، ولم تتم إدانتهم بعد.
وأكدت "الغارديان" أن "بريطانيا تتصدر حالياً جيرانها في أوروبا الغربية من حيث عدد النزلاء لكلّ فرد من السكان".
وفي وقت سابق من هذا العام، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ممازحاً إن بلاده الآن تشبه "السعودية من حيث سياسة العقوبات، في ظل وجود وزير الداخلية الرائع لدينا".