الوقت-كشفت صور أقمار صناعية عن دمار تسبب به الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في اسكتلندا لبناء ما أطلق عليه "أفضل ملعب غولف في العالم".
وتوضح الصور التي حصل عليها موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي من شركة تكنولوجيا الأقمار الصناعية "ماكسار"، الدمار الهائل لكثبان "فوفيران لينكس" الرملية الثمينة، حيث بني عليها ملعب الغولف، وذلك في الفترة بين آذار/ مارس 2010 ونيسان/ أبريل 2021.
وكان دونالد ترامب اشترى في عام 2006 قطعة أرض ساحلية في أبردينشاير، شمال شرقي اسكتلندا، بغرض بناء "أفضل ملعب غولف في العالم"، وهي الخطة التي قوبلت في البداية بمعارضة محلية صاخبة، لكن بسبب علاقة الرئيس الأميركي السابق الجيدة بالوزير الأول الاسكتلندي آنذاك، أليكس سالموند، تدخلت الحكومة الاسكتلندية في عام 2008 للموافقة على خطة ترامب، وروّجت للفوائد الاقتصادية التي سيجلبها منتجع الغولف للبلاد.
وعلى الرغم من التحذيرات في عام 2008 من أنّ بناء ملعب غولف مكون من 18 حفرة من شأنه أن يدمر الكثبان الرملية المحيطة به، إلا أنّ ترامب مضى قدماً قائلاً: "سنعمل على تثبيت الكثبان الرملية، ستكون هناك إلى الأبد، وسيكون هذا أفضل بيئياً بعد ذلك".
لكن كما تنبأ دعاة الحفاظ على البيئة، فقد تم تدمير جزء من النظام البيئي الشديد الحساسية، كما أعلن المسؤولون في كانون الأول/ديسمبر 2020، أنّ الكثبان الرملية الساحلية لمنتجع ترامب ستفقد مكانتها كموقع بيئي محمي، لأنها تعرضت لتدمير جزئي.
وتعتبر كثبان "فوفيران لينكس" في اسكتلندا موقعاً ذا أهمية علمية خاصة، وتقول وكالة "نيتشر سكوت" للمحافظة على البيئة في اسكتلندا إنّ هذه الكثبان كانت "مثالاً عالي الجودة لنظام الكثبان الرملية المميز لشمال شرقي اسكتلندا، وكانت ذا أهمية استثنائية لمجموعة متنوعة من التضاريس والعمليات الساحلية".
وأوضح بوب وارد، مدير السياسات والاتصالات في معهد غرانثام لأبحاث تغير المناخ والبيئة التابع لكلية لندن للاقتصاد لـ"بيزنس إنسايدر" في وقت سابق من العام الحالي، كيف تسبّب البناء فوق الكثبان الرملية إلى تدميرها.
وقال مبيناً إنّ "الكثبان الرملية نظام ديناميكي تحركها الرياح، لذلك فهي تتراجع للأمام وللخلف، وإنّ بناء ملعب للغولف في الأعلى يعني أنه لا يمكنك تحريك الكثبان الرملية، لذا يتعين عليهم تثبيت هذه الكثبان، لذلك قاموا بشكل أساسي بزرع النباتات فوقها ووضعوا قيوداً مادية عليها حتى لا تتحرك الكثبان الرملية ولم يعد نظاما ديناميكياً".
وتابع وارد، مشيراً إلى أنّ "الحجة التي استخدمتها شركة دونالد ترامب العقارية هي أنها قامت بحماية الكثبان الرملية من خلال تحقيق الاستقرار فيها، لكن ما فعلوه في الأساس هو أنهم قاموا بقتلها كبيئة طبيعية".