الوقت - عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين والذي سيعقد للتركيز على البرنامج النووي الإيراني، تعتبر بعض التكهنات أن تزامن التقرير الموجه للأمين العام للوكالة عن أنشطة رقابة مفتشي الوكالة للأنشطة السلمية للبرنامج النووي الإيراني مع التحركات الدبلوماسية للغرب، عقب زيارة "روبرت مالي" المبعوث الأمريكي الخاص لإيران إلى أوروبا، وكذلك الجو السياسي والإعلامي الذي يخلقه الصهاينة، خطوة تمهد الطريق لإصدار قرار ضد إيران.
وفي هذا الصدد، صرح ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، أن موسكو ستصوت ضد أي قرار محتمل ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت في تقريرين سريين، أن إيران تمنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى المواقع ذات الصلة بالمجال النووي، وتواصل تطوير أنشطتها النووية.
الوعود الغربية التي لم تنفَّذ
لا شك أن الهدف الأساسي للغربيين من الضغط على طهران من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرار مجلس المحافظين، هو إجبار الجمهورية الإسلامية على الانسحاب من مواقفها المبدئية والمنطقية في محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
وبعد التغييرات التي جرت العام الماضي على رأس الإدارة الأمريكية والتعبير عن رغبة الإدارة الجديدة في العودة إلى الاتفاق النووي، اتخذت إيران مواقف منطقية ومبدئية لجعل هذا الأمر خاضعًا للتنفيذ الكامل والقابل للتحقق للالتزامات السابقة، إضافة إلى توفير ضمانات موثوقة لمنع تكرار انتهاك الاتفاق.
هذا في حين أنه خلال محادثات فيينا، تهرب الطرف الآخر من قبول المسؤولية عن خرق الاتفاق والانسحاب الأحادي منه، ومن خلال محاولة إدخال قضايا غير نووية في المحادثات، رفض رفع العقوبات والوفاء بالتزاماته.
هناك مثل شهير يقول إن الإنسان العاقل لا يلدغ من جحر مرتين؛ ولذلك نجحت إيران في تعطيل جميع أوراق الطرف الآخر القابلة للاستخدام من خلال اجتياز حلقة العقوبات الأمريكية بنجاح.
وفي ظل هذه الظروف، صرحت الحكومة الإيرانية الجديدة أن إحياء الاتفاق النووي ليس من أولويات خطط الحكومة، وأنها لن تربط الاقتصاد بالمفاوضات النووية، ولن تنخرط إلا في مفاوضات تحقق نتائج وإنجازات ملموسة للشعب الإيراني.
وعلى هذا الأساس، لا شك أن الكرة الآن في ملعب الغرب، واتخاذ نهج الضغط والتخويف الذي انتهت صلاحيته لن يؤدي إلا إلى تعقيد الأمور بالنسبة للغرب.
وفي هذا الصدد، حذر ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اتخاذ إجراءات غير بناءة من قبل الوكالة، قائلاً إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئات صنع السياسات التابعة لها لا يمكنها أن تنفصل عن مصير الاتفاق النووي، وأي عمل غير بناء سيعطل عملية التفاوض.
برنامج إيران النووي هو الأكثر شفافيةً في العالم
القضية الأخرى التي ترتبط بالتحركات الأخيرة لإصدار قرار ضد برنامج إيران النووي السلمي، هي عدم شرعية وتسييس مثل هذه الجهود، البعيدة كل البعد عن الواقع.
الحقيقة هي أن إيران التي خفضت بعض التزاماتها خطوةً بخطوة مقابل الطرف المقابل وفقًا للقواعد الدولية، لا تزال لديها البرنامج النووي الأكثر خضوعًا للتفتيش والشفافية في العالم، ولم تنتهك أيًا من المبادئ الأساسية للضمانات ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
الدول الغربية وبدلاً من الضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقيق في أنشطة الکيان الصهيوني، الذي كان دائماً يشكل تهديداً كبيراً للسلام والاستقرار الإقليميين، وله تاريخ طويل من الاعتداءات العسكرية ضد جيرانه ودول أخرى في المنطقة، تعمل علی خلق أجواء معادية لإيران التي اقترحت منطقةً خاليةً من الأسلحة النووية.
ولذلك، فإن تصرفات عدد قليل من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة ليس فقط ليس لها شرعية قانونية، بل إنها لا تمثل حتى وجهات نظر المجتمع الدولي. کما أن إعلان روسيا التصويت ضد الجهود الغربية المحتملة لتمرير قرار ضد إيران، يشكك في مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمزاعم الغربية.