الوقت - لا تزال أجزاء مختلفة من أفغانستان مسرحا للاشتباكات، كما تتقدم عناصر طالبان بشكل مطرد في المحافظات الشرقية، محافظين على تفوقهم على القوات الحكومية.
واستعرض مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات شرق أفغانستان مستجدات المعارك في ولاية كابيسا، قائلاً إن قوات طالبان اخترقت خلال هجمات واسعة النطاق الخطوط الدفاعية للقوات الحكومية في بلدة نجراب.
كما أفاد المصدر الميداني بسيطرة طالبان على مدينة نجراب وأضاف: في الأيام القليلة الماضية خرج جزء كبير من وسط وشرق نجراب عن سيطرة القوات الحكومية وأكمل عناصر طالبان سيطرتهم على هذه المدينة بشكل نهائي.
وذكر هذا المصدر الميداني أن خسارة مدينة "نجراب" تعني سقوط مركز محافظة كابيسا، وقال: عقب عمليات الانسحاب، سيطرت حركة طالبان على مدن وسط وجنوب محافظة (تجاب، اله سائي)، والتي تغطي ما مجموعه 60٪ من مساحة المحافظة.
ومع تقدم حركة طالبان في المحاور الوسطى والجنوبية للمحافظة، فُتح الطريق للتسلل إلى شمال كابول وجنوب شرق محافظة بروان؛ وتدور حاليا اشتباكات في مناطق الحدود الجنوبية الغربية لمدينة "نجراب" وشرق مدينة محمود راقي (مركز المحافظة).
ويظهر مسار التطورات الميدانية أن الوجهة القادمة لمسلحي طالبان ستكون باتجاه مدينتي "محمود راقي وكوهبند" وعليه يجب الانتظار ورؤية ما إذا كانت القوات الحكومية ستقاوم الهجمات أم ستضطر إلى التراجع مرة أخرى.
وتقع الاجزاء الشرقية من مدينة كوهبند تحت سيطرة مقاتلي طالبان. ففي حال سقوط مدينتي محمود راقي وكوهبند، ستسيطر القوات الحكومية فقط على مدن الجزء الأول الجبلي والجزء الثاني الجبلي، ويمكن القول أن محافظة كابيسا تعتبر ساقطة عسكرياً.
ومع سيطرة طالبان الكاملة على محافظة كابيسا، ستدق أجراس الإنذار للمحافظات المحيطة، بما في ذلك بروان وكابول وبنجشير ولغمان، وستدخل التطورات الميدانية في هذه المناطق مرحلة جديدة.
وحسب مصادر ميدانية، استولى مسلحو طالبان على معظم المنطقة دون مقاومة من القوات الحكومية او أي اشتباكات، مما أثار التكهنات حول حدوث تواطؤ، ويبدو أن الرئيس الأفغاني يخطط من خلال إدارة الانسحابات التلميح للرأي العام أن البلاد لن تكون آمنة مع انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي.
ويحد محافظة كابيسا من المحور الجنوبي محافظة كابول، ومن المحور الغربي محافظة بروان، ومحافظة بنجشير من المحور الشمالي، ومحافظة لغمان من المحور الشرقي، وهذا الموقع قد تضاعف من أهميتها.
وتعتبر كابيسا أصغر محافظة في أفغانستان لكنها تضم أكبر عدد من السكان بعد كابول وهي منطقة مكتظة بالسكان تبلغ مساحتها 1842 كيلومترا مربعا، نصفها (920 كيلومترا مربعا) خاضع لسيطرة حركة طالبان.