الوقت-قالت قناة روسيا اليوم الروسية، أمس الخميس، أن الممثل الخاص للرئيس الروسي في أفغانستان، زامير كابولوف، أجرى مشاورات مع وفد من المكتب السياسي لحركة "طالبان"، نوقش خلالها الوضع الراهن في أفغانستان وآفاق استئناف المفاوضات بين الأطراف الأفغانية، وفق بيان لوزارة الخارجية الروسية.
وفي التفاصيل، أعرب الجانب الروسي خلال المشاورات عن قلقه من تصاعد التوتر في المناطق الشمالية من أفغانستان، ودعا إلى منع انتشاره خارج البلاد.
وتعهّدت حركة "طالبان"، في المقابل، "عدم انتهاك فصائلها المسلحة حدود دول آسيا الوسطى"، فضلاً عن "تقديم ضمانات بتأمين أمن البعثات الدبلوماسية والقنصلية للدول الأجنبية وسلامتها في أراضي أفغانستان".
وأكد ممثلو المكتب السياسي للحركة "اهتمامهم بتحقيق سلام مستديم في البلد، من خلال المفاوضات، مع مراعاة مصالح جميع المجموعات العرقية لسكان البلد"، فضلاً عن استعدادهم "لاحترام حقوق الإنسان، بمن في ذلك النساء، في إطار الأعراف الإسلامية والتقاليد الأفغانية".
وتم التأكيد، بصورة خاصة، بشأن "عزم الجماعة الراسخ على محاربة التهديد الذي يشكّله تنظيم داعش في أفغانستان، والقضاء على إنتاج المخدِّرات في البلاد، بعد طيّ صفحة الحرب الأهلية".
وكان مستشار الرئيس الأفغاني للأمن القومي حمد الله محب، قال منذ أيام إن كابول عازمة على تشكيل حكومة تمثيلية تضم "طالبان" وجميع "القوى الأخرى".
وأمِل في أن "تعود طالبان إلى طاولة المفاوضات مع جمهورية أفغانستان، للتوصل إلى حلّ سلمي لنتمكن من إنشاء حكومة تمثيلية تضم طالبان وجميع القوى الأخرى".
وفي وقت سابق، جرت مباحثات روسية - أفغانية في موسكو بشأن تأزُّم الوضع الأمني في أفغانستان، إذ بحث سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف مع مستشار الرئيس الأفغاني للأمن القومي، الوضعَ الأمني في أفغانستان.
وأكد الرئيس الأفغاني أشرف غني، اليوم الخميس، أن بلاده تواجه مرحلة انتقالية صعبة في وقت تستكمل القوات الأميركية انسحابها، لكنه شدد على أن القوات الحكومية قادرة على مواجهة طالبان.
وقال غني، في خطاب ألقاه في كابول، أن بلاده "نشهد واحدة من أكثر مراحل الانتقال تعقيداً على وجه الأرض"، بينما اندلعت مواجهات عنيفة بين مقاتلي الحركة والجيش للسيطرة على عاصمة ولاية في غربي البلاد.
واشتدت المعارك الخميس بين "طالبان" والجيش الأفغاني لليوم الثاني على التوالي في مدينة قلعة نو، وارتفعت سحب الدخان الأسود فوق عاصمة ولاية بادغيس هذه في شمالي غربي أفغانستان.
وبعد ساعات فقط على إعلان الجيش الأميركي أنه أنجز انسحابه من أفغانستان بنسبة "أكثر من 90%"، دخلت حركة "طالبان"، التي استولت منذ أيار/مايو على مناطق ريفية واسعة واقتربت من عدة مدن كبرى، مدينةَ قلعة نو التي يسكنها نحو 75 ألف نسمة.