الوقت - لقي نبأ اغتيال الناشط السياسي المعارض لسياسات السلطة الفلسطينية " نزار بنات" تفاعلاً واسعاً بين وسائل الإعلام المعنية بتطورات المشهد الميداني في فلسطين . فقد اعتقل "نزار بنات" يوم الخميس الماضي بعد كشفه لممارسات السلطة الفلسطينية بشأن لقاحات كورونا المنتهية الصلاحية ودورها بالتعاون مع "نظام آل سعود" في قتل المعارضين السعوديين، كما اندلعت الاحتجاجات في فلسطين تزامناً مع نشر مقطع فيديو لاعتقال الناشط السياسي المعارض للسلطة الفلسطينية وتصريحات ابنته.
لكن الاسئلة التي تطرح نفسها بشأن هذه القضية، ما هي أهداف السلطة الفلسطينية من هذا الاغتيال؟ وما هي تداعيات هذا الحدث على مستقبل التطورات في فلسطين؟ وما الأفق المستقبلي للسلطة الفلسطينية؟.
للإجابة على هذه التساؤلات أجرى موقع "الوقت" حواراً مع الخبير في الشأن الفلسطيني "حسن هاني زاده"، حيث أشار هاني زاده الى أن نزار بنات شخصية فلسطينية تتمتع بشعبية عند الشعب الفلسطيني ولعب دوراً مهماً وحاسماً في القضايا الاجتماعية والثقافية والإعلامية والسياسية.
وقال "حسن هاني زاده" ان دور نزار بنات الإعلامي في حرب الـ11 يوماً الأخيرة بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة جعل الشهيد "بنات" يكتسب المزيد من الشعبية عند الفلسطينيين . لذلك حاول الكيان الصهيوني مراراً اغتياله، وفي نهاية المطاف تولت السلطة الفلسطينية خطة تنفيذ اغتياله نيابة عن الكيان الصهيوني، مبيناً ان وقوع مثل هذه الأحداث هو أمر مسبوق. ففي السابق كان الصهاينة أو السلطة الفلسطينية يغتالون أي شخصية سياسية تعارض عملية التسوية والتعاون بين السلطة والكيان الصهيوني.
وأضاف، أمام هذه المعطيات يمكن اعتبار الإجراء الأخير للسلطة الفلسطينية بمثابة تحرك في ملعب الكيان الصهيوني وإرضاء لهذا الكيان، ولكن خلافاً لما هو متوقع، أتت نتائجه عكس رغباتهم.
وفي جانب آخر من حديثه تطرق الخبير في الشأن الفلسطيني إلى مسألة تأثير هذه الخطوة على مستقبل السلام الذي تتوسط فيه مصر من أجل تحقيق "المصالحة الوطنية"، وقال: عملت مصر مرارا كحلقة وصل بين حماس والسلطة الفلسطينية. كما لعبت القاهرة دورا في الاشتباكات بين حماس والكيان الصهيوني. لكن يجب الانتباه إلى أن دور مصر لم يدم طويلاً، فكانت جهودهم تركز على عزل حماس عن مشهد التطورات. وأضاف، ان ممارسات وتحركات السلطة الفلسطينية قد ضيقت نطاق الاتفاق إلى الحد الأدنى؛ وعلى المدى الطويل، يمكن القول إن المفاوضات المصرية ستصل إلى طريق مسدود.
ونوه هاني زاده بأن الشعب الفلسطيني وجه مؤخراً وخاصة خلال تشييع الشهيد نزار بنات رسالة واضحة وغاية في الأهمية للسلطة الفلسطينية، بأنه إذا استمرت محاولات السلطة في تصفية الشخصيات الفلسطينية الشعبية، فسيتعين عليها تحمل عواقب تلك الممارسات.
وتابع، من المهم الانتباه إلى أن السلطة الفلسطينية هي الآن امام انتخابات محلية ووطنية في فلسطين، وحماس ستشارك في هذه الانتخابات. لكن السلطة الفلسطينية تحاول خلق شرخ عميق بين التيارات السياسية ومواطني الأراضي المحتلة، من أجل تمهيد الطريق للفوز في الانتخابات. وأكد الخبير في الشأن الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية فقدت مكانتها بين المواطنين الفلسطينيين فمنذ عام 1994 تسيطر هذه السلطة على زمام الأمور في الأراضي المحتلة.
وفي الختام قال هاني زاده، كانت هذه السلطة تحاول دائماً جعل الشعب الفلسطيني راضياً منها من خلال تقديم التنازلات والتفاوض مع الكيان الصهيوني، لكن الحرب الأخيرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني أكسبت حماس شعبية كبيرة بين لفلسطينيين حتى بين سكان الضفة الغربية، ففي حال إجراء الانتخابات، ستفوز حماس بأغلبية المقاعد في البرلمان بنسبة أصوات مرتفعة. في المحصلة إن السلطة الفلسطينية قلقة للغاية من شعبية حماس.