الوقت- نظمت قوات "الحشد الشعبي" في العراق، اليوم السبت، استعراضاً مسلحاً هو الأول من نوعه في الذكرى السابعة لتشكيلها عام 2014، في محافظة ديالى، بحضور رئيس الوزراء "مصطفى الكاظمي"، وعدد من القيادات الأمنية وسياسيين ونواب في البرلمان. وذكرت بعض وسائل الاعلام العراقية، أن فعاليات الاستعراض انطلقت برعاية الحكومة العراقية في محافظة ديالي، فيما أكدت تلك الوسائل الاعلامية، نقلاً عن مصادر مقربة من "الحشد الشعبي"، حضور عدة فصائل مسلحة في هذا الاستعراض، منها كتائب "حزب الله"، و"النجباء" و"البدلاء" و"عصائب أهل الحق"، و"سيد الشهداء" و"كتائب الإمام علي"، وفصائل أخرى. ويأتي الاحتفال بالذكرى السابعة لتشكيل الحشد الشعبي هذا العام، رغم جهود مكثفة على مدى شهور لاستهداف القوة بأشكال مختلفة، سواء من قبل جهات خارجية في العراق، كالأمريكي والبريطاني، ومن قبل بعض الأطراف العربية في المنطقة.
وذكر إعلام الحشد الشعبي، في بيان له، أنه "برعاية و بحضور دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي انطلقت فعاليات الحشد الشعبي في عيده السنوي السابع، وذكرى بدء عمليات التحرير الكبرى". وفي الأثناء، أفادت تقارير من ديالي بفرض إجراءات مشددة على طريق كركوك بغداد، قرب معسكر أبو منتظر المحمداوي لتأمين وقائع الاستعراض العسكري للحشد الشعبي. وكان من المقرر أن يُنظم الاستعراض في الـ13 من الشهر الحالي، بيد أنه تم تأجيله لأسباب مختلفة، من بينها المشاركة الواسعة.
هذا وقال القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، اليوم السبت (26 يونيو 2021)، إن عملنا هو تحت راية العراق. وغرد الكاظمي، عبر "تويتر"، قائلا: "حضرنا استعراض جيشنا البطل في 6 كانون، وأيضا الشرطة الباسلة، واليوم حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي". وأكد، أن "عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا"، خاتما تغريدته بـ"نعم للعراق.. نعم للعراق القادر المقتدر". وفي وقت سابق اليوم، قال "الكاظمي" خلال حضوره الاستعراض العسكري للحشد الشعبي بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسه: "أحيي أبناء العراق أبناء الحشد الشعبي البطل، في عيد تأسيسه"، مؤكدا ان "أبناء الحشد هم أبناء الدولة، وهم مستمرون بتقديم كل ما يخدم شعبنا ووطننا". وأضاف "أنتم والقوات الأمنية دحرتم الإرهاب وامامكم المزيد، وبوعيكم و انضباطكم و مهنيتكم يحفظ الحشد الشعبي وبكم نستعيد للعراق دوره التاريخي في المنطقة"، متابعا "أحيي بطولاتكم وتضحيات الشهداء وعوائلهم الكريمة".
ونُشرت صور عن منصة العرض الرئيسة تضم رئيس الوزراء "مصطفى الكاظمي"، ومستشار الأمن الوطني "قاسم الأعرجي"، إلى جانب قيادات عسكرية، فضلاً عن زعيم "الحشد الشعبي"، "فالح الفياض" والقيادي بكتائب "حزب الله"، الذي يشغل بالوقت ذاته رئيس أركان الحشد الشعبي، "عبد العزيز المحمداوي" المعروف بـ"أبو فدك". ونقلت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة صوراً للعرض المسلح، وتظهر فيه دبابات وراجمات صواريخ وعربات مدرعة وطائرات مسيرة إلى جانب أسلحة مختلفة.
وكان رئيس "هيئة الحشد الشعبي"، "فالح الفياض"، قد أكد في مقابلة متلفزة مساء الجمعة، أن "اليوم السبت يمثل يوماً مهماً لأنه سيشهد استعراضا منسجما مع "الحشد" وتضحياته"، مضيفاً إن "الحشد" مؤسسة مرتبطة قانونياً بالقائد العام للقوات المسلحة، وتحت إمرة القيادة العامة للقوات المسلحة. وأشار إلى أن "الحشد الشعبي" واجه ظروفاً صعبة في اختيار القادة، لكنه اجتاز تلك المرحلة، وهو الآن سباق في تطوير إمكاناته، مضيفاً إن "الأليات المدنية التي نستخدمها تجعلنا في حرج، ونعمل لتوحيد الزي ولون المركبات". ولفت إلى وجود نية لإصدار أرقام خاصة لسيارات "الحشد"، بالتنسيق مع مديرية المرور التابعة لوزارة الداخلية، رافضاً وصف فصائل "الحشد الشعبي" بالمليشيات، مهدداً برفع دعاوى قضائية ضد من يطلق تلك الأوصاف.
ومع ذلك، فقد اهتمت العديد من وسائل الاعلام التابعة للجهات المعارضة الخارجية بهذا العرض العسكري الكبير ومن النقاط التي حاولت وسائل الإعلام تناولها في هذا العرض استعراض قوة "الحشد الشعبي" ، بحيث حاولت تصوير قوات "الحشد الشعبي" بأنها قوات أصبحت أقوى بكثير من قوات الجيش العراقي، وهذه المؤامرة دأب أعداء الشعب العراقي منذ أكثر من عام على نشرها لإضعاف هذه القوة ثم حلها، لكن خلال الفترة السابقة أكد كبار قادة "الحشد الشعبي" على الدوام وفي مناسبات مختلفة أن هذه القوات تخضع لأوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية وهيئة الأركان المشتركة للجيش العراقي وذلك لإسكات جميع الاصوات المعارضة والمثيرة للفتن.
والنقطة الخبيثة الأخرى التي أثارتها وسائل الاعلام الغربية والعربية المعارضة لمحور المقاومة في عرض اليوم لقوات "الحشد الشعبي" كانت استخدام الأسلحة والمعدات العسكرية مثل الصواريخ والطائرات من دون طيار إيرانية الصنع، وذلك من أجل القول بأن هذه القوات تابعة لجمهورية إيران الإسلامية وتنفذ أوامر طهران في العراق. وبحسب "وائل الركابي"، المحلل السياسي والعسكري العراقي ، فإن استخدام معدات الدول الأخرى في مسيرات الجيوش والقوات العسكرية لدول مختلفة أمر شائع، وهذا أمر لا يحتاج إلى مثل هذه العظمة وهنا ينبغي القول إن معظم الدول العربية في المنطقة قامت خلال السنوات الماضية باستعراض قواتها المسلحة المشتراه من الغرب.
وبشأن رسائل هذا العرض، قال "الركابي"، إن الرسالة الأولى لاستعراض قوات "الحشد الشعبي" كانت بمثابة إحياء لطريق الشهيد الجنرال "قاسم سليماني" قائد فيلق "القدس" والشهيد "أبو مهدي المهندس". والرسالة الثانية من وجه نظر المحلل السياسي والعسكري العراقي، كانت الإعلان عن استعداد قوات الحشد الشعبي للتصدي للمعتدين والارهابيين، رغم كل المؤامرات لإزالته من المشهد العراقي. وعلى عكس التحليلات المتحيزة التي استهدفت استعراض "الحشد الشعبي"، قال "الركابي" إن "الحشد الشعبي لم يسع قط إلى السلطة والنفوذ السياسيين، ولم يتم إثبات ذلك في السنوات الماضية، وكان الحشد الشعبي دائمًا مدافعًا عن الشعب العراقي وصمام ثقة ضد المؤامرات الأجنبية، بما في ذلك مؤامرة داعش".