الوقت- يؤكد دبلوماسيون وخبراء دوليون ان صراعا على الحكم يدور حاليا في السعودية بين وليي العهد في العائلة السعودية المالكة في وقت تواجه السعودية تحديات خطيرة في الداخل او الخارج على حد سواء، وفي هذا السياق نشرت "وكالة الصحافة الفرنسية" تقريرًا تضمن معلومات كانت العديد من الصحف الاجنبية توردها كما كان المدون السعودي الشهير "مجتهد" يسربها، وآخرها أن "السعودية بدأت بمحمدين وستنتهي بمحمدين".
ويضيف التقرير "يسود توتر واضح منذ أشهر بين ولي العهد الامير محمد بن نايف (56 عاما) وزير الداخلية، والامير محمد بن سلمان الثلاثيني نجل الملك ووزير الدفاع"، وينقل عن الخبير في الشؤون السعودية "فريديريك ويري" من مركز "كارنيغي" الدولي قوله إن "هذا الخلاف وإن لم يكن واضحا للعلن في المملكة التي لا تجاهر بشؤونها الداخلية، الا انه يؤدي الى قرارات سياسية مقلقة جدًا للخارج والداخل".
ويشير ويري الى أن "من جملة هذه القرارات التدخل العسكري في اليمن وسياسة "الحزم" التي تمارس على الصعيد الوطني بعيدًا عن الاصلاحات المطلوبة في هذا البلد"، بحسب قوله .
ويقول الخبراء، وفق التقرير، بأن التوتر بين الاميرين تفاقم بعد الاقصاء المفاجىء في نيسان الماضي لولي العهد الامير مقرن الذي كان معينا من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي توفي في كانون الثاني/يناير .
وهذا الاقصاء، يرى الخبير في الشؤون السعودية ستيفان لاكورا من مؤسسة "سيانس بو" في باريس ان "كثيرين رأوا فيه شكلا من اشكال الانقلاب" الذي يسمح لفرع من آل سعود "باحتكار السلطة"، خصوصا وانه لم تتم إزاحة ولي للعهد في السعودية من قبل، وإن كانت الاسرة المالكة قد أقالت الملك سعود في 1964 .
بدوره، يصرح دبلوماسي غربي، بأن حالة الامير مقرن تدل على أن "صفة ولي ولي العهد هشة"، ويشير الى ان "هذا ما يفسر سعي الامير محمد بن سلمان الى تعزيز سلطته" فهو يترأس الى جانب حقيبة الدفاع، مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في السعودية، ويشرف على "ارامكو" المجموعة النفطية العملاقة التي تحتل المرتبة الاولى بين مصدري النفط في العالم.
من جهته، يرى ويري بأن "محمد بن سلمان استحوذ بسرعة على سلطة ونفوذ استثنائيين ما يسمح له بزعزعة خصومه"، بينما يعتبر الدبلوماسي من جهته، بأن ولي ولي العهد "يحتاج الى تعزيز موقعه ليصبح عند وفاة والده شخصا لا يمكن الاستغناء عنه"، لانه يخشى المعاملة التي سيلقاها من محمد بن نايف إذا اعتلى هذا الاخير العرش.
بدوره يشير "لاكروا" الى أن محمد بن سلمان "يعمل كما لو انه ولي العهد المعين، ما يثير توترًا مؤكدًا"، ويعتبر دبلوماسيون أن اقالة وزير الدولة سعد الجبري القريب من الامير محمد بن نايف في ايلول/سبتمبر من منصبه، إشارة أخرى الى تنافسه مع محمد بن سلمان.
وهنا يتابع تقرير وكالة الصحافة الفرنسية قائلًا: "على الرغم من ذلك لا يبدو موقع وزير الداخلية وولي العهد مهددًا". ويرى دبلوماسي غربي "أن اقالة محمد بن نايف ستلحق الضرر" بالحكام السعوديين الحاليين، مشيرا الى أن الرجل "يحظى بالاحترام وبثقة الغرب، وخصوصًا في مجال مكافحة الارهاب ".
ويؤكد دبلوماسي آخر أن "الامير محمد بن نايف يتمتع بولاء مسؤولي وزارة الداخلية ومعظم افراد العائلة الحاكمة سيدعمون اعتلاءه العرش".
ويضيف "لو كانوا يريدون التخلص منه لجعلوه كبش المحرقة" في كارثة تدافع الحجاج في مكة المكرمة التي أدت الى سقوط اكثر من 2200 قتيل حسب حصيلة غير رسمية.
في المقابل، يشعر عدد من أفراد عائلة آل سعود بالقلق من قيادة الامير محمد بن سلمان للحرب في اليمن، ويقول ويري "كل هذه العملية في اليمن اعدت لتعزيز موقعه".
وفيما يتوقع البعض تراجعا اقتصاديا كبيرا في السعودية، يرجح خبراء انهيار اسرة آل سعود الحاكمة منذ 271 عاما، بينما يقول دبلوماسي "تم التكهن مرارا بنهايتها لاسباب عديدة لكنها ما زالت هنا ."(...)