الوقت- في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع داخل المجتمع الإسرائيليّ وبالأخص السياسيّ المنقسم على ذاته بين اليسار واليمين، كشفت القناة الـ12 العبريّة، أنّ رئيس حزب "يمينا" الإسرائيليّ، نفتالى بينيت، وافق على الانضمام إلى حكومة مشتركة مع رئيس حزب "هناك مستقبل"، يائير لابيد، وذكرت أنّ الاتفاق الذى سيتم الإعلان عنه، يقضي بأن يترأس بينيت حكومة العدو حتى سبتمبر/ أيلول من عام 2023، ليخلفه لابيد حتى نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2025، في ظل تعمق الصراع السياسيّ بشكل كبير داخل الكيان الغاصب.
يعيش الكيان الصهيونيّ الغاشم في مرحلة "ذروة العجز السياسيّ" على خلفية النزاع الحاصل في الأراضي الفلسطينيّة التي يسيطر عليها، حيث وافق زعيم حزب اليمين الجديد، نفتالي بينيت، مؤخراً، على التحالف مع زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد، لتشكيل حكومة الكيان الجديدة، يرأسانها بالتناوب، وبيّنت وسائل إعلام تابعة للعدو، أنّ الإعلان عن التحالف سيكون اليوم ربما، كما سيتم تنصيبهما في غضون 10 أيام من قبل رئيس الكيان رؤوفين ريفلين.
ومع استمرار تصاعد الخصام السياسيّ بين الأحزاب اليمينيّة واليساريّة، تطرق رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، في فيديو نشره عبر تويتر، إلى التحالف بين لبيد وبينيت، قائلا "إنها عملية احتيال لا يمكن تصورها"، معتبراً ذلك انتهاكاً واضحاً لجميع الوعود التي قطعها بينيت على نفسه قبل عدة أسابيع، وتحدث أنّ الحكومة اليساريّة فقدت حظوظها خلال الحرب على الفلسطينيين في غزة، متسائلاً: "ما الذي تغير الآن؟"، عقب إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة تحظى بثقة البرلمان أو ما يُطلق عليه "الكنيست"، قبل شهر تقريباً، لذلك قام رئيس الكيان ريفلين بتكليف لبيد بتشكيل حكومة خلال 28 يوماً.
وتشير المعلومات الحاليّة إلى أنّه ولأول مرة بات بالإمكان تشكيل حكومة إسرائيليّة دون مشاركة حزب "الليكود" الذي يرأسه نتنياهو، عقب الأخبار التي ذكرها إعلام العدو، والتي تتحدث أن الاتفاق الأخير ينص على تولي بينيت الذي حصل على 7 مقاعد في الكنيست، رئاسة الوزراء حتى سبتمبر/ أيلول 2023، ثم يحل لبيد الحاصل على 17 مقعداً مكانه حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، وفي حال فشل لبيد في تشكيل الحكومة الإسرائيليّة، فهناك خيار وحيد أمام الرئيس الصهيونيّ، وهو إعادة التكليف إلى البرلمان.
وفي حال حصول ذلك، فإن برلمان العدو يكون بين خيارين، إما أن يجد من بين أعضائه من هو قادر على تشكيل حكومة تحظى بثقة 61 نائباً، أو التوجه إلى انتخابات جديدة، بعد أن شهدت الأراضي الفلسطينيّة المحتلة 4 انتخابات منذ أبريل/ نيسان 2019، نتيجة تعذر حصول المكلفين بتشكيلها على نيل ثقة 61 نائباً في الكنيست.
وتتصاعد التنبؤات باحتماليّة وقوع "حرب سياسيّة" داخل المجتمع السياسيّ الإسرائيليّ، وربما تفضي لنتائج لا يتوقعها العدو، في الوقت الذي يتشارك فيه خصوم وأتباع حكومة نتنياهو نفس الشعور بأنّ مؤسسات الكيان مفلسة، في ظل تفشي فيروس كورونا ونتائجه الاقتصاديّة الكارثيّة، التي دفعت بعشرات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع، حتى وصلوا إلى منزل نتنياهو نفسه، وشكلوا تهديداً متزايداً لسيطرته على السلطة، وطالبوا باستقالته وألحقوا كلمة "ارحل" بصور حساباتهم الشخصيّة على الفيسبوك، فيما يحاول نتنياهو ما استطاع التمسك بالسلطة، رغم أنّه أصبح يشكل خطراً داهماً على الكيان ينافس قضيّة انتشار كورونا.
بالمقابل، تتزايد التنبؤات الإسرائيليّة بأنّ الكيان الصهيونيّ يقترب بسرعة من الحرب الأهليّة، بسبب التحريض المتزايد لرئيس الوزراء العدو، بنيامين نتنياهو، ومعركته السياسيّة، إضافة إلى الأزمة الاقتصاديّة المتفاقمة، فبالرغم من كل المساعي لضبط إيقاع الوضع داخل الكيان، إلا أنّ الخلافات الداخليّة تتصاعد يوماً بعد آخر، ناهيك عن التماسك الذي بدأ يتآكل في السنوات الأخيرة بين اليهود داخل المجتمع الإسرائيليّ، وحل محله فجوات داخليّة كبيرة تغذيها الكراهية الشديدة الخارجة عن نطاق السيطرة، والتي قد تُوصل الكيان القاتل إلى صدام داخليّ عنيف، ربما يتحول فيما بعد إلى حرب أهليّة كارثيّة.
نتيجة لذلك، وبحسب وَصْفُ أحد الكاتب الإسرائيليين لحال الكيان الغاشم، فإنّ الخلاف بين الإسرائيليين اليوم، لم يعد يدور حول تنافس النسق الكليّ للأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة بين اليسار واليمين، ولا الاتفاقات والتنازلات للدول المعادية للكيان وقضايا الحرب والسلام، بل أصبح الصراع داخل المجتمع الإسرائيليّ المنقسم على ذاته بين مؤيد لنتنياهو ومعارض له، فجزء من الإسرائيليين يعتبره المُخلص الذي يحول دون انقراض الكيان الصهيونيّ، وآخرون يعتبرونه خطراً قائماً على مستقبله.