الوقت - "حان الوقت لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية"؛ هذا ما قاله الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات.
بدوره شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على ضرورة عودة سوريا، کما قال "حسام زكي" مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن عودة دمشق إلى حضنها العربي تصب في مصلحة المنطقة، وخطوة مهمة نحو السلام في سوريا.
لقد مضى عقد على الحرب الإرهابية ضد سوريا، وبعد هذا العقد المظلم، يبدو أن الشيء الوحيد الذي يلوح في الأفق هو أن الوقت قد حان لكي يعود العرب إلى سوريا. ومؤخراً، كشفت صحيفة "العرب" الخليجية عن اجراءات جادة لمشاركة سوريا في القمة العربية بدعم قوي من عمان.
وفي هذا الصدد، يقول مصطفى المقداد، المحلل السياسي السوري، لوکالة تسنيم: بعض الدعوات لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ليست جديدةً. وقد دعت الجزائر والعراق وحتى الدول الخليجية مراراً وتكراراً إلى عودتها إلی الجامعة العربية ورفع تعليق عضويتها، وفق الأحكام التنظيمية والقانونية للجامعة التي تم تبنيها ظلماً ضد سوريا؛ لكن الولايات المتحدة كانت تعارض ذلك دائمًا.
بدوره صرَّح "ريمون هلال"، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب السوري، لـ "تسنيم": "سوريا من الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية، وعودتها ملحة وعاجلة للاستقرار ودعم الأمن القومي العربي. والنقطة الأساسية هي أن انتصارات سوريا بفضل جيشها الذي هزم حصار الغرب وحرب شيوخ النفط، هي القوة الدافعة وراء عودة الروح إلى العلاقات العربية السورية".
كما قال "ماهر كرم" الأمين العام لحزب التضامن العربي الديمقراطي لـ "تسنيم": "إن استعادة أكثر من 70٪ من أراضي سوريا إنجاز عظيم، وبالطبع من الطبيعي لمن يحكم الأرض أن يفرض وجوده وقراراته، لأنه بخلاف ذلك، إذا ظل الوضع على ما کان عليه، فلن تراهم يعودون ويطلبون المساعدة ويطلبون العودة إلى سوريا وإعادتها إلى جامعة الدول العربية. وكل هذا نتيجة ما فعله الجيش السوري بدعم من الحلفاء".
دمشق التي تعرف أنها في موقع القوة السياسية والعسكرية بفضل طهران ومقاومة حزب الله، لا يبدو أنها تخشى خسارة الجهات التي سعت ذات مرة للإطاحة بها عسكريًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا.
وفي هذا الصدد، قال ريمون هلال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب السوري: "هناك معطيات معينة يجب تحقيقها من أجل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وأولها عودة الجامعة العربية إلى المفاهيم الأساسية التي تأسست من أجلها، أي الدفاع عن القضايا العربية ومتابعتها، وإذا لم تلعب جامعة الدول العربية هذا الدور، فلن يكون من المفيد عودة سوريا أو أي دولة أخرى إليها".
المحللون السوريون يشككون في موقف الدول الخليجية، لأن هذا هو الموقف الذي اتخذته كرأس الحرب العالمية ضد سوريا، ومع ذلك فإنهم يرون في ذلك نافذةً سياسيةً لإنهاء الحرب ضد بلادهم، وهم ينتظرون اللحظة العربية التي يتحول فيها الرئيس السوري بالإجماع من رئيس غير شرعي إلى الرئيس الشقيق.