الوقت- أخذت حادثة استهداف قاعدة خالد بن عبد العزيز العسكرية الجوية حيزاً كبيراً من الإهتمام الإقليمي والدولي. ولعل الأبرز فيها هو حجم الأضرار التي ألحقتها الإصابة بالقاعدة، الى جانب فرضها قواعد جديدة في الصراع الحاصل بين العدوان السعودي من جهة والجيش واللجان الشعبية اليمنية من جهةٍ أخرى. فيما تساءل العديد من المحللين عن سبب إخفاق منظومة صواريخ باتريوت من اعتراض صاروخ سكود. فماذا في المعلومات االجديدة والمهمة حول هذا الموضوع؟ وكيف يمكن تحليل دلالاتها؟
حقائق حول ما كان يجري في القاعدة العسكرية قبل قصفها:
أعلنت مصادر يمنية الخميس تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبيى من إطلاق صاروخ سكود باتجاه قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية في خميس مشيط في عسير جنوب غرب السعودية. وأضافت المصادر أن الصاروخ تمكن من تحقيق هدفه بدقة، فيما أكد الناطق باسم الجيش اليمني العميد غالب لقمان، أن الكيان الإسرائيلي كان قد نقل كميات من الصواريخ والقنابل إلى قاعدة خميس مشيط داخل السعودية. من جهتها اعترفت قيادة القوات المشتركة في الرياض بإطلاق الصاروخ من الأراضي اليمنية لتعلن بعدها خبر مقتل قائد القوات الجوية الملكية. كما أكدت مصادر صحفية أن قوات عسكرية أمريكية وإسرائيلية كانت تتواجد في القاعدة الجوية حينها وهو ما أدى الى مقتلهم. مما دفع الرياض للتكتم على الأضرار والضحايا.
لكن الأهم هو المعلومات التي كشفتها مصادر محلية يمنية، حول إطلاق الصاروخ وما كان يحدث في القاعدة العسكرية وحجم الأضرار. فقد أكدت المصادر أن توقيت قصف الصاروخ كان مدروساً. وحول ما كان يجري داخل القاعدة، فقد هبطت طائرة عسكرية إسرائيلية صباح الخميس في القاعدة محملة بقنبلة إنشطارية. فيما رافقها طائرة أخرى مدنية وعلى متنها 15 خبيراً اسرائيلياً جاؤوا بمهمة إدارة ومراقبة عملية استلام وتجهيز القنبلة الإنشطارية. في الوقت ذاته كان الى جانب الطائرة الإسرائيلية 16طائرة سعودية وإمارتية مذخرة. بينما كان يجتمع في مقر قائد القوات الجوية عدد من الضباط الإسرئيليين يناقشون كيفية تنفيذ الهجوم العسكري بالقنبلة مع ضباطٍ من تحالف العدوان على اليمن. وهو الأمر الذي أدى نتيجة الإصابة الدقيقة للصاروخ الى أضرار كبيرة وضحايا كثيرة لا سيما بين الضباط العسكريين الذين أكدت المصادر أنهم أمريكيون وإسرائليون الى جانب ضباطٍ سعوديين ومن دول أخرى. فيما بقيت الرياض متكتمة على ما حصل منعاً لفضيحةٍ سلبية تجاهها. وهو ما أدى لمنع وسائل الإعلام من دخول القاعدة. فالصاروخ الى جانب القنبلة التي انفجرت والطائرات المذخرة، أحدثا الكثير من الأضرار التي غيرت جغرافية المكان بحسب المصادر.
تحليل ودلالات:
تم تحليل الحدث سابقاً من قبل العديد من المحللين، لكن التكتم حول المعلومات التي أشرنا لها تجعل التحليل يأخذ وجهةً أخرى. وهنا وبناءاً للمعلومات الجديدة فلا بد من قول التالي:
- أثبتت السعودية من خلال ما جرى تعاونها الوثيق مع العدو الإسرائيلي وتواجدها في نفس المسار. وهو الأمر القديم الجديد، لكن ما جرى يعزز فكرة عدم أهلية السعودية في قيادة أي محورٍ عربي. لا سيما بعد أن تجاوزت طلعاتها الجوية في اليمن الأربعين ألفاً، والتي خلفت العديد من المجازر. فيما يبقى السؤال المطروح اليوم حول المخطط الإرهابي والخطير الذي كان يعمل عليه السعوديون مع الضباط الإسرائيليين في القاعدة التي استُهدفت تحديداً لجهة أستخدام سلاحٍ محرمٍ دولياً يتميز بحجم الأضرار التي يخلفها.
- من جهةٍ أخرى جرى الحديث عن سبب عدم نجاح منظومة الباتريوت في إعتراض الصاروخ، وهو الأمر الذي استغربه الخبراء العسكريون لسببٍ قد يتعلق بأن المنظومة لم تكن تعمل أساساً. فيما تساءلت العديد من الصحف العالمية عن نجاعة الحرب التي تقودها السعودية على اليمن في وقتٍ لا يزال فيه اليمنيون قادرون على تحقيق انجازاتٍ عسكرية. وهو ما يعني أن السعودية لم تفلح في أهدافها العسكرية لا سيما بمنع أو كسر القدرات العسكرية اليمنية.
يوماً بعد يوم يتبين حجم الفشل الذريع الذي يعتري التحالف العدواني على اليمن. في وقتٍ جاءت فيه حادثة القاعدة الجوية لتؤكد حجم المؤامرة الدولية على الشعب اليمني. فيما كان من الواضح أن الجيش اليمني واللجان الشعبية، لم تكسرهم حرب السعودية، بل يبدو أنهم خبأوا لها العديد من المفاجآت العسكرية.