الوقت- استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجولة الأولى من المحادثات بين الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، يوم الاثنين، في موسكو، لمناقشة القضايا المتعلقة بهذه المنطقة.
وجرت المحادثات بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا، في موسكو، بعد شهرين من وقف إطلاق النار بين البلدين بوساطة روسية.
وعقب وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الأخيرة في قره باغ، اتفقت جمهورية أذربيجان وأرمينيا على إنشاء معبر يربط بين الأراضي الرئيسية لجمهورية أذربيجان ونخجوان.
وفيما يتعلق بآخر التطورات في قره باغ والمحادثات الثلاثية الأخيرة بين رؤساء روسيا وأذربيجان وأرمينيا، أجرى موقع الوقت التحليلي الاخباري حواراً مع الدكتور "ولي كوزه جر كالجي" ، الخبير البارز في الشؤون الروسية.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تقيمون أهداف لقاء روسيا مع أرمينيا وأذربيجان؟
فيما يخص اجتماع روسيا وأرمينيا وجمهورية أذربيجان، فإن ما تم الإعلان عنه بشكل عام يتعلق بتعديل تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في 10 نوفمبر 2020. كما تعلمون ان اتفاق وقف إطلاق النار هذا، على الرغم من الاتفاق الأولي، لم يكن كاملاً وحدثت مشاكل في تنفيذه.
قضايا مثل تبادل الأسرى والمفقودين وجثث قتلى الجانبين وتحديد الشريط الحدودي وما إلى ذلك، هي من بين القضايا التي بحاجة لمعالجتها في اتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما القضايا الحدودية الجديدة في قره باغ، والتي وفق اتفاق وقف إطلاق النار الجديد هناك حاجة لتحديدها من جديد. ومن ناحية أخرى، تسببت هذه القضايا الحدودية في حدوث حساسية داخل أرمينيا، حيث يتعين على أرمينيا التنازل عن العديد من القرى، وأصبح هذا الأمر حساسا للغاية وتحدياً في أرمينيا. كذلك قضية وجود قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ، وتوفير الأمن في لاتشين ، حيث تتمركز القوات الروسية ، وممر نخجوان - أذربيجان ، ومناقشة السكك الحديدية والأمن والطاقة والنقل وغيرها من القضايا الثنائية المتعلقة بالوضع الجديد في قره باغ. هي من القضايا المهمة التي سيتم مناقشتها في الاجتماع الثلاثي بين روسيا وأرمينيا وجمهورية أذربيجان.
ما هي أهداف روسيا في محادثاتها مع فرنسا كعضو في مجموعة مينسك قبيل الاجتماع مع جمهورية أذربيجان وأرمينيا؟ وأين مجموعة مينسك من حل أزمة قره باغ؟
تأسست مجموعة مينسك في عام 1992 من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) لتشجيع التسوية السلمية والتفاوض بشأن نزاع قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، وترأستها فرنسا وروسيا وأمريكا. ومع ذلك، هناك دول أخرى مثل بيلاروسيا وألمانيا وإيطاليا والبرتغال وهولندا والسويد وفنلندا وتركيا وكذلك أرمينيا وأذربيجان أعضاء فيها.
تمت إزاحة هذه المجموعة بشكل عام في حرب قره باغ الأخيرة، فبالتأكيد كان لتهميش مجموعة مينسك في حرب قره باغ الأخيرة أسبابه الخاصة. فمن ناحية، انشغلت أمريكا بقوة في الانتخابات، كما انشغلت فرنسا بشكل كبير مع تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وهذا التوتر الفرنسي التركي جعل فرنسا تقف إلى جانب أرمينيا خلال صراع قره باغ، وبالتالي تلاشى دور التوازن في الجزء الفرنسي من أزمة قره باغ بسبب التوترات مع تركيا. وعليه، فإن روسيا وحدها، بصفتها عضوا في قيادة مجموعة مينسك، كانت قادرة على الحفاظ على دور نشط وموقف وسيط، وأصبح دور موسكو في توتر قره باغ مركزيا، وتمكن الروس من تفعيل وقف إطلاق النار في قره باغ وإنهاء الحرب. الخطوة التي لم تتمكن أمريكا القيام بها.
ناقش بوتين في الوقت الراهن بعض الهواجس المشتركة مع فرنسا، حيث يشعر كلا البلدين بالقلق إزاء موقف أرمينيا في قره باغ. ومن ناحية أخرى، تستضيف فرنسا المجموعة الثالثة من المهاجرين الأرمن في العالم ، ويبدو أن دور اللوبي الأرميني كان فاعلا في الاتصال بين رئيسي فرنسا وروسيا، وحاولوا التخفيف من ضغط بوتين على باشينيان رئيس وزراء أرمينيا وان يكون لدى موسكو تحفظات أرمينيا كبلد خاسر في هذه الحرب.
بشكل عام، هل تمكنت روسيا من إنهاء أزمة قره باغ، أم إن المحادثات الحالية كانت فقط لوقف الحرب مؤقتاً؟
خلال حرب قره باغ الأخيرة، عادت سبع مدن إضافة إلى شوشا إلى جمهورية أذربيجان. لكن السبب في عدم تقدم القوات الأذربيجانية بعد شوشا هو أن روسيا لم تسمح بذلك، وإلا لكانت قره باغ كلها ستسقط لو تقدمت أذربيجان. لذلك، تلعب روسيا دورا محوريا في الحفاظ على الوضع الحالي في قره باغ.
لو سقطت قره باغ بأكملها، لكانت موازين القوى في هذه المنطقة تحولت لمصلحة تركيا وجمهورية أذربيجان، لذلك اختارت روسيا معاقبة الفصيل الموالي للغرب فقط في أرمينيا بسقوط هذه المدن السبع من قره باغ ولم تسمح بسقوط كامل قره باغ.
من ناحية أخرى، إن الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف غير مهتم بإنهاء نزاع قره باغ إلى الأبد، حيث يعتمد علييف على إعلان حالة الحرب الدائمة في قره باغ، التي تمدد فترة رئاسته. لذلك يريد علييف أن يظل صراع قره باغ مفتوحا وغير منتهي، وقد أجل جزءا من قضية قره باغ إلى المستقبل.
ومن ناحية أخرى، من الممكن أن تواجه قره باغ مصير منطقة "أبخازيا" كأرض روسية، تماما كما كان يتم توزيع جواز السفر الروسي في قره باغ. لذلك في المستقبل، قد يصوت شعب قره باغ في أي انتخابات مع حق تقرير المصير للانضمام إلى روسيا ، وستصبح هذه المنطقة محسوبة على روسيا ، لذلك لن يسمح الروس بسقوط قره باغ بالكامل، لأن لديهم نصف رؤية تجاه إمكانية انضمام هذه المنطقة إلى روسيا في المستقبل.