الوقت- مع حل الكنيست (البرلمان) الصهيوني والتغييرات التي شهدناها خلال الأسبوع الماضي، يتم تشكيل أحزاب جديدة كما في الفترات السابقة.
إنها أحزابٌ لا يتجاوز عمر بعضها عمر الكنيست نفسه، وسيتم حلها بعد الانتخابات. لكن ما جلبته معها على مر السنين الماضية كان تقسيماً أكبر للأصوات بين الأحزاب الصغيرة، وابتزازاً من الأحزاب الكبيرة لتشكيل الحكومة.
حزب رئيس بلدية تل أبيب
بعد انشقاق "جدعون ساعر" عن حزب الليكود، شكَّل حزب "أمل جديد"، ووصل إلى المركز الثاني في الاستطلاعات. وفي الأسبوع الماضي، أعلن رئيس بلدية تل أبيب "رون حولدائي" أنه شكَّل حزباً جديداً يدعی "الاسرائيليون".
بمجرد تأسيس هذا الحزب، انضم إليه "آفي نيسينكورن" وزير العدل الحالي في الکيان الصهيوني، والذي كان عضوًا سابقًا في حزب "أزرق أبيض".
فاز هذا الحزب بما يتراوح بين ثمانية وتسعة مقاعد في استطلاعات الرأي التي أجريت في الأراضي المحتلة نهاية الأسبوع الماضي، وهي مقاعد انتقلت من سلة "الليكود" و"أمل جديد". وفي نفس الاستطلاعات، حصل الليكود على 28 إلى 29 مقعداً، و"أمل جديد" 17 مقعداً.
وهذا يعني انقساماً جديداً في تيار نتنياهو واليمين. لأنه مع وجود هذا العدد الكبير من المقاعد في سلة حزب "حولدائي"، فإن اليمينيين لا يمكنهم عملياً حتى الفوز بـ 55 مقعدًا في هذه الاستطلاعات، وعليهم التفكير في طرق جديدة.
الحزب الجديد لرئيس الموساد السابق
بعد حزب رئيس بلدية تل أبيب، أعلن "داني ياتوم" رئيس الموساد من عام 1996 إلى عام 1998، هذا الأسبوع أنه شكَّل حزباً جديداً يسمى "المتقاعدين الجديد"، والذي انضم إليه حاليًا "آسا كاشير" الخبير في الشؤون الدينية، و"شلومو ماعوز" المحلل السياسي في جريدة "معاريف"، و"راشيل أديتو".
ومع هذا الحزب الجديد، الذي لديه نظرة يسارية، فإن أصوات اليساريين، التي کانت قد انقسمت في السابق بين "ميرتس" و"العمل"، وحزب "العمل" لم يحصل على الحد الأدنى من الأصوات لدخول الكنيست، ستكون أكثر انقسامًا. وفي هذه الحالة، لا يمكن لليسار دخول الكنيست أيضًا.
استطلاعات الرأي الأخيرة ووضع خصوم نتنياهو
في استطلاعات الرأي التي تم الحصول عليها، سيفوز حزب "يمينا" بزعامة "نفتالي بينيت" بما يتراوح بين 12 و 14 مقعداً، وحزب "المستقبل" بزعامة "يائير لبيد" على 11 إلى 12 مقعداً. وستحصل أحزاب "إسرائيل بيتنا وشاس ويهوديت هاتورات" على ما بين 7 و8 مقاعد.
في الوقت نفسه، سيحصل حزب "ميرتيس" على 5 مقاعد، و"أزرق أبيض" على 4 مقاعد، ومع هذا الاتجاه التنازلي، قد لا يتمكن من الحصول على الحد الأدنى المطلوب من الأصوات. في غضون ذلك، ستحصل القائمة العربية المشتركة أيضاً على 10 إلى 11 مقعدًا.
يُظهر هذا الترتيب أنه إذا كان بإمكان جميع خصوم نتنياهو، الذين يتألفون من إسرائيل بيتنا، وميرتيس، ويمينا، وأزرق وأبيض، وأمل جديد، أن يجتمعوا معًا، فيمكنهم الحصول على 61 مقعدًا وتشكيل الحكومة، لكن المشكلة هي أن هذه المجموعة من غير المرجح أن تكون قادرةً على الاتفاق مع بعضها البعض.
في المقابل، لا يزال موقف حزب "الإسرائيليون" الجديد غير واضح، لأنه رغم كونه يمينيًا، إلا أنه اتخذ موقفًا متشددًا ضد نتنياهو.
عقدة الحكومة بيد فلسطينيي أراضي عام 1948
وفي ظل هذه الظروف، لن يتمكن لا نتنياهو ولا خصومه من تشكيل ائتلاف لتشكيل الحكومة. والمهمة هنا تصبح أصعب على نتنياهو الذي ينقصه أكثر من خمسة مقاعد حتى تشكيل الحكومة. ولذلك، فلا يمكنه تشكيل الحكومة إلا إذا ذهب إلى القائمة العربية المشتركة بـ 10 إلى 11 مقعدًا.
ولكن بما أن التحالف مع الفلسطينيين يعتبر شذوذاً بين الصهاينة، فقد توجَّه إلی الفلسطينيين ويحاول زيادة عدد مقاعده من خلال جذب أصواتهم.
وفي هذا السياق، بالإضافة إلى زيارته لفلسطينيي 1948 في الأيام الأخيرة، أعلن نتنياهو أنه سيكون له وزير فلسطيني في الحكومة التي ينوي تشكيلها في المستقبل.
ويشارك اليساريون هذا الرأي أيضًا، وقد أعلن حزب "ميرتيس" اليساري مؤخرًا عن عزمه تشكيل تحالف مع الفلسطينيين، ومنح مقعدين من المقاعد الخمسة التي فاز بها الآن في استطلاعات الرأي لشخصيتين فلسطينيتين.
ما نشهده الآن هو اضطراب سياسي نابع من تعدد الآراء السياسية، يعود جزء منه إلى وجود أقليات ديموغرافية مختلفة في الکيان الصهيوني، والجزء الآخر إلى شمولية نتنياهو، والتي أدت بالعديد من الأعضاء المقربين من اليمين للانفصال عنه وتأسيس أحزاب جديدة.
ويبدو أنه مع مرور الوقت واقتراب يوم الانتخابات، سيصبح هذا الاضطراب والارتباك أكثر فأكثر.