أظهرت تحركات عناصر داعش السرية في محافظتي ديالى وصلاح الدين أن التنظيم اختار نقاطاً محددة لشن هجوم عليها ما زاد من خطر التسلل إلى مناطق أكثر أهمية، بما في ذلك بحيرة حمرين وبعقوبة وسامراء، لكن عناصر التنظيم فوجئوا هذه المرة برد القوات العراقية ولم تحقق تحركاتهم أي نتيجة.
الوقت- بعد الهجمات التي شنتها الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي في الأيام القليلة الماضية على بعض المناطق العراقية، ضاعفت القوات العراقية عمليات البحث الدقيقة في محاور مختلفة للتعرف على الإرهابيين، ووفق الأنباء من المحور الشمالي الشرقي لمحافظة ديالى، فقد سيطرت القوات الأمنية على الأوضاع في أطراف قريتي المخيسة وأبو كرمة في منطقة "حوض الوقف" المهمة والاستراتيجية لمنع تسلل عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
في الأسابيع الأخيرة، دخل عناصر تنظيم داعش قريتي المخيسة وأبو كرمة من المزارع المجاورة، وأجبروا عدداً من المواطنين على إخلاء منازلهم بعد تهديدهم وخلق حالة من انعدام الأمن، هاتان القريتان هما المدخل الشمالي الشرقي لمدينة بعقوبة المهمة، وهو ما يزيد من أهميتهما.
ووفق المعلومات التي تم الحصول عليها، انتشرت عدة فصائل من قوات الحشد الشعبي في ضواحي بحيرة حمرين شمال شرق محافظة ديالى لمنع تحركات وتسلل إرهابيي داعش، ووفق مصادر ميدانية ، فقد نجح مقاتلو "الحشد الشعبي" في عملية دقيقة في تحديد وتدمير مقر لخلايا داعش النائمة في منطقة "النائية" على أطراف بحيرة حمرين، بعدما كان الإرهابيون ينفذون عدة عمليات في هذه المنطقة ليلاً.
بحيرة حمرين هي أحد المصادر الرئيسة لمياه الشرب لأهالي محافظة ديالى، كما أن الطريق المهم والاستراتيجي "خانقين - كساباسي - بعقوبة" و "جلولاء - كساباسي - المقدادية" يمر عبر الضواحي الجنوبية الشرقية لهذه البحيرة، وتوجد مناطق مهمة مثل "كساباسي ، جلولاء ، قره تبة ، المنصورية ، إلخ" حول هذه البحيرة.
تُظهر التطورات الميدانية على مشارف "حوض الوقف" وبحيرة حمرين أن عناصر داعش السرية قد وضعت خطة دقيقة لتنفيذ سيناريو خلق حالة من انعدام الأمن والتسلل إلى مناطق أكثر أهمية.
كما تسببت تحركات إرهابيي داعش في شمال غرب محافظة ديالى والمحيط الشرقي لمحافظة صلاح الدين، وارتفاع احتمالية هجماتهم على هذا المحور، بانتشار القوات العشائرية بشكل تلقائي وطوعي بالقرب من منطقة العظيم والاستعداد لأي رد فعل، ووفق المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن المناطق المهجورة بين شمال غرب محافظة ديالى وشرق محافظة صلاح الدين أصبحت مكاناً مناسباً لأنشطة خلايا داعش النائمة وتدريبهم.
وعبر تعزيز مواقعهم في هذه المناطق، يعتزم الإرهابيون القيام بعمليات في أعماق محافظتي "صلاح الدين وديالى"، وفي الوقت الراهن، لا تزال الأجزاء الشمالية الشرقية والشرقية والغربية من محافظة ديالى ملوثة بعناصر داعش الخفية.
في جنوب محافظة صلاح الدين، شنت مجموعة مشتركة من مقاتلي الحشد الشعبي وقوات العشائر والشرطة الاتحادية عملية جديدة في منطقتي يثرب وتل الذهب على الأطراف الشرقية لسامراء.
في هذا المحور تحاول القوات العراقية تطهير المناطق الملوثة من دنس خلايا داعش النائمة ومخازن الأسلحة والأنفاق المخفية، وتقع مناطق يثرب وتل الذهب المهمة بالقرب من طريق بعقوبة - سامراء ، ويزيد انعدام الأمن من خطر قطع هذا الطريق المهم.
ووفق مصادر ميدانية، نجح مقاتلو الحشد الشعبي في الأيام الأخيرة في تحديد مجموعة من عناصر داعش السرية كانوا يحاولون التسلل إلى الجزء الجنوبي من مدينة سامراء في منطقة "تل الذهب" وإحباط هجماتهم، تل الذهب البوابة الجنوبية لدخول مدينة سامراء.
كما نفذت مجموعة من قوات اللواء 21 من الحشد الشعبي عملية في المحور الشرقي لمحافظة صلاح الدين، حيث تم تحديد وتدمير قاعدتين لإرهابيي داعش، كما تزال الأجزاء الشرقية من محافظة صلاح الدين ملوثة بالخلايا النائمة لتنظيم داعش ولها أهمية كبيرة لقربها من حدود محافظتي ديالى وكركوك.
وتوجد عدد من أوكار تنظيم داعش في المناطق الشرقية من محافظة صلاح الدين وعلى الحدود مع محافظة ديالى، وخاصة في منطقة "مطيبيجة"، ويستخدمون المناطق المهجورة لاستعادة السلطة وتعزيز مواقعهم.
يوجد إرهابيو داعش السريون في المحاور الشمالية والوسطى والشرقية والغربية والجنوبية لمحافظة صلاح الدين ، بما في ذلك "جبال حمرين وجبال مكحول" ومدن "تكريت والشرقاط ومحيط سامراء" والمناطق الشرقية من "بحيرة الثرثار".
وأدت الاضطرابات التي حدثت في الشهرين الماضيين وانتهازية الخلايا النائمة لداعش، إلى قيام القوات العراقية بزيادة العمليات الاستباقية على محاور مختلفة لضمان أمن المناطق المهددة.
ونفذ إرهابيو داعش، في الأيام الأخيرة، عدة هجمات واسعة النطاق بدعم من الأمريكيين والسعوديين والإماراتيين ضد مواقع القوات العراقية في محافظات ديالى والأنبار ونينوى، وحاولوا خلق حالة من انعدام الأمن في عدة مناطق، لكنها قوبلت برد حاسم وفشلت.
أظهرت تحركات عناصر داعش السرية في محافظتي ديالى وصلاح الدين أن التنظيم اختار نقاطاً محددة لشن هجوم عليها ما زاد من خطر التسلل إلى مناطق أكثر أهمية، بما في ذلك بحيرة حمرين وبعقوبة وسامراء، لكن عناصر التنظيم فوجئوا هذه المرة برد القوات العراقية ولم تحقق تحركاتهم أي نتيجة.