الوقت- انتقدت مجموعة من المشرعين الأمريكيين في مجلس الشيوخ الامريكي تحرك إدارة دونالد ترامب لإجراء تغييرات هيكلية على وسائل الإعلام الخارجية لهذه الدولة ، قائلين ان هذه الاجراءات من شأنها ان تقوض خطط السياسة الخارجية الأمريكية في بيلاروسيا والصين وإيران.
حيث أقرت إدارة دونالد ترامب مؤخرًا بفشل وسائل الإعلام التابعة للوكالة الامريكية للاعلام العالمي، وهي الذراع الدعائية الرئيسية لوسائل الإعلام الحكومية الأمريكية ، والتي بدأت باحداث تغييرات كبيرة في المنظمة ووسائل الإعلام التابعة لها.
الوكالة الامريكية للاعلام العالمي ، والتي كانت تُسمى حتى قبل عامين بمجلس شراكة البث (بي بي سي) ، تصف نفسها بأنها وكالة حكومية مستقلة لكنها تتلقى تمويلها المباشر من الحكومة الأمريكية ويشرف على عملياتها الكونجرس الأمريكي بشكل مباشر ، وثمة هناك العديد من وسائل الإعلام الأخرى التي تعمل تحت رعاية آلة الدعاية هذه ومنها: "صوت امريكا" و"راديو اوروبا الحر/ اذاعة الراديو الحرة" ، "راديو الغد" ، "اذاعة راديو آسيا الحرة" ، وقناة الحرة وغيرها من الاذاعات والقنوات التلفزيونية.
وفي وقت سابق في مذكرة حديثة لصحيفة نيويورك بوست ، أعرب برايان هوك ، المبعوث الأمريكي الخاص لإيران ، عن قلقه البالغ من أن اذاعة "صوت أمريكا" (VOA) قد فشلت في تحقيق أهدافها الدعائية المناهضة لإيران.
كما كتب برايان هوك في تلك المذكرة التي أصدرها في شهر حزيران (يونيو) من السنة الحالية: " ان اذاعة صوت أمريكا تأسست في عام 1942 لنقل السياسة الأمريكية إلى الجمهور العالمي ، حيث تلقى القسم الفارسي الممول من الكونغرس الامريكي أكثر من 17 مليون دولار كتمويل من دافعي الضرائب الأمريكيين العام الماضي ، لكن اذاعة صوت أمريكا فشلت في تقديم الولايات المتحدة الامريكية إلى إيران كمحتوى قائم على الحقائق وموثوق به وذي مصداقية."
عيّن الرئيس الامريكي دونالد ترامب "مايكل بيك" في منصب الرئيس التنفيذي لهذه المنظمة قبل بضعة أشهر ، لكن المشرعين الأمريكيين الآن يقولون إنه قوض قدرة اذاعة صوت أمريكا ووسائل الإعلام التي تركز على الدول الاجنبية الأخرى على نشر الأخبار لجذب المحتجين والمعارضين.
حيث كتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن السيد بيك قد أقال العشرات من كبار أعضاء منظمة الاعلام العالمية منذ أن وافق عليه مجلس الشيوخ لرئاسة منظمة الإعلام العالمية ، وقام بطرد الرؤساء التنفيذيين لوسائل الإعلام الرئيسية للمنظمة ، وأحدث خللاً في عملية رقابة الكونغرس على هذه المنظمة.
وقال "إليوت إنجل" رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي في مقابلة مع هذه الصحيفة "لقد سخر من منظمة لطالما حظيت بدعم من أحزاب متعددة ، يجب ان يتنحى عن منصبه واذا لم يستقيل فعلى رئيس الجمهورية اقالته ".
وقال المشرع من الحزب الجمهوري "مايكل ماك كاول" ممثل ولاية تكساس في مجلس الشيوخ الامريكي: "لقد قوضت الاجراءات الإدارية الأخيرة في هذه المنظمة بالضبط ما نريد تحقيقه ، وأضعفت الأهداف ذاتها التي تحدثت عنها مع بومبيو".
وفي بيان صدر قبل أيام قليلة ، قال بيك: "واجهت الوكالة الأمريكية للاعلام العالمي عجزًا إداريًا على مدار العقد الماضي ، ما عرّض ديناميكية ومصداقية هذه المنظمة وأمن بلدنا للخطر ، وعلى الرغم من أنني استلمت على هذا الخراب ، إلا أنني ملتزم بإعادة بنائه حتى تصبح منظمة الإعلام العالمية مرة أخرى منظمة تخدم الشعب الأمريكي".
وفي مقابلة مع اذاعة صوت امريكا VOA قبل بضعة أشهر ، انتقد دونالد ترامب وسائل الإعلام هذه ، قائلاً: "ان صوت أمريكا تتحدث غالبًا بلغة المعارضة الأمريكية".
وتصف المنظمة الامريكية للإعلام العالمي مهمتها بأنها "تتماشى مع الأهداف الأوسع وبعيدة المدى للسياسة الخارجية الأمريكية" تحت عنوان "إعلام وإشراك وربط الناس في جميع أنحاء العالم لدعم الحرية والديمقراطية" ، وكتبت أن المهمة ضرورية لمصلحة أمريكا الوطنية.
ذكرت منظمة الإعلام العالمي ، في جزء من تقرير أدائها للسنة المالية عام 2020 (تم تقديم هذه الوثيقة في شهر فبراير عام 2020) ، أن المنظمة أطلقت شبكة تسمى "VOA 365" بهدف شن حرب دعائية ضد إيران.
حيث تنص هذه الوثيقة على ما يلي: "إطلاق VOA 365 بالتعاون مع RFE / RL ، والتي ستكون شبكة تعمل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع ، وتم إنشاء هذه الشبكة وفقًا لرؤية منظمة الإعلام العالمية لتصبح الشبكة الإذاعية الأولى في إيران."
وفي جزء آخر من نفس الوثيقة جاء فيه: "ان يبث القسم الفارسي من إذاعة صوت أمريكا أحداثاً مهمة للإيرانيين بصورة مباشرة لكن من منظور الولايات المتحدة الأمريكية".
وكمثال آخر على التركيز المناهض لإيران في منظمة الإعلام العالمية ، قال الرئيس التنفيذي لهذه المنظمة في 5 مارس من هذا العام أثناء إطلاق VOA 365: "يسعدني إطلاق هذه الشبكة لمثل هذه المنطقة الصعبة والمليئة بالتحديات ، وقد تم انشاء VOA 365 لتصبح منصة اعلام ومرشح أخبار رائد للغات الفارسية حول العالم."
ولكن ما مقدار التمويل الذي تتلقاه USAGM للنهوض بأهداف الحوكمة هذه ، والتي تعتبر مناهضة إيران جزءًا مهمًا منها؟ ففي أحدث وثيقة حول ميزانية USAGM ، طلبت المنظمة مبلغ 637.3 مليون دولار للسنة المالية 2021 لتعزيز مهامها الموكلة اليها.