الوقت- بعد 48 ساعة من الضربات الجوية التي نفذتها مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي مساء يوم الاثنين الماضي، قامت تلك المقاتلات الإسرائيلية يوم الثلاثاء الساعة 22:40 بانتهاك الأجواء السورية مرة أخرى والتحليق فوق الضواحي الغربية لمدينة دمشق وبالتحديد فوق منطقة "الغوطة الغربية". وبحسب المعلومات الواردة فإن المقاتلات الإسرائيلية دخلت الأجواء السورية من منطقة "التنف" الحدودية الواقعة جنوب محافظة حمص وشنت هجوماً آخر على عدد من الاهداف السورية، وخلال تلك الهجمات الغادرة، أطلقت مقاتلات صهيونية عدة صواريخ على مواقع تابعة للجيش السوري في قاعدة "تي 4" العسكرية المهمة وسط محافظة حمص، لكن في الوقت نفسه قامت القوات السورية بتفعيل منظومة الدفاع الجوي للرد بالمثل على تلك الهجمات.
وبحسب المعلومات التي قدمها مصدر ميداني، فإن منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري تمكنت من اعتراض وتدمير عدد كبير من الصواريخ التي أطلقت في سماء محافظة حمص، ولم يصب الهدف سوى عدد قليل من الصواريخ. وأضاف ذلك المصدر الميداني، الذي يتابع عن كثب التطورات الميدانية في وسط سوريا، أن "الضربات الجوية التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية لم تسفر عن أي إصابات ولم تتسبب في حدوث اضرار مادية كبيرة في مواقع الجيش السوري في هذه القاعدة".
وحول كيفية تنفيذ الكيان الصهيوني لتلك الهجمات الصاروخية، قال المصدر الميداني: "من المحتمل أن تكون المقاتلات قد دخلت أولاً المناطق الحدودية المشتركة بين العراق وسوريا عبر الأجواء الأردنية ثم قامت بانتهاك الأجواء السورية من منطقة التنف المحتلة (جنوب محافظة حمص)".
وقال هذا المصدر الميداني، إن هناك احتمال لوجود المقاتلات الإسرائيلية في القاعدة غير القانونية للجيش الإرهابي الأمريكي في منطقة "التنف" المحتلة ، مضيفا: "من المحتمل أن تكون المقاتلات الإسرائيلية قد طارت من هذه القاعدة وبمساعدة أنظمة الحرب الإلكترونية تمكنت من التعمق والتسلل إلى المنطقة". وبحسب هذا المصدر الميداني، فإنه من المحتمل أيضًا أن تكون الغارات الجوية على مواقع قوات الجيش السوري في قاعدة "تي 4" كانت عملية مشتركة بين مقاتلات الكيان الصهيوني والمقاتلات الأمريكية التي انطلقت من قاعدة التنف المحتلة. وأوضح هذا المصدر الميداني: "أن الكيان الصهيوني نفذ عدة غارات جوية على قواعد للجيش السوري في السنوات الماضية، لكنه لم يحقق النتيجة المرجوة، ومن المحتمل أن يكون الأمريكيون قد شاركوا في هذه العمليات وقدموا لهم الكثير من المساعدات".
وهنا تجدر الاشارة إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وصهره "كوشنر" و"مايك بومبيو"، وزير الخارجية الأمريكي الرجعي والفاشي، نفذوا جميع أوامر الصهاينة على مدى السنوات الأربع الماضية وأثبتوا أنهم مطيعون لتنفيذ أوامرهم وأن واشنطن حاضرة للمشاركة في العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية ولهذا فإنه من المؤكد أن تكون واشنطن قد شاركت وقدمت الكثير من المساعدات للقوات الإسرائيلية خلال الهجمات الجوية التي نفذتها مقاتلات الجو التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على عدد من الاهداف السورية قبل عدة أيام.
الجدير بالذكر أنه في ساعات الصباح الباكر من يوم الثلاثاء الماضي، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات جوية من مثلث "هضبة الجولان المحتل وأطلقت عدة صواريخ على منطقة الغوطة غربي دمشق (محور جبل الكسوة والبلدات المحيطة بمدينة درعا). ولكن قوات الجيش السورية لم تظل مكتوفة الأيدي، بل إنها سرعان ما قامت بتفعيل منظومة الدفاع الجوي بداية تلك الهجمات وتمكنت من اعتراض وإسقاط عدد كبير من الصواريخ التي أطلقت في سماء العاصمة، لكن عددًا قليلاً أصاب بعض قواعد الجيش السوري ومناطق مدنية. ولقد قُتل اثنان من سكان العاصمة السورية وأصيب سبعة آخرون في هذا الهجوم الصاروخي.
وحول هذا السياق، أكدت وكالة الانباء السورية أن الدفاعات الجوية السورية تصدت مساء الأربعاء، لصواريخ إسرائيلية استهدفت مطار "تي 4" بمحافظة حمص.وقالت وكالة الأنباء السورية إن الدفاع الجوي السوري تصدت إلى أهداف معادية باتجاه مطار تي 4 ، وأسقطت معظمها". ونقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن" الهجوم أسفر عنه خسائر مادية فقط". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف استهدف مواقع عسكرية للجيش السوري وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني ومجموعات موالية له. إن القصف الإسرائيلي للجنوب السوري ليس بجديد، ولكن من وقت لآخر تخرج تل أبيب بطيرانها في عمليات نوعية تستهدف بها عناصر أو مواقع تابعة للجيش السوري أو عناصر لحزب الله اللبناني.