الوقت- بعد ستة أسابيع من بدء احتجاجات سكان فلسطين المحتلة ضد بنيامين نتنياهو، الآن بالإضافة إلى تواصل الاحتجاجات، تنتشر هذه الاحتجاجات وتتوسع في أجزاء مختلفة من فلسطين المحتلة.
وعلى الرغم من أن بؤرة الاحتجاجات لا تزال في مدينتي تل أبيب والقدس المحتلة، ولکن بالنظر إلی أن منظمي هذه الاحتجاجات قد وضعوا شكلاً جديدًا من الاحتجاجات، من خلال التركيز على التجمع عند التقاطعات والشوارع الرئيسية لكل مدينة، فإن بعض الشوارع ومفارق طرق رئيسية للمدن الفلسطينية المحتلة الأخرى تستعد لاحتجاجات مماثلة، لتنضم إلى المتظاهرين في تل أبيب والقدس.
نقطة احتجاج270
الإحتجاجات الأولى في الکيان الصهيوني، والتي بدأت في منتصف يونيو 2020، شملت العديد من الساحات ومفترقات الطرق الرئيسية في مدينتي تل أبيب والقدس.
ولكن بحسب تقرير نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأيام الأولى من شهر أغسطس، انضمت إلى الاحتجاجات 270 ساحةً وشارعاً رئيسياً في مدن مختلفة من فلسطين المحتلة.
معظم هذه الساحات والشوارع لا تزال في القدس وتل أبيب، ولكن هناك مناطق في مدن أخرى، بما في ذلك "قيسارية" ومناطق في "النقب"، قد انضمت إلى الاحتجاجات.
تزايد عدد المحتجين
النقطة المهمة هي أن عدد المتظاهرين في مدينتي القدس وتل أبيب تزايد بشكل ملحوظ. إذ ارتفع عدد المحتجين في شارع "بالفور" بمدينة القدس، حيث يوجد مكتب رئيس وزراء الکيان الصهيوني، إلى 15 ألف متظاهر في الأيام الأخيرة.
وبحسب "ناحوم برنياع" المحلل في صحيفة "يديعوت" العبرية، هذه هي أكثر المظاهرات احتشاداً ضد نتنياهو في الأسابيع الستة الماضية.
زيادة التوترات والاشتباکات
بحسب الإحصائيات التي قدمتها شرطة الکيان الصهيوني، تقوم الشرطة باعتقال حوالي 30 متظاهراً كل يوم في المتوسط. ورغم أن الشرطة الصهيونية وصفت سبب الاعتقالات بأنه أعمال عنف من قبل المتظاهرين، إلا أن توسع المظاهرات والإجراءات المضادة للشرطة، أديا إلى أعمال عنف من قبل المتظاهرين واشتباكات متبادلة.
المواجهة الاجتماعية الداخلية
وفقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلام الکيان الصهيوني، خلال الاحتجاجات الأخيرة ثمة أشخاص يرتدون ملابس مدنية سوداء في مناطق الاحتجاج، يقومون في لحظات معينة بمهاجمة المتظاهرين وضرب بعضهم واعتقال آخرين وتسليمهم لشرطة الکيان الصهيوني.
البعض وصف هؤلاء الرجال بأنهم رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية، بينما يقول آخرون إنهم من أنصار اليمين المتطرف المؤيدين لحكومة نتنياهو، الذين يقومون بهذه الأعمال.
الخلافات السياسية
على الصعيد السياسي، هناك خلافات كبيرة بين المسؤولين السياسيين في الکيان الصهيوني. فمن ناحية، تطالب المعارضة السياسية للحكومة، التي تتمحور حول الکتلة الانتخابية المنافسة وشخص "يائير لابيد"، بحرية الاحتجاجات وعدم مواجهتها.
ومن ناحية أخری، يطالب حزب "أزرق أبيض" الذي تحالف مع نتنياهو وشكل معه الحكومة، بالإفراج عن المتظاهرين وعدم المواجهة معهم.
وفي صفوف أنصار نتنياهو، يريد اليمينيون المتطرفون قمع الاحتجاجات، لأنهم يرون أنها ناتجة عن تيار يساري يضر بمصالح الکيان الصهيوني.
ولكن في نفس المجموعة، هناك من يحذر نتنياهو من عواقب هذه المظاهرات، واصفاً إياها بأنها تشكل خطراً على الکيان الصهيوني واليمين. ولذلك، يدعون إلی تهدئتها واسترضاء المتظاهرين. وقد أدى هذا الخلاف إلى عدم وجود أرضية مشتركة للتعامل مع هذه المظاهرات.
هل سيتم اغتيال نتنياهو؟
وزير الأمن الداخلي في حکومة نتنياهو "أمير أوحانا"، والمعروف بقربه من نتنياهو، صدرت عنه تصريحات في الأيام الأخيرة، قال فيها إنه يخشى أن تنتهي الاحتجاجات إلى إراقة الدماء.
تم تفسير تصريحات أوحانا هذه بطريقتين. البعض وصف إراقة الدماء بأنها إراقة دماء المحتجين والتي ستحدث مع استمرار الاحتجاجات.
ولكن بالنظر إلى تشابه الوضع الحالي مع ظروف اغتيال إسحاق رابين، والآراء التي تم التعبير عنها حتى الآن في هذا الصدد، يقول آخرون إن أوحانا أشار إلى أن نتنياهو قد يُغتال خلال الاشتباكات، قضيةٌ أصبحت أكثر خطورةً في الأشهر الأخيرة، بسبب التهديدات المستمرة التي وُجهت إلی نتنياهو وعائلته.
الإستنتاج
إن استمرار الاحتجاجات الاجتماعية في الکيان الصهيوني وزيادة عدد المحتجين، زادا من سوء الوضع بالنسبة لنتنياهو واليمينيين. کما أن الاشتباكات بين أنصار نتنياهو من اليمين المتطرف والمتظاهرين قد زادت المشهد تعقيداً.
وبالإضافة إلى زيادة احتمال حدوث صراعات داخلية، تتعزز إمكانية حدوث اغتيال مماثل لاغتيال إسحاق رابين، وذلك بسبب تهديدات مستمرة وُجهت لنتنياهو.