الوقت- أجرت مجلة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية مقابلة هاتفية مع خبيرة الطاقة العالمية برندا شافر، تناولت فيها دفء العلاقات بين كيان الاحتلال ودول الخليج الفارسي وتسارع وتيرة التطبيع بين الطرفين.
شافر رأت في حديثها أنّ "استحواذ شركة شيفرون الأمريكية متعددة الجنسيات على شركة نوبل إنرجي- الذي سيجعلها المالك الجديد لحقول الغاز الطبيعي العملاقة في الأراضي المحتلة هو انعكاس مذهل للدفء في العلاقات بين "إسرائيل" ودول الخليج(الفارسي).
وقالت شافر إنّ "ذلك يشير إلى أنّ إسرائيل لم تعد من المحرمات بالنسبة لصناعة الطاقة الدولية، بعدما كانت هذه الشركات تتجنب ممارسة الأعمال التجارية في الدولة العبريّة بسبب الخوف من المقاطعة العربية، إذ يمتلك العديد منها أصولاً في الوطن العربيّ" على حدّ تعبيرها.
وأشارت شافر في سياق حديثها إلى أنّ لدى شيفرون ممتلكات كثيرة في دول الخليج(الفارسي)، وأضافت:"حقيقة أن بإمكانها الآن أنْ تكون مالكة لأصول في إسرائيل يعكس التغيير الذي يحدث في العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج(الفارسي)، ويظهر أنّه لم تعد هناك مقاطعة".
وتابعت شافر قائلةً:"من الواضح أن شركة شيفرون فكرت في الأمر، وأنا متأكدة من أنها قدّرت كيف سيؤثر ذلك على أعمالها الحالية في الخليج(الفارسي) وخلصت إلى أنّه لا يوجد خطر كبير. من المستحيل أنّهم قاموا بذلك بالاعتماد على نزوة، طبقًا لأقوالها.
وأردفت الخبيرة في الطاقة قائلةً للمجلة العبرية:”لم يتضح بعد ما إذا كانت شيفرون تخطط للاحتفاظ بالأصول الإسرائيلية أوْ بيعها، ويعتمد ذلك على عوامل تجارية بحتة”، مضيفة أنّه “ليس من الواضح حتى الآن أي جزء من نوبل يريدون فعلا، يمكن أن يكون هناك وضع عند استكمال الصفقة يقومون فيه في الواقع ببيع بعض الأصول، ولا ندري ما إذا كانوا سيأخذون بالفعل جميع أصول نوبل”.
بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، قالت المجلة العبرية إنّه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية لدول الخليج(الفارسي) مع "إسرائيل"، أوضحت أنّها بدأت بشكل متزايد في التعاون معها بصورة علنية بعد سنوات من شائعات تحدثت عن قنوات خلفية بينها بسبب "العداء المشترك لإيران".
وفي تفاصيل عملية استحواذ شيفرون على شركة نوبل إنرجي، قالت المجلة:"يوم الاثنين الماضي أعلنت شركة شيفرون عن إبرامها اتفاقية نهائية مع نوبل إنرجي لشراء جميع الأسهم القائمة لشركة النفط والغاز في هيوستون في ولاية تكساس في صفقة شاملة بقيمة 5 مليارات دولار، ما يجعلها أكبر صفقة نفط منذ بداية جائحة كورونا، وفقًا لأقوالها".
وأكّدت المجلة العبرية في سياق تقريرها أنّه في بيان لها، قالت شيفرون: “تجلب نوبل إنرجي أصولاً خارجية منخفضة التكاليف الرأسمالية ومدرة للمال في إسرائيل، الأمر الذي يعزز موقع شيفرون في شرق البحر الأبيض المتوسط”، وأضافت:”موقع نوبل إنرجي الإنتاجي واسع النطاق من المتوقع أنْ يحقق عوائد قوية وتدفق نقدي بمتطلبات رأسمالية منخفضة”.
ورفضت شافر فكرة أن تكون مناورات سياسية أمريكية تقف وراء الصفقة، وقالت في هذا السياق:"ليست هذه هي الطريقة التي تعمل بها الشركات الأمريكية. لا يوجد تنسيق مع الحكومة الأمريكية وهم لا يقومون بتحديد استثماراتهم حسب تفضيلات الحكومة الأمريكية. لا يرتبط هذا بأي حال من الأحوال بأي شيء سياسي فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة. هذه الشركات تعمل بشكل مستقل تمامًا" طبقًا لأقوالها.
وقالت شافر إن الصفقة تُعتبر نبأً سارًا لـ"إسرائيل": “قامت شركة نوبل إنرجي بعمل رائع هنا وإسرائيل تقدّر أنها كانت هنا عندما لم تكن هناك أي جهة أخرى على استعداد للمجيء والتنقيب. وأضافت شافر إن الشركة التي تتخذ من تكساس مقرا لها حققت أيضًا الكثير من الأموال من أصولها الإسرائيلية، مضيفة في الوقت عينه: “أعتقد أن امتلاك شركة من مستوى شيفرون سيجعلها أفضل على المستوى التكنولوجي والبيئي، مما يزيد من جودة عملياتها”.