الوقت -شنّت القوات العراقية عملية ضد الإرهابيين في منطقة الطارمية الاستراتيجية في الضواحي الشمالية للعاصمة بغداد يوم الجمعة ، 17 تموز وتحديدا ضد الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي. وبحسب معلومات من مصدر ميداني موثوق، فإن العمليات ضد عناصر تنظيم داعش في منطقة الطارمية لا تزال مستمرة، وتحاول القوات العراقية التعرف على العناصر الإرهابية التي قامت بهجوم يوم الجمعة والقاء القبض عليهم من خلال التحقيقات الميدانية الدقيقة.
وأضاف المصدر الميداني، الذي يتابع التطورات عن كثب في شمال العاصمة، إن "عملية القوات العراقية، التي بدأت ردا على هجوم إرهابي داعش على اللواء 59 من الجيش العراقي، تجري في محاور مختلفة من منطقة الطارمية". وأشار المصدر الميداني إلى تفاصيل هجوم يوم أمس على القوات العراقية من قبل الخلايا النائمة في تنظيم داعش الإرهابي وقال: "وقع هذا الهجوم حوالي الساعة 19:00 في حي " سينا " ضد قوات اللواء 59 (تحت قيادة الفرقة السادسة).
مشيراً إلى أن قائد اللواء 59 استشهد خلال الهجوم، وأضاف: "العميد علي حميد غيدان الخزرجي" كان من القيادات الشيعية العراقية الشهيرة التي لعبت دوراً بارزًا في محاربة إرهابيي داعش في السنوات الأخيرة. وأفاد المصدر الميداني عن استشهاد اثنين آخرين من أعضاء اللواء المرافقين للعميد علي حامد، وقال: "استشهد هذان الشخصان في المستشفى متأثرين بشدة إصاباتهما ولا يزال اثنان آخران من أفراد الجرحى في المستشفى يتلقون العلاج".
وبحسب المصدر الميداني، فقد استهدف القناصون الإرهابيون التابعون لتنظيم داعش، اللواء 59 التابع للجيش العراقي يوم الجمعة أثناء عودتهم من منطقة على مشارف الطارمية. وذكر المصدر الميداني: بعد الهجوم الأول، حاول القناصون في تنظيم داعش، شن مرحلة ثانية من الهجمات على موكب اللواء 59 التابع للجيش العراقي، لكنها بائت بالفشل.
وأضاف: "إن قوات وحدة المدفعية، بعد أن علمت بالهجوم الأول وإمكانية استمرار عمليات القنص من قبل داعش، دخلت ساحة المعركة بسرعة واستهدفت مكان تواجد الإرهابيين بشدة ومنعت هجماتهم". وبحسب هذا المصدر الميداني، في نفس الوقت الذي تعرضت فيه مواقع الخلايا النائمة لتنظيم داعش لهجمات بقذائف الهاون العنيفة، فقد تم إرسال قوات أمنية إلى حي "سينا" لمساعدة قوات اللواء التاسع والخمسين ومنع تعرضها للمزيد من الضرر. وبحسب التقارير، فقد نفذت خلايا داعش هجومًا يوم الجمعة بمساعدة بعض سكان منطقة الطارمية وتعاونهم معها، ويبدو أنه كان ردًا على العملية الأخيرة التي شنتها القوات العراقية في منطقة الطارمية.
هذا وكان لدى مقاتلي الحشد الشعبي خطة خاصة الأسبوع الماضي لتأمين منطقة الطارمية من الإرهابيين، وأبدت الجماعات المتطرفة في المنطقة، إلى جانب مع البعثيين والإرهابيين من تنظيم داعش، عزمها على منع دخول القوات العراقية، وخاصة الحشد الشعبي الى هذه المنطقة.
تدرك بعض القوى السياسية الداخلية والحكومات الأجنبية، التي تدعم الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية وتستفيد من انعدام الأمن في بغداد، جيدًا ان قوات الحشد الشعبي، بالنظر إلى سجلهم في المعارك غير النظامية (مثل عملية تطهير جرف الصخر) قادرة على استعادة الأمن في الطارمية في أقرب وقت ممكن، ولهذا السبب، يحاولون منع الحشد الشعبي قدر الإمكان من الاقتراب من هذه المنطقة (الغدة السرطانية لبغداد).
الطارمية هي البوابة الشمالية لبغداد وكذلك بوابة محافظة صلاح الدين من المحور الجنوبي، مما يضاعف أهميتها. وخلال السنوات الأخيرة، قام تنظيم داعش الإرهابي، بالتعاون مع حكومات دول أخرى (بتوجيه من الولايات المتحدة) وبعض السكان المحليين، بتحويل منطقة الطارمية إلى ملجأ مناسب لتدريب عناصرها وتعزيزها، وشنت من هذا المحور، هجمات إرهابية لزعزعة استقرار شمال محافظة بغداد. .
إن صعود قوة الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الطارمية يعني أن أمن جزء مهم من المناطق الوسطى في العراق (أجزاء من الأنبار وصلاح الدين وديالى وبغداد) ستواجه تحديات صعبة.