الوقت – بعد الحادث الأليم الذي وقع في مكة المكرمة في يوم 11 سبتمبر والذي قيل انه تسبب بمقتل 107 من حجاج بيت الله الحرام عادت السلطات السعودية لتتحدث الآن عن مقتل اكثر من 170 من الحجاج، وقد القت هذه السلطات اللوم على الرياح والعواصف ثم عادت وحملت شركة مقاولات بن لادن المسؤولية بسبب الاهمال ومن ثم وردت تقارير عن احتمال ان يكون هذا الحادث متعمدا وفي يوم 11 سبتمبر بالذات ما يطرح تساؤلا حول العلاقة بين السلطات السعودية وبين من اراد الانتقام من المسلمين في 11 سبتمبر .
ان الشبكات الاجتماعية قد تناولت اخبارا وتقاريرا تفيد بأن الحادث كان متعمدا فبعض هذه الشبكات قالت ان سرعة الرياح في مكة المكرمة كانت 22 كيلومترا في الساعة وان ما قالته وسائل الاعلام السعودية بأن سرعة الرياح كانت 65 كيلومترا كان كذبا وان سرعة الرياح في كافة مناطق العالم يمكن تحديدها بدقة قبل شهر من هبوب الرياح وهي مسجلة بشكل دقيق.
واضافت هذه الشبكات ان الرافعة التي سقطت في الحرم المكي قد سقطت خلافا لجهة الرياح وخلافا لجهة تثبيتها وهذا يدل بأن سبب السقوط هو فقط فك البراغي بشكل متعمد لأن أية رافعة اخرى لم تسقط بسبب الرياح.
من جهتها كتبت صحيفة لوبوان الفرنسية بعد الحادث ان عمليات البناء الواسعة التي تقوم بها السعودية في مكة المكرمة تقضي على الهوية الدينية لهذه المدينة المقدسة كما ان هناك العديد من المصادر الاسلامية في دول اسلامية عديدة ادانت سعي السلطات السعودية لجعل مكة المكرمة شبيهة بالمدن الامريكية وبعيدة عن وجهها الاسلامي والتاريخي.
ان النظام السعودي قد هدم بشكل تدريجي كافة الابنية التاريخية الموجودة حول الحرم المكي وكافة البيوت التي كانت تعود لأقرباء النبي الأكرم (ص) مثل بيت السيدة خديجة (س) وبيوت تعود لبعض الصحابة وهذا ما يذكرنا بجريمة آل سعود الوهابيين النكراء في هدم قبور الأئمة الهداة (ع) في مقبرة البقيع في الثامن من شوال عام 1344 الهجري.
ان الاحصائيات تشير بأن 95 بالمئة من الابنية التي كانت مبنية قبل اكثر من الف عام في مكة المكرمة قد هدمت والغريب ان هذا الأمر يجري بمباركة كبار العلماء والمفتين الوهابيين الذين اعلنوا بان المكان الوحيد الذي يجب الحفاظ عليه هو الكعبة المشرفة وان باقي الابنية والآثار الدينية تبعد الحجاج عن التوجه نحو الله عزوجل!!
ويقول الوهابيون ان الوقوف امام منزل الرسول الأكرم (ص) والتأثر بهذا المكان المقدس يعتبر شركا ويبعد الحجاج عن الهدف الاساسي للحج ويقوم هؤلاء بهدم كافة الآثار التاريخية تحت هذه الذريعة، في وقت يريد المسلمون ان يضعوا اقدامهم في المكان الذي وضع ابطال التوحيد الأوائل اقدامهم فيه ويحذوا حذوهم.
لقد حول المسؤولون السعوديون مكة المكرمة الى مكان للسياحة والاستجمام ولم يعد المسجد الحرام هو المكان الذي يفرض هيبته على هذه المدينة المقدسة بل ان البناء الجديد وما قام به آل سعود قد حول مناسك الحج الى كرنافال نصفه ديني ونصفه سياحي.
وتقول صحيفة لوبوان الفرنسية ايضا في هذا الصدد ان السعوديين قد بنوا برج الساعة الى جوار بيت الله الحرام وهو فندق بـ 76 طابقا وفيه مراكز تجارية واجنحة فخمة و"مراقص" الى جانب الكعبة المشرفة وان هذا الفندق هو الاول من بين 6 أبراج يراد بناؤها في وقت لايجيز المسلمون بناء اي مبنى اعلى ارتفاعا من الكعبة المشرفة بالقرب منها.
لقد خسرت المكة المكرمة كل آثارها الثقافية والفنية الباقية من الحضارة الاسلامية واصبحت مدينة مترفة في وسط الصحراء وكأن السعوديين ارادوا لمكة ان تشبه مدينة لاس فيغاس الامريكية أو دوبي واللتين تفتقدان لأية هوية تاريخية وهذا في وقت يدعي فيه آل سعود بانهم خدم للحرمين الشريفين وانهم ملتزمون بالسنن الاسلامية القديمة النقية.
ان آل سعود
مازالوا يحرمون المرأة من حقوقها كما كان يحصل في عصر الجاهلية ومن جهة أخرى يدعون
الحداثة ويريدون بناء مكة من جديد على أسس عصرية وحديثة بزعمهم لكن هذا خطر كبير
على الهوية الاسلامية لهذه المدينة المقدسة .