الوقت- تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية "حكومة مقرها طرابلس ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة" وبدعم واسع من الحكومة التركية يوم الجمعة الماضي، من التقدم واستعادة العديد من المناطق القريبة من العاصمة الليبية طرابلس. كما تمكنت تلك القوات الحكومية من شن عدد من العمليات العسكرية الناجحة ضد قوات الجنرال "خليفة حفتر" (المدعوم من قبل السعودية والإمارات ومصر وفرنسا وروسيا). وحول هذا السياق، أشار مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في ليبيا إلى تفاصيل هذه العمليات العسكرية، حيث قال: "شنت قوات حكومة الوفاق الوطنية الليبية عدد من الهجمات العسكرية الناجحة من المناطق الشرقية من محافظة مصراتة وتمكنت من التقدم والوصول إلى المناطق الشمالية والساحلية من محافظة سرت وذلك من أجل السيطرة على هذه المحافظة الليبية الاستراتيجية والهامة".
ولفت هذا المصدر الميداني إلى أن قوات حكومة الوفاق الوطنية نفذت تلك العمليات بمساعدة الإرهابيين المرسلين من سوريا والمستشارين والقوات الجوية التابعة للجيش الليبي، مضيفًا أن تلك العمليات بدأت في المرحلة الأولى من منطقة "أبو قرين" وتقدمت نحو مدينة "سرت" التي لا تزال قابعة تحت سيطر قوات الجنرال "حفتر". وأضاف هذا المصدر الميداني، قائلا: "بعد عدة ساعات من القتال العنيف، تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية من السيطرة على مناطق الوشكة، وبويرة الحسون، وقضاء الـ30، ومحطة توليد الكهرباء، ووادي جارف وطرد قوات حفتر منها". وبحسب هذا المصدر الميداني، تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية الليبية خلال العمليات العسكرية التي قامت بها يوم السبت الماضي، من استعادة مساحة تقدر بنحو 2600 كيلومتر من أيدي قوات الجنرال "خليفة حفتر" والاقتراب أكثر من مدينة "سرت" الهامة والاستراتيجية.
ووفقاً لبعض المصادر الاخبارية، فلقد استمر تقدم قوات حكومة الوفاق الوطنية حتى مساء السبت الماضي، حيث تمكنت تلك القوات الليبية من الوصول إلى غرب مدينة "سرت"، لكنها واجهت مقاومة شرسة من قوات الجنرال "حفتر" والغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات إماراتية ومصرية ولهذا فلقد أجبرت قوات حكومة الوفاق الوطنية على الانسحاب والتمركز في محطة توليد الكهرباء والضواحي المجاورة القريبة من مدينة "سرت". وهنا تجدر الاشارة إلى أنه إذا استمرت تلك العمليات العسكرية على هذا المحور وتمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية من استعادة مدينة "سرت"، فإنه سيصبح بمقدورها التقدم نحو المناطق الشرقية، والوصول إلى مدن "الهرواة والتسعين و..." وتوفير المزيد من الأمن لمدينة "سرت" وتمهيد الطريق لاستعادة المناطق الوسطى والجنوبية بما في ذلك مطار "الجفرة" ومناطق "ودان والهون وسوكنة".
وبحسب آخر المعلومات، فلقد نقلت الحكومة الليبية الكثير من القوات والمعدات العسكرية الجديدة إلى المناطق الغربية لمدينة "سرت" ووضعت تحرير هذه المدينة على جدول أعمالها، وذلك من أجل تغيير التطورات الميدانية في المحور الشمالي لمدينة "سرت" لصالحها. وعلى النقيض من ذلك، اتخذت القوات التي يقودها الجنرال "خليفة حفتر" مواقع على محور "القبيبة" وطريق "القبيبة" السريع غربي مدينة "سرت". وتقع منطقة "القبيبة" على بعد حوالي 13 كم من مدينة "سرت". وفي الوقت نفسه، لا تزال الطائرات بدون طيار الإماراتية والروسية تحلق في سماء مدينة "سرت" وطريق "سرت – الوشكة" السريع لمراقبة الاوضاع هناك. وأشارت تلك المعلومات إلى مقتل نحو 42 عنصرا من طرفي النزاع الليبي خلال المواجهات التي وقعت يوم السبت الماضي، حيث قتل 35 من المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق جراء القصف الجوي الذي تعرضت له القوات في ضواحي سرت بينما أصيب نحو 50 آخرين، بحسب مصدر طبي في "مصراتة". كما أفاد مصدر عسكري في قوات "حفتر" أن سبعة جنود على الأقل قتلوا جراء المواجهات التي جرت في ضواحي "سرت".
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أنه في أواخر الشهر الماضي، تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطنية (حكومة مقرها في غرب ليبيا ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة)، بدعم من الحكومة التركية والجماعات الإرهابية المرسلة من سوريا، بعد قتال عنيف من طرد قوات الجنرال "خليفة حفتر" (الحكومة الليبية المتمركزة في شرق ليبيا، والمعروفة باسم الجيش الوطني) من الاجزاء الشمالية الغربية لمحافظة "الزاوية" والاجزاء الشمالية الشرقية لمحافظة "الزوراء" واجبارها على الانسحاب من الطريق الاستراتيجي المهم الواصل بين طرابلس وتونس.
كما تجدر الاشارة هنا إلى أن قوات حكومة الوفاق الوطنية الليبية المدعومة من قبل الحكومتين التركية والقطرية، وإلى حد ما من الحكومة الإيطالية، تمكنت خلال الايام القليلة الماضية من إعادة فتح الطريق الساحلي الذي يبلغ طوله 480 كيلومترًا على طول محافظات "مصراتة - مرغاب – طرابلس - الزاوية – الزاورة" وتمكنت أيضا من توجيه ضربات موجعة لقوات الجنرال "حفتر" المدعوم من فرنسا وروسيا وأنظمة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر. وبعد تأمين المواقع في المناطق المحررة حديثاً، بما في ذلك مدن "صرمان وصبراتة وعجيلات والجميل ورقدالي وزلطن"، تلقت القوات الحكومية التابعة للوفاق الوطني المزيد من المعدات العسكرية من الحكومة التركية إلى جانب عدد كبير من الإرهابيين الجدد المرسلين من الأراضي المحتلة في سوريا وذلك من أجل شن عملية أخرى ضد قوات "حفتر".
وقبل عدة أيام، أعلنت حكومة الوفاق الوطنية الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، سيطرتها على "ترهونة"، المدينة الرئيسية إلى الجنوب الشرقي من العاصمة طرابلس، والتي كانت تعد آخر معاقل قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر في الغرب.وقالت غرفة العمليات العسكرية المشتركة بالمنطقة الغربية، في بيان، الجمعة الماضية، "تحررت مدينة ترهونة هذا الصباح من سيطرة العصابات المسلحة التي ارتكبت فظائع وأرعبت المدنيين واستخدمت ترهونة كنقطة انطلاق لنشاطها الإجرامي"، حيث كانت قوات "حفتر" المعروفة باسم الجيش الوطني الليبي تسيطر على المدينة الاستراتيجية. وقال المتحدث باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطنية، "محمد قنونو"، في بيان، إن "قوات الوفاق دخلت المدينة واستولت عليها من أربعة اتجاهات. كانت ترهونة حاسمة بالنسبة لقوات حفتر كطريق إمداد وقاعدة استراتيجية لهجماتها على طرابلس.
وتأتي عملية الاستيلاء على مدينة "ترهونة"، في إطار الهجوم المضاد الناجح الذي قامت به حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، ضد قوات حفتر المدعومة من روسيا ومصر والإمارات، في الأيام الأخيرة. وأعلنت حكومة "السراج"، الخميس الماضي، نجاحها في طرد قوات حفتر من طرابلس، لتسيطر على كامل حدود طرابلس لأول مرة منذ العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها قوات شرق ليبيا بزعامة حفتر في أبريل نيسان 2019، في الوقت الذي وصف "الجيش الوطني الليبي" الانسحاب بأنه "إعادة تموضع" حيث ينوي استئناف المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
ووفقا لبعض المصادر الاخبارية، فإن الطائرات بدون طيار العسكرية التركية، المسؤولة عن تقديم الدعم الجوي لقوات حكومة الوفاق الوطنية، استهدفت خلال الايام القليلة الماضية تجمعات لقوات "حفتر" في المنطقة وفي وقتنا الحالي تحاول تلك الطائرات فتح الطريق أمام القوات البرية الليبية للتقدم؛ وفي الساعات والأيام القادمة، سيتعين علينا الانتظار لنرى ما إذا كانت المعركة غير المباشرة بين تركيا وروسيا على الأراضي الليبية ستتحول إلى حرب مباشرة وشاملة.