الوقت- حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤخرًا من أن أكثر من 20 مليون مواطن يمني يعيشون في مجاعة مزمنة وهم الان معرضون لخطر الإصابة بفيروس "كورونا" التاجي الذي تفشى في العديد من بلدان العالم وحصد الكثير من الأرواح.ووفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فلقد أصيب حتى يوم الأربعاء 14 يونيو / حزيران 469 شخصاً بفيروس "كورونا" في اليمن، من بينهم 95 لقوا حتفهم وتعافى 17 شخص منهم. يذكر أن اليمن يعيش عامه السادس في ظل العدوان العسكري الذي شنه تحالف العدوان العربي الغربي الصهيوني بقيادة السعودية، والذي تسبب في أضرار جسيمة في البنية التحتية الاقتصادية والصحية والزراعية في جميع المدن والمحافظات اليمنية، وتسبب هذا العدوان البربري في استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الناس في هذا البلد الفقير. ولهذا، فإن شروط التعامل مع هذا الفيروس التاجي في هذا البلد الفقير صعبة للغاية.
الأمم المتحدة تحذر؛ وفيات كورونا في اليمن ستتجاوز ضحايا الحرب والجوع
حذرت الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، من مواجهة اليمن أسوأ السيناريوهات، مع تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في مختلف أنحاء البلاد. وأعلنت الأمم المتحدة أن معدل الوفيات بفيروس كورونا في اليمن بلغ 20 بالمئة، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 7 بالمئة. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، "ليزا غراندي"، في تصريح صحافي، "أسوأ السيناريوهات هو الذي نواجهه الآن". وحذرت من أن هذا يعني "أن حصيلة الوفيات بسبب كورونا ستتجاوز حصيلة القتلى جراء الحرب والأمراض والجوع مجتمعة في اليمن خلال السنوات الخمس الماضية". وبينت أن "الخدمات الصحية العامة في 189 مستشفى من أصل 369 في البلاد تبدأ الإغلاق خلال 3 أسابيع، خدمات الماء والتعقيم لنحو 8.5 ملايين شخص منهم 3 ملايين طفل تغلق خلال 3 أسابيع، الدعم الغذائي لـ2.5 مليون طفل جائع سيتوقف خلال 8 إلى 10 أسابيع". وحتى مساء الجمعة الماضية، سجل اليمن 469 إصابة بكورونا، بينها 111 وفاة، و23 حالة تعافٍ، بحسب اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن.
دور الحرب والحصار في تسريع أزمة تفشي فيروس "كورونا"
أصبح النظام الصحي اليمني في وضع حرج للغاية وذلك بسبب الحرب العبثية والحصار الجائر التي فرضه تحالف العدوان السعودي الإماراتي على هذا البلد الفقير، وفي هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن هذا الحصار الجائر أدى إلى حدوث أزمة إنسانية في هذا البلد الذي مزقته الحرب وتسبب في موت الكثير من الاطفال والنساء وكبار السن ولفتت تلك التقارير إلى ارتفاع حدة المخاوف الطبية من احتمالية انتشار فيروس كورونا في اليمن على نطاق واسع إثر موجات الاقتتال الذي تعيشه أغلب المحافظات اليمنية، التي تسببت في انهيار النظام الصحي وغياب مؤسسات الدولة الطبية عن ممارسة عملها بشكل طبيعي. وعلى الصعيد نفسه، حذر العديد من الأطباء من مغبة استمرار غياب النظام الصحي الوقائي في اليمن، الذي قد يسهم في انتشار وباء كورونا بشكل سريع وكبير في أوساط اليمنيين ويتسبب في الفتك بأرواح السكان أكثر مما تسببه الحرب في الفتك بهم.
وفي سياق متصل، كشفت بعض التقارير أنه لا توجد أي إجراءات وقائية طبية في اليمن حتى الآن، حيث تعيش المؤسسات الطبية الحكومية على حافة الانهيار ولم تعد تعمل إلا في نطاق محدود لممارسة التطبيب في الجوانب التقليدية الروتينية، لكن العمليات الكبيرة والمعقدة أصبحت صعبة في ظل الظروف الطبية والسياسية والعسكرية والأمنية الراهنة ولفتت تلك التقارير إلى أن الكثير من المواطنين اليمنيين عادوا مؤخراً إلى بلادهم من مناطق الوباء في الصين أو من دول أخرى موبوءة دون أن يتم تعريضهم للكشف الطبي للتأكد من سلامتهم من فيروس كورونا، أو تحويل المصابين منهم إلى الحجر الصحي، الذي قد يستحيل إنشاء مثل هذه الخدمات العاجلة. هكذا بات اليمن في مواجهة حقيقة مع كورونا، الأمر الذي يفاقم المأساة لدى اليمنيين خصوصاً وهم في مواجهة أمراض أخرى تفتك بمئات الآلاف من السكان، منها "الكوليرا" و"الدفتيريا" و"الملاريا" و"حمّى الضنك" تلك الأمراض على الرغم من توفر الأدوية اللازمة لعلاجها، إلا أن الأدوية لم تصل إلى المناطق الموبوءة نتيجة الحرب والحصار، فأصابت الأمراض نحو مليون يمني وراح ضحيتها ما يقارب أربعة آلاف .
وحسب تصريحات الممثل المقيم لـ"يونيسف" في اليمن "سارة نيانتي"، فإن تفشي كورونا يمكن أن يكون كارثياً، ويعرّض حياة الأطفال لمزيد من المخاطر ومع استمرار الصراع لأكثر من خمس سنوات أثّر بشكل كبير على الخدمات الاجتماعية الأساسية"، مشيرةً إلى أن "اليمن تشهد أكبر تفشي للكوليرا في العالم منذ 2017، إضافة إلى حمى الضنك، وانعدام الأمن الغذائي نتيجة الأزمة الاقتصادية. وقالت "نيانتي"، إنها "تشعر بالقلق من أن تفشي كورونا سيزيد من تفاقم معاناة الأطفال والمجتمعات مع نظام صحي يعمل فقط جزئياً"، لافتةً إلى أن "حياة مليونَي طفل يعانون سوء التغذية و350 ألفاً من الأطفال يعانون سوء تغذية حاد وخيم باتت في خطر بسبب إغلاق المطارات والمواني المرتبط بجائحة كورونا".
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير أن تحالف العدوان السعودي منع خلال السنوات الماضية وصول أي مساعدات إنسانية قدمتها دول أخرى لليمن واستمروا في حصار هذا البلد الفقير، في حين أفادت مصادر موثوقة في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وعدا بتقديم مساعدات إنسانية خلال مؤتمر المانحين، الذي عقد يوم السبت من الأسبوع الماضي، على أن تكون هذه المساعدات التي تم الاعلان عنها في هذا المؤتمر لن تستخدم في برنامج المساعدة في المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء في شمال اليمن. وقالت المصادر إن الجانبين السعودي والأمريكي لم يقدما المبالغ التي وعدا بها في المؤتمر حتى الان.
الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة قلصتا بشكل كبير مشاركتهما في برامج المساعدات الإنسانية في اليمن منذ منتصف أبريل / نيسان الماضي، مما أدى إلى انخفاض المساعدات الإنسانية المقدمة لهذا البلد الفقير بنسبة 50 بالمائة، وخاصتاً في المناطق الشمالية اليمنية. ويأتي ذلك في وقت لم تعلن فيه الإمارات العربية المتحدة عن أي تمويل في هذا المؤتمر، حيث قالت أبوظبي بأنها سوف تقدم المساعدات بشكل مباشر للمناطق الخاضعة لسيطرتها وللميليشيات التابعة للمجلس الجنوبي الانتقالي في جنوب اليمن.
وبالتالي، فإنه أصبح من الواضح أن تحالف العدوان السعودي لن يسمحون لبلدان أخرى بإرسال مساعدات إنسانية لليمن وسوف يستمر ذلك التحالف الغاشم في حصاره على هذا البلد الفقير، مما قد يزيد من معاناة الشعب اليمني الذين أصبحوا عرضة لخطر الموت بسبب فيروس "كورونا" الذي يتفشى في البلاد بشكل سريع. وفي غضون ذلك، أكدت العديد من التقارير الطبية على ارتفع عدد المصابين بفيروس "كورونا" والوفيات الناجمة عن هذا الفيروس التاجي في اليمن ووصلت إلى 469 و 111 على التوالي، مما يشير إلى أن الوضع المتدهور الذي تعيش فيه البلاد التي تعيش تحت وطئة حصاراً جائراً منذ خمس سنوات.