الوقت- كشفت العديد من التقارير الميدانية أن قوات المعارضة الليبية المعروفة باسم الجيش الوطني بقيادة الجنرال "خليفة حفتر"، شنت عدداً من الهجمات العسكرية على مواقع تابعة لقوات حكومة الوفاق الوطنية في غرب ليبيا والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة وبحسب تلك التقارير الميدانية، فقد شنّت قوات الجنرال "حفتر" في المرحلة الأولى هجوماً على منطقتي "الوشكة" و"بويرة الحسن" بهدف الاستيلاء على مدينة "أبو قرين" الواقعة في شمال غرب محافظة "سرت" وانتزاعها من أيدي قوات حكومة الوفاق الوطنية.
ولفتت تلك التقارير إلى أن قوات الجنرال "حفتر" تمكّنت خلال تلك الاشتباكات من التقدّم في منطقتي "وادي زمزم" و"القضاحية" والوصول إلى المدخل الشرقي لمدينة "أبو قرين"، وأكدت تلك التقارير أن قوات حكومة الوفاق الوطنية لم تظلّ مكتوفة الأيدي بل إنها قامت على الفور بالرد بهجمات صاروخية لاستعادة تلك المناطق، وقامت القوات الحكومية التابعة لحكومة الوفاق الوطني المتمركزة في المنطقة بالاشتباك المباشر مع قوات الجنرال "حفتر" بدعم من القوات الجوية، وبعد عدة ساعات من القتال العنيف، تمكّنت قوات حكومة الوفاق الوطنية من صدّ هجمات قوات الجنرال "حفتر" بالكامل ومنعها من التسلل إلى مدينة "أبو قرين".
ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فلقد قُتل وجُرح عدد من القوات من كلا الجانبين خلال تلك الاشتباكات التي وقعت على المشارف الشرقية لمدينة "أبو قرين"؛ كما أن القوات الحكومية تمكنت أيضًا من تدمير عدد من المركبات العسكرية التابعة لقوات الجنرال "خليفة حفتر" في تلك المنطقة. وبحسب تلك المصادر الميدانية، فلقد استولت القوات الحكومية على عدد كبير من المعدات العسكرية التي تبرّع بها النظام الإماراتي لقوات الجنرال "حفتر" في ذلك المحور.
وعلى صعيد متصل، ذكرت بعض المصادر الاخبارية بأن قوات حكومة الوفاق الوطنية شنّت قبل عدة أيام هجوماً واسعاً على الشريط الساحلي الاستراتيجي غرب ليبيا، وتمكّنت من السيطرة على منطقة "المطرد"، أبرز معاقل قوات الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر". وعلى جبهة "مصراتة" شرق طرابلس، أعلن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الوطنية إسقاط طائرتين مسيرتين وطائرة ثالثة مروحية تابعة لقوات الجنرال "حفتر" في منطقة "أبو قرين" شرق مدينة "مصراتة". وقال المتحدث إن ثلاثة من قوات الجنرال "حفتر" من المتورطين في استهداف المدنيين بطرابلس "وأبو قرين"، لقوا مصرعهم في سقوط المروحية التي حاولت استهداف مقاتلي وآليات قوات الوفاق الوطنية.
وفي سياق متصل، أكدت بعض المصادر الاخبارية مقتل تسعة من قوات حكومة الوفاق الوطنية في مقابل مقتل أكثر من ثلاثين آخرين من قوات الجنرال "حفتر"، بينهم عدد من مسلحي فصائل الجنجويد السودانية وفصائل تشادية معارضة، في الاشتباكات التي استخدمت فيها قوات حكومة الوفاق الوطنية طائرات مسيرة شنّت عدداً من الغارات على مواقع قوات الجنرال "حفتر".
ولفتت تلك المصادر إلى أن قوات حكومة الوفاق الوطنية تمكنت أيضا من بسط سيطرتها على مدينة "صرمان" الواقعة غرب العاصمة طرابلس، بعد قصفها بالطائرات المسيرة على مواقع قوات تابعة للجنرال "حفتر".
وفي السياق نفسه، أكد مصدر عسكري في قوات حكومة الوفاق الوطنية، إن هذه القوات غنمت آليات وذخائر من مقرات قوات الجنرال "حفتر" في مدينة "صرمان"، وأسرت عدداً منهم، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات الجنرال "حفتر". ومن جانبه، أنذر المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد "محمد قنونو"، قوات الجنرال "حفتر" في مدينة "صبراتة" غرب العاصمة طرابلس، بضرورة تسليم أنفسهم وأسلحتهم. ووعد "قنونو"، قوات "حفتر" بمحاكمة عادلة وسريعة، وإلا فإن الوقت نفد منهم، وأضاف إن قوات الوفاق ستستمر في عملياتها العسكرية.
وعلى صعيد متصل، أعرب مصدر عسكري في قوات حكومة الوفاق الوطنية، إن قوات الحكومة الليبية وصلت إلى وسط مدينة "صرمان"، وإنها بصدد السيطرة على المدينة كلها. وأوضح ذلك المصدر العسكري أن قوات الحكومة الليبية سيطرت على مديرية الأمن الوطني، ومقر جهاز المباحث الجنائية التابع لقوات الجنرال "حفتر" في مدينة "صرمان". وأشار إلى استيلاء قوات حكومة الوفاق الوطنية على أسلحة وآليات عسكرية بينها مدرعات تابعة للجنرال "حفتر".
وعلى نفس السياق، أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطنية الليبية يوم الثلاثاء الماضي، أنها شنت ضربات جوية على فلول قوات الجنرال "خليفة حفتر" داخل قاعدة "الوطية" الجوية غربي البلاد وقال المتحدث باسم القوات الحكومية الليبية، إن سلاح الجو الليبي استهدف بعدد من الضربات القتالية مقرات تابعة لقوات الجنرال "حفتر" الهاربة داخل قاعدة الوطية الجوية،
وقاعدة الوطية الجوية هي أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة الممتدة من غرب العاصمة طرابلس إلى الحدود التونسية، وسيطرت عليها قوات موالية للجنرال "حفتر" قبل 6 سنوات، وجعلتها مركزًا لقيادة العمليات الغربية، ونقطة لحشد القوات القادمة من الشرق الليبي، كما تستخدم لقصف عدد من مناطق طرابلس. وأكد المتحدث أنه خلال سبع ساعات فقط، وضمن عملية "عاصفة السلام"، تمكّنت القوات الحكومية الليبية، يوم الإثنين الماضي من تحرير 6 مدن ومنطقتين استراتيجيتين من أيدي قوات الجنرال "حفتر"، أبرزها "صبراتة" و"صرمان"، ما يعني سيطرتها على كامل الساحل الغربي حتى الحدود التونسية.
كما أفادت الاخبار القادمة من جنوب مدينة "الزوارة" ومن الجزء الغربي لمنطقة "التليل" الواقعة شمال محافظة "الزوراة"، أن القوات الحكومية الليبية شنت هجومًا عنيفاً ضد القوات التابعة للجنرال "حفتر" وتمكنت من السيطرة على مدن "الجميل"و"الرقدالين" والزلطن". وهنا تجدر الإشارة إلى أنه إذا تمكنت قوات حكومة الوحدة الوطنية من احكام سيطرتها على المناطق التي تم تطهيرها حديثًا، بما في ذلك مدينتي "صرمان" و"صبراتة"، فإنها سوف تتمكن من فرض حصار خانق على قوات الجنرال "حفتر" المتمركزة في شمال وشمال غرب محافظة الزوارة ولا سيما في مناطق "أبو كماش، والزوارة، والرقدالين، والجميل، إلخ) وسوف تتمكن أيضا من إعادة اتصال العاصمة الليبية طرابلس مع الحدود المشتركة مع جارتها تونس. وخلال الأيام القليلة الماضية، تمكّنت القوات الحكومية الليبية من إعادة فتح الطريق الساحلي الذي يبلغ طوله 480 كيلومتراً على طول محافظات مصراته ومرغاب وطرابلس والزاوية والزوارة وذلك بعدما قامت بتطهير المناطق الواقعة في شمال غرب محافظة "الزاوية" والمناطق الواقعة في شمال شرق محافظة "الزوارة"، من قوات الجنرال "حفتر".
وفي الختام يمكن القول أن حكومة الوفاق الوطنية الليبية المدعومة من قبل حكومات مثل تركيا وقطر وإيطاليا، تمكّنت خلال الايام القليلة الماضية من توجيه العديد من الضربات الموجعة لقوات الجنرال "خليفة حفتر"، قائد قوات المعارضة، المدعومة من قبل الأنظمة الفرنسية والروسية والأمريكية والسعودية والإماراتية والمصرية، ما أدى إلى قول العديد من الخبراء العسكريين بأن النظام التركي تمكّن من توجيه صفعة موجعة للتحالف السعودي الإماراتي المصري.