الوقت- لم تعد تقتصر التوترات السياسية بين القوى العالمية المختلفة على بعض المجالات والتطورات السياسية كما كانت في الماضي، بل إنها أصبحت في وقتنا الحالي تعتمد على قضايا مثل الإرهاب البيولوجي والسياسة الإيكولوجية وما إلى ذلك كأدوات للضغط على بعضها البعض. وفي هذه الأثناء، فإن إحدى الأدوات الجديدة التي أضرت بطريقة ما بسياسة بعض البلدان المتنافسة مع بعضها البعض هي مشكلة اللاجئين والمهاجرين إلى الدول الغربية. في الواقع، على مدى العقود القليلة الماضية، أصبحت قضية طالبي اللجوء قضية رئيسية بالنسبة للعالم المتحضر والمتقدم، وخاصة الدول الأوروبية.
وحول هذا السياق، ذكرت العديد من التقارير الاخبارية بأن السلطات التركية قامت بفتح الطريق أمام اللاجئين للتوجه نحو الدول الاوروبية ولقد جاءت هذه الخطوة التركية عقب رفض الدول الاوروبية مساندة القوات التركية الموجودة على الاراضي السورية ولفتت تلك التقارير أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أكد قبل عدة أيام، أن بلاده ستبقي الحدود مفتوحة أمام موجات اللاجئين الراغبين بالوصول إلى أوروبا. وقال "أردوغان": "لقد عبر 18 ألف شخص خلال الايام القليلة الماضية، ومن المنتظر أن يصل الرقم إلى 25 أو 30 ألف خلال الايام القادمة، لن نغلق الأبواب، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يفي بوعده".
وهنا تجدر الاشارة إلى أن عدد اللاجئين السوريين وصل في مدينة إسطنبول إلى نحو 500 ألف سوري، بسبب مساومات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" على اللاجئين السوريين عبر السماح لتدفقهم لتكون لبلاده يد في العملية السياسية السورية من جهة، إلى جانب ابتزاز أوروبا من جهة أخرى. وفي سياق متصل، ذكرت بعض المصادر الاخبارية بأن الرئيس التركي لا يزال يحمل الوعيد بالمزيد من المهاجرين على الحدود اليونانية، فقد صرّح أن العدد سيصل إلى الملايين قريبًا، مضيفًا أنه رفض مليار يورو وعدها بها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا وسبب رفض "أردوغان" يعود إلى اتهامه الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بوعوده السابقة، وعدم تقديمه الكثير من الأموال التي وعد بها منذ توقيع اتفاق الطرفين عام 2016 بمنع أنقرة للمهاجرين واللاجئين على أراضيها من التسلّل إلى أوروبا مقابل مساعدات بقيمة ستة مليارات يورو.
أزمة إنسانية يعيشها اللاجئين على الحدود اليونانية
كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن الشرطة اليونانية تعاملت مع المهاجرين بشكل سيء للغاية خلال الايام الماضية وهناك أسر ونساء وأطفال يعيشون في طقس بارد على الحدود ولا يملكون لا الماء ولا الطعام. ولفتت تلك التقارير إلى أن قوات الامن اليونانية استعانت بقنابل الغاز المسيل للدموع وبقوات مكافحة الشغب لمنع المهاجرين من اختراق الحواجز الحدودية، في وقت نشر فيه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو، يبدو فيه ضابط شرطة يوناني يلقي قنبلة غاز مسيل للدموع على شرطة الحدود اليونانية.
وعقب انتشار العديد من مقاطع الفيديو التي تؤكد أن الشرطة اليونانية تتعامل مع اللاجئين بشكل سيئ، قال مسؤولون أتراك إن قوات يونانية قتلت مهاجرا وأصابت خمسة آخرين خلال الايام القليلة الماضية أثناء محاولتهم عبور الحدود بين البلدين، وقال مسؤولان أمنيان تركيان إن المهاجر مات في المستشفى إثر إصابته بجرح في الصدر، بعدما أطلقت الشرطة اليونانية وخفر السواحل الذخيرة الحية عليه بالقرب من المعبر في "بازاركولي"، وقالوا إن خمسة آخرين أصيبوا بجروح في الرأس والساق. وانتقد وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" استخدام قوات الأمن اليونانية العنف ضد طالبي اللجوء المحتشدين على حدودها مع تركيا. وقال "صويلو" في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن السلطات اليونانية تواصل انتهاك حقوق الإنسان والقوانين الدولية، وتابع: "لو استخدمت تركيا واحدا بالمليون من العنف الذي تستخدمه قوات الأمن اليونانية، لهبّت أوروبا وأعوانها في الداخل التركي".
أوروبا تؤكد بأنها لن تخضع للابتزازات التركية
ذكرت عدد من المصادر الاخبارية بأنه عقب قيام السلطات التركية بفتح الابواب للاجئين للتوجه نحو الدول الاوروبية، دعا رئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشال" يوم الثلاثاء الماضي، تركيا لاحترام اتفاق أبرمته مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 يقضي بأن تحتوي تدفق المهاجرين إلى أوروبا في مقابل الحصول على مساعدات تبلغ قيمتها مليارات من اليورو. وأضاف "ميشال" أن من الضروري أن تحمي أوروبا حدودها، ومن جانبه ندد المستشار النمساوي "سيباستيان كورتز" قبل عدة أيام بما وصفها محاولة تركيا لإبتزاز الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف المهاجرين واللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا. وبدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان"، إن "ابتزاز تركيا التي تهدد بالسماح بعبور ملايين المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي، أمر غير مقبول على الإطلاق". وأضاف أن أنقرة تستغل ورقة اللاجئين والمهاجرين الموجودين بالفعل على أراضيها. ولفت وزير الخارجية الفرنسي إلى أن اوروبا توصلت إلى اتفاق في 2016 مع الجانب التركي ويجب احترام هذا الاتفاق، إن أوروبا تحترمه وكل الدول الأعضاء تطبقه منذ أربعة أعوام، يجب أن تحترمه تركيا أيضاً وخصوصاً أن الالتزامات المالية كبيرة جداً. ومن جهتها وصفت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" خطوة تركيا فتح الحدود بأنها غير مقبولة. ودعت منظمات غير حكومة تركية إلى عدم استخدام المهاجرين ورقة تفاوض، وحضت أنقرة على وقف إرسال المهاجرين نحو نقاط عبور خطرة.
اللاجئين؛ ضحايا للعبة أردوغان القذرة مع الدول الاوروبية
كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأن أزمة اللاجئين باتت في تصاعد بين اليونان وتركيا على الحدود بين البلدين، عقب محاولة الآلاف من اللاجئين استغلال نقاط عبور غير محكمة لدخول اليونان ولفتت تلك التقارير إلى أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، استغل ورقة اللاجئين، لابتزاز أوروبا للحصول على دعمها في سوريا، حيث أعلن عن فتح حدود بلاده أمام المهاجرين على أرضها باتجاه الحدود الأوروبية. كما أكدت تلك التقارير أن اللاجئون وقعوا ضحية للعبة قذرة يقوم بها "أردوغان" مع الدول الاوروبية التي رفضت الخضوع للابتزازات التركية. وأفادت تلك التقارير بمقتل لاجئ سوري متأثرًا بإصابته على الحدود التركية اليونانية، وذلك تزامنًا مع إعلان الجيش اليوناني الاستنفار على حدود بلاده مع تركيا لمنع المهاجرين من دخول البلاد. وعلى صعيد متصل كشفت بعض الصحف الفرنسية خلال الفترة الماضية عن معاناة اللاجئين السوريين في تركيا، والظروف الصعبة التي تلاحقهم، معربين عن مخاوفهم من أن يكونوا ضحايا لعبة سياسية جديدة، وذلك بعد إصدار رئيس بلدية إسطنبول الجديد، إنذارا بطرد اللاجئين السوريين من المدينة، ومطاردتهم في المحافظات التركية الأخرى.