الوقت- في کلمة له عن أسباب زيارته إلى هذه البلدان، قال "علي لاريجاني" رئيس البرلمان الإيراني قبل المغادرة إلی سوريا: "إن سوريا هي إحدى الدول الصديقة لإيران ومحور المقاومة. وللنظر في تطورات سوريا والمنطقة، نحتاج إلى التشاور عن كثب مع الدول التي تعمل معها في المنطقة. التطورات في المنطقة مهمة، وسوريا من ناحية أخرى هي دولة أظهرت أن محور المقاومة يتبع أهدافاً جيدةً".
رئيس البرلمان وخلال زيارته لسوريا ولقائه بنظيره السوري، أشار إلى الوضع في سوريا منذ 8 سنوات، وقال: في ذلك الوقت، جاء أحد قادة دول المنطقة إلى إيران، وقال "لماذا تدعمون سوريا؟ سوريا سينتهي أمرها. سنصلي معاً في الجامع الأموي بعد أسبوعين". فقلت له "أنت مخطئ، وأنت لا تعرف الشعب السوري".
كما خاطب لاريجاني السوريين بتهنئتهم بانتصار الجيش السوري، وقال: اليوم أنتم تدخلون مرحلة إعادة البناء وتحسين الوضع الاقتصادي. في ظروف اليوم، يمكن لرجال الأعمال الإيرانيين والسوريين العمل معاً، وتأكدوا من أننا سنكون معكم في الظروف الجديدة أيضاًَ.
وفي لقائه ببشار الأسد، أکد رئيس البرلمان علی أهمية الانتصارات الأخيرة ضد الإرهاب، معرباً عن ثقته بأن الشعب السوري سيكون قادراً على تحرير جميع أنحاء البلاد، واستعادة مكانة سوريا في المنطقة.
كما التقى لاريجاني برئيس الوزراء السوري "عماد خميس"، وشدد على استمرار دعم إيران لسوريا في المرحلة القادمة، وخاصةً تعاون الشركات الخاصة والعامة والبنوك وغيرها من مجالات التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين.
وفي مؤتمر صحفي في نهاية زيارته إلى سوريا، قال لاريجاني: لقد بدأ التعاون الاقتصادي بين إيران وسوريا قبل عامين، وكانت بعض القضايا موجودةً منذ سنوات. يرغب رجال الأعمال الإيرانيون في العمل مع رجال الأعمال السوريين لإعادة بناء سوريا وتوسيع العلاقات الاقتصادية، وحتى أن بعض الحرفيين الإيرانيين يمكنهم الاستثمار في سوريا أيضاً.
بدوره، قال "بشير شربجي" رئيس لجنة الصداقة الإيرانية السورية، في مقابلة مع موقع "العهد" حول هذه الزيارة: إن زيارة لاريجاني تأتي لمواجهة تحديات أردوغان والإجراءات المباشرة لقواته في سوريا واعتدائه علی الأراضي السورية، وتظهر تضامن إيران مع الحكومة والشعب السوريين.
بعد سوريا، توجه لاريجاني إلى لبنان يوم الاثنين، وعند الوصول تحدث عن العلاقات بين طهران وبيروت، وقال: كما تعلمون، تسعى جمهورية إيران الإسلامية جاهدةً باستمرار من أجل استقلال لبنان وحريته، وفي هذا الصدد أهنئ الحكومة والشعب اللبنانيين على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
وأثناء لقائه بالرئيس اللبناني "ميشال عون"، اعتبر لاريجاني تشکيل الحكومة اللبنانية الجديدة خطوةً مهمةً في استقرار الوضع السياسي في هذا البلد، وقال: إن جمهورية إيران الإسلامية مستعدة لمساعدة لبنان على تحسين وضعه الاقتصادي.
کما قدم رئيس البرلمان الإيراني رسالة الرئيس الإيراني إلی عون، والتي دعا فيها حسن روحاني إلى توسيع العلاقات بين طهران وبيروت، مقدِّماً دعوةً لنظيره اللبناني لزيارة إيران.
کذلك، التقی رئيس البرلمان الإيراني بأمين عام حرکة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وأكد في اللقاء أن إرادة الشعوب الإسلامية في المنطقة سترمي مؤامرة صفقة القرن المشؤومة إلى مزبلة التاريخ، وأضاف: إن مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده ومرافقة الشعوب الواعية في المنطقة، لن تسمح أبداً بتنفيذ صفقة القرن.
کما ناقش خلال لقائه الأمين العام لحزب الله اللبناني "السيد حسن نصر الله"، آخر التطورات في المنطقة وسبل معالجة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأعلن رئيس البرلمان الإيراني في مؤتمره الصحفي في لبنان: نحن على استعداد تام للعمل مع الحكومة اللبنانية في جميع المجالات. يمكننا العمل مع لبنان في العديد من المجالات، يمكن للبنان، على سبيل المثال، الاستفادة من قدرات إيران في مجال الكهرباء لبناء المزيد من منشآت الكهرباء، والأمر متروك للشعب اللبناني لاتخاذ القرار في هذا الصدد.
وفي نهاية جولته الإقليمية، قال لاريجاني حول إنجازات هذه الجولة: لقد كان التعاون البرلماني أحد مواضيع النقاش خلال هذه الجولة. وأثناء هذه الزيارات، أجرينا محادثات مع رئيسي البرلمان السوري واللبناني، وكذلك أجرينا محادثات مع رئيسي الجمهورية ورئيسي وزراء البلدين،حول التعاون الاقتصادي بين إيران وسوريا ولبنان. وبالنظر إلى القدرات الموجودة في إيران، ومجالات التعاون في القطاعات التجارية والزراعية والصناعية، جرت مناقشات مع المسؤولين في كلا البلدين، وفي هذا السياق كان هناك اهتمام بالاستثمار في سوريا.
وأضاف: "من أجل تنفيذ الاستثمارات في هذه الجولة، نوقشت نماذج لجعل رجال الأعمال الإيرانيين يستثمرون باطمئنان، وينبغي متابعة المناقشات في غضون شهر، وتشكيل لجان".
كما وصف إنجازات زيارته إلى لبنان بالقول: "في لبنان التقينا بنخبة هذا البلد من مختلف التيارات والفرق، والتي كانت لها آراء جيدة حول الوضع الحالي في المنطقة، ودور المقاومة وموقع إيران. وفي هذا السياق، قُدِّمت مقترحات والتي سمعناها وسنتابع بعضها.
کما کانت هذه الجولة موضع اهتمام ودراسة وسائل الإعلام العربية في المنطقة بدقة.
وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة "النهار" اللبنانية زيارة لاريجاني دليلاً على الدعم الإيراني للحكومة اللبنانية الجديدة، وقالت: لم ينه السيد حسن نصر الله بعد کلامه حول أن الحكومة الجديدة هي "حكومة تحديات" وليست "حكومة حزب الله"، وإذا برئيس البرلمان الإيراني يصل إلى بيروت. لاريجاني هو أول مسؤول أجنبي يأتي إلى لبنان، ويهنئ بتشکيل الحكومة الجديدة برئاسة "حسان دياب".
في المجموع، يمکن القول إن زيارة لاريجاني إلى سوريا ولبنان حملت رسائل مهمة. حيث کانت زيارته إلى سوريا لدعم الجيش والحکومة في عمليات تحرير "إدلب"، كما تم التأكيد على دور إيران وموقعها بين الأطراف الإقليمية والدولية خلال فترة إعادة الإعمار.
أما بالنسبة إلی لبنان، فمع تشکيل الحكومة الجديدةكانت هناك آراء مختلفة حول موقف حزب الله ومقاومة المنطقة تجاه هذه الحكومة، وتعتبر زيارة لاريجاني كأول مسؤول أجنبي حتى قبل زيارة مسؤولي صندوق النقد الدولي، وتقديم المساعدات المالية والتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والصناعية والكهربائية والزراعية، مهمة جداً.
کما يعد دعم إيران للحكومة اللبنانية الجديدة مهمًا أيضًا، والذي أُعلن عبر زيارة مسؤول إيراني كبير إلى لبنان.
وإلی جانب هذه القضايا، يمكن الإشارة إلی الجهود المبذولة لتطوير العلاقات الاقتصادية في مختلف الأبعاد مع لبنان وسوريا، والتي کانت موضع اهتمام رئيس مجلس الشورى الإسلامي، واتخذت خطوات جيدة في هذا الاتجاه.