الوقت-أغضب الرئيس القبرصي التركي مصطفى اكينجي مرة أخرى المسؤولين الأتراك. وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، قال أكينجي إنه إذا لم يتم تشكيل هيكل سياسي وتنفيذي للفدرالية في قبرص، فسيتم ابتلاع الجانب التركي من قبرص وتصبح مقاطعة تركية. وقال أكينجي موجهاً كلامه للأوروبيين أنه إذا لم نحرك ساكنا، فإن بلادنا ستنضم إلى تركيا وهذا أمر مخيف للغاية بالنسبة لنا.
رد فعل حكومة أردوغان على تصريحات الرئيس القبرصي
بعد تصريحات رئيس جمهورية قبرص الشمالية، اتخذ العديد من المسؤولين في حكومة أردوغان وحزب العدالة والتنمية موقفا ضده. وقال عمر شليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية: إن تصريحات السيد أكينجي هي مثال على عدم الاحترام وهي اهانة للجمهورية التركية والشعب التركي في قبرص. كذلك قال فخر الدين ألتون، مسؤول الإعلام الرئاسي والمسؤول المقرب من أردوغان: "أنا أدين بشدة هذه التصريحات، وهي تشير الى أنه سياسي مفلس فقد مصداقيته، وان تصريحاته هذه تأتي من أجل البقاء في السلطة وعليه أن يعلم أن مثل هذا الكلام يؤذي أرواح شهدائنا والأمة التركية. كما أشار في تصريحاته إلى الحدث التاريخي حول ضم محافظة هاتاي إلى تركيا بضغوط فرنسية قائلا: لا أريد أن ألعب دور طيفور سوكمان الثاني.
موقف حزب الحركة القومية التركي الحاد
قام القوميون اليمينيون المتطرفون في تركيا، كما هو متوقع، بالرد على تصريحات الرئيس القبرصي التركي اكثر من أي حزب اخر. وفي الوقت نفسه، اتخذ زعيم حزب الحركة القومية، الذي شكل تحالفا بالشراكة مع أردوغان، موقفًا أقوى واكثر حسماً من الآخرين وطالب باستقالة الرئيس القبرصي.
كما اتخذ حزب الخير التركي، الذي تقوده السيدة ميرال اكشنار، موقفا جاداً ضد رئيس جمهورية شمال قبرص كما فعل باغجلي، على الرغم من كونه ضمن تحالف الأمة، والذي يخالف أردوغان وباغجلي في موقفهما، ولكن بالنظر لأصول حزب الخير القومية، شددوا على هذا الموقف.
كما وصفت عدد من الصحف الإسلامية والمحافظة التابعة لحزب العدالة والتنمية، رغم أنها كانت داعية للفكر الإسلامي دائمًا، وصفت رئيس جمهورية قبرص الشمالية بأنه خائن وفقا لتصريحاته الأخيرة. وشككت كل من صحف يني شفق ويني أكيت، المعروفان بارتباطهما بتوجهات وافكار حزب العدالة والتنمية، بتصريحات أكينجي وطالبوا بإقالته.
ثنائية القطب تحوم حول احقية انتماء شمال قبرص
رد رئيس وزراء قبرص أرسين تاتار أيضًا بحدة على تصريحات رئيس جمهورية بلاده، قائلاً إن تصريحاته تضر بالشعب القبرصي وهي بالضد من مصالحهم الوطنية.
وما يلفت النظر أكثر من أي نقطة أخرى هو أن موقف الجمهورية التركية لشمال قبرص تجاه أنقرة هو أمر أدى خلال الأشهر الأخيرة الى تشكيل حالة من ثنائية القطب. حيث اتخذ رئيس الوزراء أرسين تاتار موقفًا دائمًا ضد تركيا والرئيس مصطفى أكينجي ضد تركيا.
وتذكّرنا هذه الأقطاب الثنائية السياسية والفكرية، بالمناقشات والتحديات القديمة التي حدثت السنة الماضية والتي اندلعت بين رئيس الجمهورية ورئيس وزراء شمال قبرص.
في ذلك الوقت، أعلن مصطفى أكينجي أن الجمهورية التركية لشمال قبرص دولة مستقلة ويجب ألا يطلق عليها "جزء من تركيا". بل إنها في حد ذاتها دولة مستقلة ويمكن أن تكون جارة لتركيا. لكن رئيس الوزراء أرسين تاتار صرح بأننا نلتزم بمبدأ أن نكون جزءا من تركيا.
وبالطبع، أدان أكينجي الهجوم التركي على الأكراد السوريين في شرق الفرات قبل بضعة أشهر ووصفه بأنه نسخة تدخل جديدة ونسخة مماثلة للتدخل في قبرص.
وبناءً على مبدأ محاولة الاقتراب من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، توصل أكينجي إلى طريقة لتحقيق هذه المحاولة وهي اتخاذ مواقف مستقلة عسى ان يتمكن من الاقتراب من قبرص الرومانية أو جنوب قبرص واليونان وشمال قبرص إلى موقع أوروبي أفضل. لكن التتار راغبون بالقومية التركية ويريدون البقاء مع جمهورية تركيا.
لماذا تركيا قلقة
في الظروف الحالية المتعلقة بالملف الليبي، واكتشاف النفط واستخراجه في شرق البحر المتوسط، واللتان تسببتا بمشكلة جديدة لأنقرة، اصبح أردوغان عملياً في وسط الروم القبرصيين الجنوبيون ومصر واليونان والاتحاد الأوروبي، وان تصريحات الرئيس القبرصي ستكلف أردوغان ولن تكون مقبولة.