الوقت- أكد الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري علي مقصود ان مدينة ادلب بكاملها ستكون تحت سيادة الدولة السورية قبل نهاية شهر شباط.
وأوضح الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري علي مقصود في تصريح لموقع الوقت التحليلي، ان القمة بين الوفد العسكري والسياسي الروسي مع نظيره التركي في أنقرة جاء في اعقاب تحول استراتيجي ونوعي في الميدان، قائلا، في الحقيقة كل هذه الصورة إن كانت بضجيج اعلامي وإن كانت بتهديدات وبأنشطة ولقاءات سياسية هي من خلفيات ومن تبعات هذا التحول الذي يرتكز على انجازات نوعية واستراتيجية حققها الجيش العربي السوري مع الاصدقاء والحلفاء إن كان على جبهة ريف ادلب بجنوبها وشرقها وإن كان ايضا على جبهة حلب بريفها الغربي والجنوبي الغربي بشكل خاص. فهذه التطورات في الحقيقة غيرت في طبيعة الاتفاقيات التي انتجتها إن كان جولات أستانة الـ13 أو حتى مخرجات سوتشي الثلاث. فتركيا التي كانت دائما توظف وتستثمر في هذه الورقة لكي يكون الحل السياسي او الخارطة السياسية في جيب ادلب في هذه المنطقة في الحقيقة ببصمة تركية ودور اساسي لتركيا ولكن بعد هذه التطورات والانجازات واخفاق المجموعات الارهابية بالتمسك بهذه المعاقل التي شكلت حصوناً لها وراهن عليها المشغلون، فانهيارها الدراماتيكي هذا جاء بسيطرة الجيش على اكثر من 95 بالمئة على استراد حلب دمشق وايضا امكانية فتح الطريق الثاني إم 4 باتجاه حلب اللاذقية بفعل القوة العسكرية وهذا الانجاز العسكري.
وأضاف، ان التعزيزات التركية لا تستطيع ان تمنع الجيش من متابعة تقدم الجيش السوري واذا نظرنا الى الاجراءات التي حصلت من قبل الطرف التركي بعد تحرير معرة النعمان كان هناك فتح لجبهة جديدة على محور مدينة الباب باتجاه قريتي الرحالة والشعالة ولكن ما ان وصلت الطائرات الروسية لاستهداف الارهابيين في مدينة الباب تراجع التركي ومن ثم بدأ بارسال المفخخات والإنغماسيين ليهاجموا محور الرسول الاعظم وقصر العظم باتجاه جمعية الزهراء وكانت النتيجة تدمير هذه العربات ووقوع قتلى ومصابين بالمسلحين الذين استثمروا هذه العربات وتحركوا خلفها فبدأ التركي بالتلويج بذريعة الكيميائي واصدار الاوامر للمجموعات الارهابية بالتنسيق مع الاسرائيلي ليستهدفوا المنشآت النفطية ولكن تابع الجيش انجازاته وتقدمه على جبهتي حلب وادلب وتم تحرير سراقب بعد ان حرر الجيش 1400 كلم مربع على كامل هذا الطريق والذي يتجاوز طول هذه الجبهة التي قاتل عليها الجيش 130 كلم.
وتابع، تركيا كانت تعودت بأن الطرف الروسي وبوتين بشكل خاص كان يمد اليد لاردوغان عندما تستعصي عليه الامور ويحرج ويصنع له السلم الملائم لنزوله عن هذه الشجرة العالية في ريف ادلب وبنفس الوقت ليصنع له مخارج آمنة جوية لإخراج المجموعات الارهابية المتشددة ولكن شرط ان تكون بيده ليستمر بالاستثمار والتوظيف لهذه المجموعات الارهابية إن كان بتهديد الاوروبيين و إن كان بارسالهم اليهم او نقلهم الى ليبيا واماكن اخرى .
ونوه العميد مقصود الى ان القضية من هذا هو الاستعراض للقوة والتهديد بها ومن ثم ربطها بمدة الى نهاية شهر شباط في الحقيقة لان التركي يدرك بأنه لن ينتهي هذا الشهر إلا وتكون ادلب بكاملها تحت سيادة الدولة السورية والجيش العربي السوري يكون قد حرر كل ذرة تراب او وادي وقرية وبلدة في مدينة ادلب وخير ما يؤكد هذا الكلام عندما تقوم تركيا في المرحلة السابقة باستقدام القوات لنشرها بالقرب من النيرب التي تقع غرب مدينة سراقب وبالتالي لقطع على الجيش باتجاه ادلب واريحا ولكن قام الجيش باستهداف هذه القوات ووقع قتلى وجرحى بصفوف الاتراك وتراجعوا وعندما طوق الجيش مدينة سراقب قبل ان يدخلها ويحررها كانت القوات التركية قد استقدمت هذه التعزيزات ونشرتها على محور بنش معرة مصرين تفتناز اي غرب مدينة سرمين التي بدأت نيران الجيش تستهدف مواقع المسلحين بها في اشارة الى ان الجيش سيتابع طريقه باتجاه اريحا وادلب ولن يكون لسيطرة الجيش على قرية الشيخ احمد وايضا تلول العيس من محور حلب الجنوبي الغربي ووصوله الى محور الايكاردا إلا مؤشر على ان المعركة النهائية والمرحلة الثالثة ستكون باتجاه ريف حلب الغربي وباتجاه ادلب واريحا بالتوازي ونفس الوقت كي يغلق هذا الملف بفتح الطريقين إم 4 وإم 5 بنفس الوقت وخاصة لتكون كامل هذه الجغرافيا بيد الدولة السورية والجيش العربي السوري وبالتالي هذا الانجاز قد رسم الخارطة السياسية وايضا التي تحدد طبيعة العودة الى اتفاق أضنة والذي ذكره اكثر من مرة وتردد على السنة المسؤولين الاتراك واردوغان بشكل خاص بأن ما يقوم به يستند فيه الى اتفاق اضنة الذي يسمح له بملاحقة الارهاب.
ورأى الخبير العسكري السوري ان الجيش حدد الاطار لاتفاق اضنة وكيف يكون التعامل مع مضامين وجوهر هذه الاتفاقيات باعتباره موقع بين دولتين والطرف التركي انما يخترق القانون الدولي ويخترق هذه الاتفاقيات وهذه الاجراءات وهذه السياسة.
وأوضح العميد مقصود ان عمليات الجيش وانجازاته فرضت نفسها على طاولة المفاوضات بين الوفد التركي والوفد الروسي الذي طالب بإعادة الجيش الى خلف النقاط التي انتشر فيها التركي وهذا الطلب نوع من الاستجداء لأن التركي يخشى تسارع تقدم الجيش بوتيرة عالية وبالتالي الوصول الى ادلب ووقوع وثائق خطيرة تؤكد عمق العلاقة والتحالف الاستراتيجي بين تركيا وجبهة النصرة الارهابية وقياداتها وهم يتواجدون مع الاستخبارات التركية والاسرائيلية في غرفة عمليات مشتركة في ادلب.