الوقت- وصل الرئيس الروسي إلى تركيا في زيارة رسمية، والتقى بنظيره التركي في الليلة قبل الماضية. وذكرت مصادر إخبارية وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا، معلنةً أن بوتين وصل إلى مطار اسطنبول لفتح خط أنابيب السيل التركي.
وأعلنت وسائل الإعلام الروسية أنه من المقرر أن يلتقي فلاديمير بوتين مع رجب طيب أردوغان في اسطنبول، لمناقشة الوضع في سوريا وليبيا.
خط أنابيب ترك ستريم
تلعب روسيا دورًا نشطًا في صناعة الطاقة في تركيا. حيث توفر روسيا أكثر من 50٪ من استهلاك تركيا من الغاز. وروسيا هي أيضاً موردة لجزء من استهلاك تركيا من النفط.
يتم بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا من قبل شركة "روس أتم" الروسية. هذا في حين أنه من المتوقع أن يزداد اعتماد تركيا على موارد الطاقة الروسية في الأشهر المقبلة، مع إطلاق مشروع ترك ستريم. وتقدر تكلفة المشروع بحوالي 6 مليارات دولار.
تم التوقيع علی عقد خط أنابيب "ترك ستريم" خلال زيارة فلاديمير بوتين إلى تركيا في عام 2016. الطاقة الأولية لخط الأنابيب هذا قدِّرت بنحو 60 مليار متر مكعب، والتي تم تخفيض طاقتها النهائية إلى 31 مليار متر مكعب، وذلك بالنظر إلى المعارضات وعدم تزايد حاجة أوروبا للغاز في السنوات القادمة.
في البداية كان من المخطط بناء خط أنابيب ترك ستريم في أربعة خطوط متوازية، ولکن تم تقليلها في النهاية إلى خطي أنابيب، لكل منهما طاقة تصل إلی 15.75 مليار متر مكعب. ومن هذه الکمية، سيتم استهلاك 15.75 مليار متر مكعب في السوق التركية، والباقي سيذهب إلى أوروبا عبر اليونان.
يبلغ طول خط أنابيب ترك ستريم 930 كم، حيث يبدأ من مدينتي "أنابا" و"كراسنودار" الروسيتين، وبعد عبور البحر الأسود تنتهي في مدينة "بورغاس" الترکية. کما سيصل عمق خط الأنابيب هذا إلى 2200 متر في قاع البحر الأسود.
أهداف تركيا وروسيا في مشروع ترك ستريم
تخطط تركيا لأن تصبح مركزًا للطاقة على المدى الطويل ومن خلال توفير الظروف اللازمة. إذا تمكنت تركيا من توفير رأس المال اللازم لبناء البنية التحتية اللازمة(مصفاة، منشآت تخزين، الغاز الطبيعي وما إلى ذلك)، وأصبحت سوق الطاقة في هذا البلد مخصخصةً بالكامل، فيمكن أن نتوقع اقتراب تركيا خطوةً من حلمها القديم المتمثل في أن تصبح مركزًا للطاقة، وذلك بتنفيذ مشاريع مثل ترك ستريم.
ومع تنفيذ متزامن لمشروعي "ترك ستريم" و"نورد ستريم 2"، تعتبر روسيا أن السوق الأوروبية هي إحدی الأسواق الهامة بالنسبة لها، والدول الرئيسية الأخرى المنتجة للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال، ليست لديها مهمة سهلة للتنافس مع الغاز الروسي في السوق الأوروبية.
لم تستخدم روسيا أبدًا سلاح تصدير الطاقة ضد تركيا. وحتى عندما تم إسقاط المقاتلة الروسية من قبل تركيا، استمرت روسيا في تصدير الغاز إلى تركيا دون انقطاع.
إن زيادة اعتماد تركيا على موارد الطاقة الروسية لها مخاطر من الناحيتين الأمنية والجيوسياسية. وتستطيع تركيا خلق توازن في واردات الطاقة من روسيا من خلال تنويع مصادر الطاقة.
النزاع التركي الروسي في الساحة اللیبية
تتزامن زيارة بوتين إلى تركيا مع التطورات التي تشهدها ليبيا. حيث الاشتباكات مستمرة بين قوات الخليفة حفتر والحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
مؤخراً تم اختطاف عدد من المواطنين الأتراك من قبل قوات حفتر في ليبيا، وتصاعدت الحرب الکلامية بين هذه المجموعة وتركيا. ويحظى حفتر بدعم من الإمارات ومصر وروسيا، لكن تركيا تدعم حكومة طرابلس المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
أصبحت ليبيا ساحةً جديدةً للمنافسة الإقليمية وحتى عبر الإقليمية، وعلی صعيد التنافس بين تركيا وروسيا يمكن أن يكون لها تأثير كبير على العلاقات بين البلدين في سوريا أيضاً.
في الواقع، بالنظر إلى أن تركيا تجد نفسها في وضع معقد في سوريا، لذلك فهي تعتزم من ناحية تخليص نفسها من الوضع الحالي في هذا البلد عن طريق إرسال جزء من هذه القوات من سوريا إلى ليبيا، وتقوم من ناحية أخرى بتغيير الهيكل السياسي العسكري في ليبيا لصالحها وعلى حساب المحور السعودي. وهو المکان الذي يعتبر ساحة نفوذ روسيا أيضًا، ولهذا السبب يشعر بوتين بالقلق إزاء هذه الخطوة التركية.
وفي وقت سابق أيضاً، کان رئيس لجنة الدوما الروسية للشؤون الدولية قد أعرب عن قلقه من إرسال القوات التركية إلى ليبيا، والذي وافق عليه البرلمان التركي، والآن يبدو أن زيارة بوتين إلى تركيا لها علاقة بطريقة ما بمخاوف موسكو بشأن التحركات التركية في ليبيا.