الوقت- تلوّح العائلة الحاكمة في السعودية بين الفينة والأخرى بعدوان بري على الأراضي اليمنية ليأتي تكميلا للعدوان الجوي، فهي تحدثت في الأيام القليلة الماضية عن تدريبات ومناورات تجريها لجنودها بهدف اعدادهم لدخول الأراضي اليمنية، وفي ظل الحديث عن توقعات بدء العدوان البري تُطرح مجموعة من الأسئلة التي تصب في امكانية قوات العائلة الحاكمة السعودية في شن هكذا نوع من العدوان؟ وفي أي سياق تأتي هكذا تصريحات؟ اللافت في الأمر أن العدوان السعودي الذي بدأ منذ ما يقارب الستة اشهر وبالرغم من الدعم الذي يلقاه من الغرب الإستعماري إلى رفده بالمرتزقة من دول مختلفة إلا أن الهدف الذي رُسِم للعدوان لم يتحقق منه شيء، سواء تلك الأهداف المعلنة والمتمثلة بإعادة هادي أو الخفي منها والمتمثلة بتأمين منافع الغرب الإستعماري والذي لا يمكن تأمينه إلا من خلال اركاع الشعب اليمني وسلب ارادته وحرية قراره.
هل تدخل القوات السعودية اليمن براً؟
خسائر مادية وعسكرية:
1-تدرك العائلة الحاكمة في السعودية أكثر من غيرها أن دخولها للأراضي اليمنية سيكون كارثيا عليها، فالعائلة الحاكمة والتي لم تدخل براً بعد تكبدت حتى اليوم بعد ما يقرب من الستة أشهر خسائر جمة على المستوى المادي والعسكري، والإحصاءات تشير إلى أن العدوان حتى اليوم كبد السعودية خسائر مادية بلغت أكثر من 65 مليار دولار بالإضافة إلى تراجع الأسهم السعودية إلى 8197 نقطة، وارتفاع نسبة عجز الميزانية العامة إلى 20% من اجمالي الناتج المحلي. وعلى الصعيد العسكري فقد قتل 2456 جنديا و49 ضابطا و27 جنرالا إضافة إلى آلاف الجرحى وعشرات الأسرى، هذا وتدمير 112 موقعاً عسكرياً واقتحام 90 آخرين، وفي المعدات فقد تم تدمير 383 دبابة و35 مدرعة و181 طقماً عسكرياً إلى جانب اسقاط العديد من طائرات اف 16، ولهذا كله ترى العائلة الحاكمة في دخولها عدواناً برياً على اليمن كارثة حقيقية عليها قد لا تبقي ولا تذر.
2- أظهر الجيش اليمني والتشكيلات الشعبية المساندة له ومن خلال التصدي لقوات العدوان على الحدود اليمنية براعتهم في التخطيط والتكتيك والهجوم، فعلى الرغم من التغطية الجوية التي تتمتع بها قوات العدوان، وتقنية الرصد والمتابعة إلا أن الجيش والتشكيلات تمكنوا من اقتحام نقاط تمركز القوات المعتدية والسيطرة عليها وعلى عتادها وفرار الجنود أو استسلامهم من دون أن يلحق بالقوات المهاجمة أي ضرر، فالكفاءة القتالية للجيش والتشكيلات وخبرته في محاصرة العدو على اعلى المستويات والتدريب، هذا والدخول البري هو بمثابة فرصة لليمنيين تتيح لهم المواجهة مع القوات المعتدية بشكل مباشر، ويسهل الأمر على الجيش اليمني والتشكيلات الشعبية الذين يعملون من منطلق الوازع الديني فيعملون الحساب لحصر ضرباتهم وصواريخهم في مرمى القوات المعتدية دون المدنيين.
3- جهل العائلة الحاكمة في السعودية بطبيعة الشعب اليمني سيجعلها في دائرة المستنجد للخروج من الأزمة التي أوقعت نفسها فيها، فطبيعة الشعب اليمني وإن كان يختلف فيما بينه على مجموعة نقاط تفصيلية إلا أن تصعيد القوات المعتدية وعلى رأسها السعودية سيدفع باليمنيين للتحالف فيما بينهم ونبذ كل الإختلافات في سبيل مواجهة قوات العدوان، وبوادر هذا الأمر هو ما حصل في مدينة عدن مع الحراك الجنوبي الذي انقلب على السعودية بعد أن اتضح له زيف وكذب إدعاءات قوى العدوان. هذا ويأتي جهل قوى العدوان السعودي بالتضاريس اليمنية وطبيعتها الجبلية عاملا اضافيا، فالجيش اليمني والتشكيلات الشعبية المساندة له وهم أصحاب الأرض أعرف بطبيعتها من الغزاة ومرتزقتهم وهو ما يفسر طبيعة الخسائر التي تلحق بالقوى المعتدية. هذا ويملك اليمنيون كهوفا ومغارات ممتلئة بالسلاح من كافة أنواعه الثقيل والمتوسط والخفيف وهي ممتدة تحت الجبال التي يصعب مواجهتها.
4- دخول قوى العدوان السعودي عدوانها البري على الشعب اليمني يعني بوضوح أن قرار ايقاف العدوان خرج بشكل فعلي وكامل من دائرة قرار الدول المعتدية، هذه الدول لا طاقة لها على الدخول في حرب طويلة الأمد وما يقومون به اليوم من عدوان جوي وبري قائم على الإستعانة بالقوى المرتزقة ومع ذلك فحجم الخسائر المادية والبشرية لديهم كبير. يضاف إلى ذلك أن دخول قوى العدوان السعودي براً من شأنه أن يعطي الفرصة للجيش اليمني والتشكيلات الشعبية للسيطرة على السلاح والعتاد المتطور الذي تملكه قوى العدوان، هذا السلاح إذاما وقع بيد الجيش والتشكيلات من شأنه أن يغير معادلات المعركة بشكل حاسم. وتأتي النظرة الدولية لقوى العدوان السعودي على أنها قوى معتدية على اليمن وشعبه وناقضة للقوانين المنصوص عليها في الأمم المتحدة، وهي مخالفة بشكل واضح وبيّن لكل أنواع حقوق الإنسان.
إذن التهويل السعودي بشنّ عدوان بري على اليمن وشعبه نيّته في حقيقة الأمر موجودة منذ بدء العدوان الجوي البحري وقوى العدوان السعودي تدرك جيدا مخاطر هكذا قرار وعواقب الأمر، إلا أن اقرار هكذا خطوة بإنتظار أن تُقنِعَ السعودية الدول الأخرى ومن خلال اغرائهم بالمال والوعود لمدها بالعنصر البشري لتنفيذ هكذا مشروع. هذا الأمر هو ما لم تستطع تحصيله من الدول الأخرى المتعاونة معها حتى الآن بالرغم من مضي ستة اشهر على بدء العدوان.