الوقت- رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خطوط المواجهة مع واشنطن في المرحلة المقبلة.
السيد نصرالله وفي حين فنّد الواقع اللبناني وحقيقة الأزمة طرح الحلول الممكنة لمواجهة المؤامرة الأمريكية الجديدة على لبنان.
وبين الحديث عن المباحثات للخروج بأفضل حل للبلاد، ومنع الحكومة الأمريكية لبنان من استعادة عافيته من خلال العمل على تعميق مأزقه الاقتصادي، لا بدّ من الإشارة إلى النقاط التاليّة:
أوّلاً: أشار السيد نصرالله إلى استعداد الشركات الصينية للاستثمار بمليارات الدولارات في لبنان لكن الأمريكيين لن يسمحوا بذلك. هناك شركات روسيّة سابقة عمدت إلى محاولات الاستثمار في النفط اللبناني ولكن ما لبثت هذه الشركة أن وضعت على لائحة العقوبات الأمريكية وبالتالي تم إخراجها من ساحة المنافسة، أي إن رسالة السيد نصرالله هي أن أمريكا التي تمنع تحريك العجلة الاقتصادية، ولا بدّ من توجيه بوصلة الحراك ضدّها، كما الفاسدين، فهناك فاسد في الداخل ضرب اقتصاد البلاد، وهناك فاسد في الخارج يسعى لضرب الاستقرار والاقتصاد في لبنان.
ثانياً: فيما يتعلّق بالفساد، تساءل السيد نصرالله خلال توجيه حديثه إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "أين هو الفساد الذي أتت به إيران إلى لبنان؟ وإذا كان هناك فاسدون في البلد فهم أصدقاؤكم"، مضيفاً: "ما يقصده بومبيو بالنفوذ الإيراني في لبنان هو المقاومة والتي يريدون قطع يدها".
ثالثاً: واشنطن أيضاً هي التي تمنع لبنان من الاستفادة من الفرص الاقتصادية الكبيرة التي تحيط به، لاسيّما أنّه اليوم بحاجة إلى هذه الفرص أكثر من أي وقت مضى، أمريكا تمنع "اللبنانيين من الاستفادة من الفرص الكبيرة القائمة، سواء بالنسبة إلى السوق العراقي الواسع أو عمليّات إعادة الإعمار في سوريا، والتي تتطلب بشكل أساسي دوراً حاسماً على المستوى السياسي اللبناني".
معادلة القوّة والتوجّه شرقاً
لم يتحدّث السيد نصرالله عن المؤامرة الأمريكية دون طرح الحلول الممكنة، فقد كشف للبنانيين أن عمق الأزمة يرتبط بضعف الحكومة وانبطاحها أمام الإدارة الأمريكية وسفيرتها في بيروت، وبالتالي لوّح للأمريكيين باستعداد لبنان للتوجه شرقاً في حال أصرّت واشنطن على نهجها في محاولة إفلاس لبنان.
ولأن معادلة القوّة تبدأ بمعالجة الفساد، ركّز السيد نصرالله على هذه الضرورة في خضم المواجهة مع أمريكا لاسيّما أنها الحليف الأبرز للفاسدين، السيد نصر الله أوضح أنّ المطلوب اليوم "موقف من مجلس القضاء الأعلى في موضوع مكافحة الفساد"، متوجّهاً إلى القضاة بالقول: "من أجل حماية البلد وسلامته وعافيته، تمثلوا بهؤلاء الشهداء"، وأضاف: "المطلوب منكم خطوة شجاعة وإنقاذية وعدم الرضوخ لأيّ ضغوطات"، وأكد متوجّهاً لمجلس القضاء الأعلى، أنّه إذا كان هناك من ملف يتعلق بأيّ مسؤول في حزب الله فـ"سنرفع الغطاء عنه".
في حلول القوّة، دعا السيد نصرالله الذي كرّس معادلة "قوّة لبنان في قوته" في المقاومة، ويسعى اليوم لترسيخها في الاقتصاد، دعا إلى العمل على تنشيط القطاعين الزراعي والصناعي وفتح أسواق جديدة أمام لبنان، كالسوق العراقي، لأنه قادر على استيعاب الإنتاج الزراعي والصناعي اللبناني.
في خطة التوجّه شرقاً، وفي حين حمّل السيد نصر الله أمريكا مسؤولية "منع لبنان من الخروج من أزمته"، أكد أنه "لدينا بدائل وآفاق"، فـ"الشركات الصينية جاهزة للعمل، كذلك الشركات الإيرانية، وأيضاً يمكن استدراج عروض لشركات روسية"، كما سأل "لماذا لا يُشارك لبنان في إعادة إعمار سوريا" وهو ما "سينهض باقتصادنا لعشرات السنوات المقبلة".
في الفترة السابقة، لم يطرح حزب الله مسألة التوجّه شرقاً حفاظاً على الاستقرار اللبناني، إلا أنه بطبيعة الحال لم يكن راضياً أبداً عن الواقع السياسي فيما يخص العلاقة مع أمريكا.
اليوم يؤكد أمين عام حزب الله أن هذا الخيار ليس مستبعداً، لأن هذا الانقلاب السياسي والاقتصادي الذي تديره أمريكا، يجب أن يواجه بثورة مقابلة قد تؤدي إلى قطع اليد الأمريكية في لبنان.
ختاماً، فنّد السيد نصرالله للبنانين حقيقة الأزمة، وفي حين شدّد على ضرورة مكافحة الفساد، أكّد أن أمريكا هي المسؤول الأوّل عما يحصل في لبنان، أمريكا تريد جرّ لبنان إلى الهاوية الاقتصادية والأمنيّة على حدّ سواء.
واشنطن تسعى لجرّ لبنان نحو حرب أهلية للتخلص من المقاومة، وبالتالي لن تقف القوى اللبنانية، وفي مقدّمتها المقاومة، مكتوفة الأيدي من التحركات الأمريكية، ولعل التوجّه شرقاً وكسر النفوذ الأمريكي في لبنان هو الحلّ الأمثل.