الوقت- كانت السمة الأبرز للسياسة الخارجية الإيرانية خلال الأربعة عقود الماضية تتمثل في تقديم الكثير من الدعم المادي واللوجستي للقضية الفلسطينية ولكل فصائل المقاومة لتعزيز صمود أبناء هذا الشعب الأبي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وجرائمه، وعلى مرّ السنوات الأربعين الماضية تعرّضت العلاقة بين إيران والمقاومة الفلسطينية للعديد من المطبّات والعقبات جاءت بعضها نتيجة لسياسات ولمخططات مباشرة من قبل بعض الأطراف الإقليمية والدولية، ولكن الشعب الإيراني لم يتخلَ عن القضية والشعب الفلسطيني ولم يقبل الاعتراف بـ "دولة إسرائيل" كما فعلت بعض دول المنطقة بشكل علني أو من وراء ستار.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن قائد الثورة الإسلامية سماحة السيد "علي خامنئي" صرّح لبعض وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية قائلاً: "تعتبر قضية فلسطين بالنسبة لنا قضية أساسية، وليعلم الجميع ذلك، إن قضية فلسطين لن تخرج من لائحة قضايا نظام الجمهورية الإسلامية، قضية فلسطين هي ساحة جهاد إسلامي وواجب ضروري، وليس هنالك قوة تستطيع فصلنا عن القضية الفلسطينية".
وفي سياق متصل، أفادت العديد من التقارير الإخبارية بأن العديد الرياضيين والحّكام الإيرانيين يرفضون الدخول في منافسة مع اللاعبين الإسرائيليين وذلك دعماً للشعب الفلسطيني المظلوم.
وفي هذا الصدد تحدّث الحكم الإيراني "علي رضا بهرمان"، مدرّب فريق لعبة "الووشو كنغ فو" الوطني للشباب الإيراني والحكم الدولي للعبة "الووشو كنغ فو"، عن تجربته في رفض المشاركة في عملية التحكيم لرياضي صهيوني، حيث قال: " إن المشاركة في منافسات كأس العالم التي عقدت في عام 2013 والتحكيم فيها كانت تجربة جديدة ومثيرة للغاية بالنسبة لي وذلك لأني شاركت في تلك المنافسات العالمية بعد مرور عام على اختياري كحكم دولي".
وأضاف: "وفي هذا العام وفي اليوم الثاني من إقامة تلك البطولة، أدركت أنني سوف أقوم بالمشاركة في عملية التحكيم على لعبة رياضي إسرائيلي، ولكنني وعلى الرغم من أنني أعلم جيداً بأنه على الأرجح سأُخرج من عالم "الووشو كنغ فو" ومن عالم التحكيم فيها إلى الأبد، إلا أنني قررت أن أقوم بهذه الخطوة وامتنعت عن المشاركة في عملية التحكيم تلك وذلك لأننا كشعب إيراني نحب وندافع عن القضية والشعب الفلسطيني".
كما أكد مدرّب فريق "الووشو كنغ فو" للناشئين والشباب الإيرانيين أنه ليس آسفاً لاتخاذه مثل ذلك القرار وقال: "إذا تكررت هذه الحادثة لآلاف المرات والتقيت مرة أخرى برياضيين صهاينة، فلن أقبل بالمشاركة في عملية التحكيم لهم حتى لو حُرمت من التحكيم في هذه اللعبة للأبد، بل إني سأكون فخوراً بهذا القرار".
وحول هذا السياق، قال الحكم الدولي "علي رضا بهرمان" ورئيس لعبة "الووشو كنغ فو" بمحافظة "هرمزجان" الإيرانية حول ردّ فعل الشارع الإيراني على هذه الخطوة الشجاعة: "إن معظم أبناء الشعب الإيراني لا يزالون بعد كل هذه السنوات التي مرّت وبعد أن تلقيت الكثير من الألقاب والأوسمة الرياضية، يعرفونني بأنني الحكم الذي رفض المشاركة في تحكيم أحد الرياضيين الصهاينة، وما أزال أتذكّر ذلك العام، عندما جاء والدي وبرفقته الكثير من الناس لاستقبالي في المطار. لقد رحّبوا بي كثيراً وأشادوا بي كبطل، لقد كان ذلك الاستقبال ملهماً جداً لي".
وفي سياق متصل، أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن لاعب الشطرنج الإيراني "آرين غلامي" ذا الثمانية عشر عاماً رفض مواجهة لاعب شطرنج إسرائيلي خلال مسابقات ريلتون التي عقدت في السويد قبل عدة أشهر، وفي تصريح أدلى به اللاعب الإيراني لبعض الصحف الإيرانية قال "غلامي": "إن مسابقات ريلتون في السويد جرت في إطار فئتي "القياسي" و"الخاطف" حيث تمكنتُ في قسم "القياسي" من الحصول على لقب "أستاذ كبير" بعد أن تجاوزت درجة 2500 وفي قسم "الخاطف" حصلت على 6 نقاط من 6 مباريات وكنت متقدماً على البقية بنقطة، وفي المباراة السابعة كان من المقرر أن أواجه لاعباً من الكيان الصهيوني إلا أنني رفضت ذلك وفقدت نقطة لأحلّ في مركز الوصافة، لقد كان هدفي أكبر من أي لقب وبطولة حيث دافعت بموقفي هذا عن الشعب الفلسطيني المظلوم".
ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن العديد من أبناء الشعب الإيراني قاموا باستقبال لاعب الشطرنج الإيراني "آرین غلامي" في مطار الإمام الخميني (ره) في طهران وأثناء مراسم استقباله قال "غلامي": "لقد رفضت هذه المنافسة دعماً للشعب الفلسطيني، ولا أعترف بدولة تسمى إسرائيل".
لطالما كان لأبناء الشعب الإيراني ولقادته الكثير من المواقف المشرفة تجاه القضية والشعب الفلسطيني المظلوم ولطالما سمعنا وشاهدنا العديد من المسؤولين الايرانيين يعلنون بصراحة بأن القيادة والشعب الإيراني يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني وأنهم لا ولن يعترفوا بدولة اسمها "إسرائيل" ولطالما كشفت العديد من التقارير عن تقديم الحكومة والشعب الإيراني الكثير من الدعم المالي لأولئك المظلومين الذين تخلّى عنهم القريب قبل البعيد.