الوقت- خلال الأربعة عقود الماضية كانت السمة الأبرز للسياسة الخارجية الإيرانية تتمثل في تقديم الدعم المادي واللوجستي للقضية الفلسطينية ولكل فصائل المقاومة لتعزيز صمود أبناء هذا الشعب الأبي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وجرائمه، وعلى مرّ السنوات الأربعين الماضية تعرّضت العلاقة بين إيران والمقاومة الفلسطينية لمطبّات وعقبات بعضها نتيجة سياسات ومخططات مباشرة من قبل بعض الأطراف الإقليمية والدولية، ولكن الشعب الإيراني لم يتخلَ عن القضية والشعب الفلسطيني ولم يقبل بالاعتراف بـ "دولة إسرائيل" كما فعلت بعض دول المنطقة بشكل علني أو من وراء ستار.
يذكر أن قائد الثورة الإسلامية صرّح لبعض وسائل الإعلام قائلاً: "تعتبر قضية فلسطين بالنسبة لنا قضية أساسية، وليعلم الجميع ذلك. إن قضية فلسطين لن تخرج من لائحة قضايا نظام الجمهورية الإسلامية، قضية فلسطين هي ساحة جهاد إسلامي واجب وضروري، وليس هنالك قوة تستطيع فصلنا عن القضية الفلسطينية".
في سياق متصل أعربت العديد من المصادر الإخبارية بأن لاعب الشطرنج الإيراني "آرين غلامي" ذا الثمانية عشر عاماً رفض مواجهة لاعب شطرنج إسرائيلي خلال مسابقات ريلتون التي عقدت في السويد.
وفي تصريح أدلى به اللاعب الإيراني لوكالة انباء "فارس" قال "غلامي": "إن مسابقات ريلتون في السويد جرت في إطار فئتي "القياسي" و"الخاطف" حيث تمكنتُ في قسم "القياسي" من الحصول على لقب "أستاذ كبير" بعد أن تجاوزت درجة 2500 وفي قسم "الخاطف" حصلت على 6 نقاط من 6 مباريات وكنت متقدماً على البقية بنقطة، وفي المباراة السابعة كان من المقرر أن أواجه لاعباً من الكيان الصهيوني إلا أنني رفضت ذلك وفقدت نقطة لأحلّ في مركز الوصافة، لقد كان هدفي أكبر من أي لقب وبطولة حيث دافعت بموقفي هذا عن الشعب الفلسطيني المظلوم".
يذكر أن "آرين غلامي" كان قد حاز بطولة العالم للفئة العمرية تحت 8 أعوام عام 2009 في أنطاليا بتركيا وحصل على بطولة مدارس العالم للفئة العمرية 9 أعوام في مدينة قيصرية في تركيا.
وحول هذا السياق، أفادت العديد من المصادر الإخبارية بأن العديد من أبناء الشعب الإيراني قاموا باستقبال لاعب الشطرنج الإيراني "آرین غلامي" في مطار الإمام الخميني (ره) في طهران وأثناء مراسم استقباله قال "غلامي": "لقد رفضت هذه المنافسة دعماً للشعب الفلسطيني، ولا أعترف بدولة تسمى إسرائيل".
وفي سياق متصل، أعربت بعض وسائل الإعلام المحلية بأن قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد "علي الخامنئي" استقبل يوم أمس الأحد لاعب الشطرنج الناشئ "آرين غلامي" الذي رفض خوض مباراة مع لاعب صهيوني وقام سماحته بتكريمه ودعا الباري جلّ جلاله بأن يشمل "آرين غلامي" وأمثاله من الشباب برعايته، وأن يحفظهم ذخراً للإسلام والبلاد، مهنئاً والديه وداعياً أن يحفظه الله لهما وأن يكون قرّة عين لهما في الدنيا والأخرة.
وأعرب سماحته عن سروره لأن البلاد تمتلك هكذا شباب واعتبر بأنهم سوف يشكّلون ذخراً ورصيداً قيّماً للبلاد.
وأعرب "غلامي" عن رغبته بتقديم ميداليته التي أحرزها في البطولة هدية لقائد الثورة الإسلامية وهنا لفتت تلك المصادر الإخبارية بأن قائد الثورة قبل تلك الهدية.
وفي السياق نفسه، أفاد عدد من الصحفيين والمراسلين بأن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، اللواء "قاسم سليماني"، قام هو الآخر باستقبال اللاعب الإيراني "آرين غلامي" في مكتبه، وفي لقاء صحفي، توجّه اللاعب الإيراني بالشكر لقائد الثورة الإسلامية على حُسن تواضعه وتكريمه له، كما تقدم بالشكر للواء "قاسم سلماني"، وقال: لقد كنت مرتاحاً أثناء حديثي معه ولقد شكرني على موقفي المشرّف وقلت له أنك تقوم أنت وزملاؤك بأعمال عظيمة في ساحة القتال ولهذا فلقد قررت أن أكون جندياً صغيراً في فرقتك ولهذا فلقد رفضت مواجهة اللاعب الإسرائيلي لأنني كنت أريد أن أثبت للعالم أجمع بأننا شعب مقاوم يرفض الظلم ويقف إلى جانب المظلومين، شعب يؤمن بالقضية الفلسطينية ويرفض التطبيع أو الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب، وأضاف اللاعب الإيراني "غلامي"، لقد أهداني اللواء "قاسم سليماني" خاتمه، ولقد قبلت هذه الهدية الثمينة.
