الوقت- وسط الاوضاع الصعبة التي يعيشها العراق بسبب وجود الارهاب على قسم كبير من اراضيه وكذلك وجود مشاكل في ادارة البلاد انتشرت تقارير اعدت في داخل العراق وخارجه ووصلت بعض منها الى مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول دعم السفارة الامريكية والسعودية لبعض الشخصيات السياسية العراقية من اجل خلق الفوضى في العراق واستهداف العملية السياسية في هذا البلد بالتزامن مع المسيرات الشعبية المطلبية التي انطلقت في العراق خلال الآونة الأخيرة.
وقد قالت مصادر مطلعة ان العبادي يعتزم تشكيل لجنة امنية موسعة للتحقيق حول الانباء التي انتشرت عن لقاءات امنية بين مساعدي رئيس الجمهورية اياد علاوي واسامة النجيفي مع السفارة الامريكية والدول الاقليمية مثل تركيا والسعودية وقطر.
وهناك خطة موضوعة تتلخص في تشويه صورة الشخصيات السياسية في العراق وخاصة الاسلاميين منهم واستغلال الفساد وسوء الخدمات والهجمات الارهابية وسقوط الانبار بيد داعش وتحميل مسؤولية كل ذلك للحكومة المركزية او الحكومات المحلية وللاسلاميين سواء من الشخصيات او الاحزاب من اجل احداث شرخ بينهم وبين الشعب ومن ثم القيام بتغيير هؤلاء واستلام زمام الامور في البلاد، وان الهدف الرئيسي من هذه الخطة هو الحد من قدرة الحشد الشعبي على قتال تنظيم داعش التكفيري الارهابي وقطع علاقة العراق بمحور المقاومة في سوريا ولبنان وايران.
وقد بدأ نائب الرئيس العراقي ورئيس حزب الدعوة نوري المالكي بفضح هذه الخطة والملفات المتعلقة بها خلال الايام الاخيرة كما حذر رئيس منظمة بدر هادي العامري بعض السفارات والبعثات الدبلوماسية في العراق من اللعب بالنار قائلا ان سيادة العراق هو خط احمر.
وقد كتبت صحيفة عكاظ السعودية ان السفارة الامريكية في العراق واجهزة المخابرات في دول مجلس التعاون قد اتخذوا قرارا بدعم الشخصيات السياسية العلمانية في العراق بالتزامن مع المظاهرات المطلبية التي جرت وان ابرز هذه الشخصيات هم اياد علاوي واسامة النجيفي نائبا رئيس الجمهورية المتنحيان وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء المتنحي.
وتفيد التقارير ان السفارة الامريكية تسعى لايجاد جبهة في العراق في مواجهة جبهة المقاومة وان هذه السفارة تخشى انتصار الحشد الشعبي على داعش في الانبار والذي سيخلق صعوبات للفريق المقرب من الامريكيين في العراق.
وكانت صحيفة عكاظ السعودية قد اعلنت في السابق ان اياد علاوي يعمل بالتنسيق مع بعض التيارات البرلمانية على اسقاط حكومة حيدر العبادي تحت ذريعة تنصل العبادي عن الاتفاق الذي أتى به الى الحكم وقد ابلغ علاوي السفير الامريكي ورئيس بعثة الامم المتحدة بالعراق وممثل الاتحاد الاوروبي ان العبادي ينفذ سياسات "طائفية".
وكان علاوي الذي استطاع جذب بعض التيارات السنية في البرلمان العراقي وكسب تأييدهم لتحركاته قد زار العاصمة اللبنانية بيروت واجرى لقاءات سرية وابلغ حلفاء السعودية هناك ان الرياض تستعد لتشديد المواجهة مع محور المقاومة الممتدة من العراق الى سوريا واليمن، وقد كشف علاوي عن خطة سعودية للاطاحة بحكومة حيدر العبادي واستكمال المحاولات لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد ومحاصرة حزب الله وعزل حلفائه في لبنان ومن ثم غادر علاوي بيروت الى الاردن ومن هناك الى جهة مجهولة.
هذا ويعتقد الكثير من المحللين ان سرعة مجريات الاحداث في العراق وارتفاع الاصوات وتغيير المطالب من المطالب الخدمية مثل الكهرباء ومكافحة الفساد الى الطلب بتغيير كل شيء في العراق يدل على ان هناك غرفة عمليات واحدة لهذا المخطط الخطير في العراق وان هناك ابواقاً اعلامية مثل قنوات "الجزيرة والعربية والشرقية والبغدادية والتغيير" تدير عملية التحريض الاعلامي على الحكومة العراقية وتعمل على الامساك بزمام الامور في العراق واخذ الاحتجاجات المطلبية في العراق نحو مطالبات فئوية مريبة تخدم مصالح اعداء العراق والمتربصين به.