الوقت- قبل عدة أيام، كتب الكاتب والمحلل السياسي الإيراني "حبيب أحمد زادة" وهو صانع أفلام وثائقية وناشط سلام رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ردّاً على تغريدة له "بأن الإيرانيين لم يفوزوا بأي حرب، وعليهم ألّا يستخدموا كلمة "النصر" لأي حرب"، ولقد كان لهذه الرسالة التي حملت اسم "ترامب وظريف ونحن الإيرانيين" الكثير من ردود الفعل داخل البيت الأمريكي، حيث ردّ العالم الأمريكي المعروف "نعوم تشومسكي" على هذه الرسالة وقال: "إن هذه الرسالة رائعة ولكن هناك مشكلة واحدة، تتمثل في أن الرئيس ترامب ومؤيديه لا يكترثون بهذه القضايا".
وجاء في رسالة "حبيب أحمد زادة": "كمواطن في هذا العالم ومحارب مخضرم في حرب العراق على إيران ولديه خبرة مباشرة عن مرارة الحرب، أقدّم اقتراحاً لـ"ترامب" ردّاً على تغريدته، يتمثل في أنه يجب على الرئيس "ترامب" ألّا يستخدم كلمة " النصر أو الغلبة" لوصف أي حرب، وذلك لأن تاريخ أمريكا مليء بتجارب الحرب والهزيمة.
وأضاف في رسالته قائلاً: "لست بحاجة إلى تذكير رئيس أمريكا بنتائج حروب فيتنام والعراق وأفغانستان وسوريا وحتى الصراعات في اليمن والتي لم تسفر أي من هذه التجارب المروعة وأي من الحروب الأخرى عن النتيجة المرجوة وبصفتي محارباً قديماً وناشط سلام، يجب أن أخبر الرئيس الأمريكي أن الخطوة الأولى في أي معركة هي فهم العدو، وكمحارب قديم في إيران، أوصي بدراسة ثقافة وتاريخ الحضارات القديمة مثل إيران. الإيرانيون، الذي يشير إليهم باسم "الأمة الإرهابية"، فخورون جداً بحقيقة أنه لم يتم تسجيل أي حرب باسمهم في السنوات الـ250 الماضية.
نفخر بأننا لم نشنّ أبداً حرباً ضد أي بلد ولم نقمع أو نظلم أي شعب، كما أن الثقافة الإيرانية العريقة فيها من الدقة ما يميّز بين الشعب الإيراني العريق وبين الرئيس "ترامب" وفريق "ب" التابع له، هذه الرؤية التي يتبنّاها كل واحد منّا تجاه الحرب، فالحرب بالنسبة لنا ليست خياراً، ولا نختار مطلقاً الذهاب إلى الحرب، لكننا معنيون بالدفاع، السيد الرئيس "ترامب"، إيران لم تبدأ حرباً أبداً؛ فهي لم تنهب أبداً موارد الآخرين ولم تزهق حياتهم لتجميع الثروة والمزايا لنفسها.
إيران دافعت عن نفسها ومواردها وحياتها وهويتها وستدافع عنها. لقد فعل أبناء جيلي هذا في سنوات الدفاع المقدس (1988-1980)؛ عندما وقف العالم كله لدعم صدام حسين في حرب استمرت ثماني سنوات، وقف الإيرانيون بقوة ودافعوا عن وطنهم، وفي الوقت الذي كان العالم يراقب سقوط قنابل صدام الكيميائية على الإيرانيين الأبرياء، ظهر صدام أنه عاجز عن احتلال حتى شبر واحد من الأرض الإيرانية، دافع الإيرانيون متلاحمين ومتحدين عن ترابهم وأبنائهم، لا يزال شعبنا حزيناً بسبب فقدان أبنائه خلال الحرب، لكن رغم كل الاختلافات، لا يزال الإيرانيون فخورين بالدفاع عن وطنهم لمدة ثماني سنوات.
السيد الرئيس "ترامب"، إن النصر والهزيمة في الحرب من وجهة نظرنا تعني، أن من يبدأ الحرب هو الخاسر الوحيد، فالذي يريد سلب الفرح من الآخرين ويدمّر حياتهم وسعادتهم هو الوحيد الذي يتحمّل الهزيمة، لسنا من أهل الحرب، ونعم للحوار والدبلوماسية! الحرب ليست هدفنا، بل إننا ملزمون بالسلام، فالسلام هو فلسفة الحياة بالنسبة لنا، وما قلته صحيح هو أن الدبلوماسية حرفتنا، وإن إيران أثبتت قدرتها في هذا المجال.
وأضاف قائلاً: اعلم سيادة الرئيس أن فريقك الذي نسميه نحن (فريق باء) يسوقك نحو مفترق طريقين وهو المفترق الذي واجهوه خلال العقود الماضية، والآن أقنعوك وساقوك باتجاه فرض الحظر على عميد الدبلوماسية الإيرانية وزملائه عسى أن يقلل ذلك من دورهم وتأثيرهم، لكن مع كل ذلك فإن إيران قادرة على نقل حصانها وفيلها إلى الطرف الآخر من رقعة الشطرنج الدولية، وعلى فريقك أن يتعلم بأن الدبلوماسية هي لعبة شطرنج قبل أن تكون طاولة نرد ،وبالنسبة لحديثكم بأننا نحن الإيرانيين كنا دائماً الفائزين في جميع المفاوضات، فلماذا تريد أن تعيد الاختبار مرة أخرى وتبذل الكثير من الجهود للتفاوض معنا، وانت تعلم بأنكم سوف تخسرون، ولماذا قمتم بفرض عقوبات على وزير خارجيتنا، هل كان الغرض من هذا العمل، يتمثّل في لعب آخر ورقة في جعبتكم للفوز في أي مفاوضات مستقبلية.
وفي الختام أريد أن أعلمك بأننا لا نعمل من وراء الكواليس مثلما يعمل بعض شياطينك، كـ"نتنياهو" و"ابن سلمان" وإنما على العكس من ذلك، إن جنودنا لهم القدرة على الوقوف في وجه العدو بشجاعة ولهم القدرة على الصمود والتضحية في سبيل الوطن والشعب الإيراني ولهذا فإني أوجه لك النصيحة أن تخاف منّا نحن الإيرانيين ولا ترمي الناس بالحجارة وبيتك مصنوع من الزجاج.