الوقت- لم تتمكّن الصناعة العسكرية الإيرانية بعد من الوصول إلى الأنظمة الآلية والمستقلة المتوافرة حالياً في الترسانات الأمريكية والصينية والروسية، ولكنها ستحققها في المستقبل القريب.
وفي هذا الصدد نشرت مجلة ناشنال اينترست مؤخراً مقالاً لمايكل روبن حول القدرة العسكرية الإيرانية، تحت عنوان "إيران لديها قدرة عسكرية عالية، لكن واشنطن تواصل التقليل من شأن إيران".
حيث قالت الصحيفة إن عقوداً من العقوبات والقرارات الاستراتيجية لما بعد الثورة أدّت إلى الاكتفاء الذاتي العسكري وإلى زيادة تركيز جمهورية إيران الإسلامية على صناعاتها المحلية، بينما ركّزت دول مجلس التعاون الخليجي على الصناعات العسكرية الأمريكية.
يجب القول إنه من الصعب مقارنة الإنفاق العسكري بين الدول العربية وإيران، حيث تشير الإحصاءات العامة إلى أن الإنفاق العسكري في السعودية والإمارات يفوق بكثير الناتج المحلي الإجمالي لإيران، لكن إيران اتبعت منذ فترة طويلة استراتيجيات غير متماثلة لمواجهة أعدائها بعد الثورة.
وتابعت المجلة بالقول: عبر التاريخ، كانت العديد من دول الشرق الأوسط تشكك في التقنيات الحديثة، لكن إيران كانت هي الاستثناء. على سبيل المثال، في أوائل القرن العشرين، قاوم رجال الدين السعوديون التلغراف ثم الراديو، وفي الثمانينيات، اشتكى بعض رجال الدين السعوديين من أن التلفزيون كان مؤامرة صنعها الغرب لإبعاد الأطفال عن الإسلام، لكن ناصر الدين شاه الإيراني رحّب بالتلغراف، وينبغي أن يقال إن كلّاً من الحكومة الإيرانية وشعبها يعتمدون عموماً تقنيات الجيل الجديد، وينطبق الشيء نفسه على اعتماد الإنترنت، حيث سعت العديد من الدول العربية في البداية إلى قمع الإنترنت ومعارضتها كأداة ضد الثقافة، لكن إيران فقط أرادت ذلك وكانت الدولة الثانية في الشرق الأوسط بعد "إسرائيل" التي حققت هذه التكنولوجيا.
وأضافت المجلة: احتضنت القيادة الإيرانية التكنولوجيات الجديدة، وكان النهج العام للحكومة الإيرانية هو تبنّي التقنيات الحديثة وتطبيقها على القواعد العسكرية والجامعات والشركات المدنية. الحقيقة هي أن المهندسين والعلماء الإيرانيين يتمتعون بمهارة في تطوير التقنيات العسكرية المتقدمة، لكن واشنطن تواصل التقليل من شأن إيران.
على سبيل المثال، أطلقت إيران أول قمر صناعي لها منذ 10 سنوات في عهد أحمدي نجاد، وخلال العقد الماضي أطلقت جمهورية إيران الإسلامية عدة أقمار صناعية أخرى وستطلق بعض هذه الأقمار الصناعية هذا العام.
وتابعت: بالطبع، يمكن أن توفر تكنولوجيا إطلاق الأقمار الصناعية الأساس لنشاط صاروخي بالستي متقدّم، وفي العام الماضي، بنى العلماء الإيرانيون الجيروسكوب الأكثر دقة لتعزيز نظام الملاحة بالقصور الذاتي على الصواريخ الباليستية.
وأضافت: إن الأحداث الأخيرة في الخليج الفارسي وإسقاط الطائرة من دون طيار من قبل أمريكا تشير إلى أن لديها أكثر النظم العسكرية والدفاعية المجهزة، كما أطلقت إيران أول طائرة من دون طيار في العام 2 - قبل عقدين من تحقيقها في بلدان أخرى في المنطقة.
وقالت المجلة أنه وبينما يواصل الدبلوماسيون التركيز على البرنامج النووي الإيراني، فإن الجيل التالي من التكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك الأسلحة الآلية والأنظمة الآلية والأنظمة المستقلة، سيكون موضع اهتمام للصناعات العسكرية والدفاعية في إيران، ربما حصلت إيران الآن على أسلحة تفوق سرعة الصوت أو أن حلفائها - روسيا والصين - قد أعطوا هذه التكنولوجيا لهذه القوة الإقليمية.