الوقت- تعاني الحركات الاسلامية الشيعية في جمهورية اذربيجان من المضايقات الحكومية الكبيرة لكنها لاتتراجع الى الخلف وتواصل احتجاجاتها على سياسات السلطات الاذربيجانية المعادية للقيم الدينية، والآن يسطع نجم العالم الديني طالع باقر اوف في سماء الحركات الدينية في هذا البلد وهو قد استأنف نشاطاته بعد فترتين طويلتين قضاهما في سجون السلطات بدءا من عام 2013 بعدما انتقد قانون منع حجاب الفتيات في المرحلة المتوسطة في المدارس.
ورغم ان السلطات قد اعلنت منع جلسات لقاء المتدينين الاذربيجانيين مع باقر اوف لكن العديد من الشباب اصروا على عقد لقاءات معه وتم اعتقالهم من قبل السلطات، وقد اعلن هذا العالم الديني ان الحركة الشيعية في اذربيجان لايمكن قمعها وان المقاومة الشيعية ستستمر.
وقد تصاعدت السياسات القمعية للسلطات الاذربيجانية خلال السنوات الاخيرة ليس فقط ضد الاسلاميين والحركات الشيعية بل شملت عمليات اعتقال النشطاء حتى الموالين للغرب والعلمانيين المنتقدين لحكم الرئيس الهام علييف، واعتقلت السلطات في السابق عددا من العلماء امثال محمد صمد اوف (قائد حزب الاسلام) وآبغول سليمان اوف (قائد الهيئة الجعفرية) والشيخ فراميز عباس اوف وعالم الدين البارز في المنطقة الجنوبية طالع باقر اوف وعشرات الشباب الشيعة بسبب معارضتهم لقانون منع حجاب الفتيات في المدارس المتوسطة واحتجاجهم على البرامج المروجة للسفور والابتذال كما اعتقلت السلطات منتقدين مثل ليلا يونس رئيسة مؤسسة السلام والديمقراطية التي كانت تحظى بدعم الدول الغربية وهذا يدل على أن السلطات الاذربيجانية تحظى الان بدعم غربي مطلق في قمع معارضيها.
ويريد المسلمون المتدينون في اذربيجان بان يعيشوا حياتهم في بيئة اسلامية بعيدة عن الغزو الثقافي الغربي كما يريد العلماء ان يروجوا للدين الاسلامي وقيمه بدلا عن كيل المديح فقط لعائلة علييف، ويتطلع الشعب الآذري الى يوم تكون ثرواته النفطية مصدرا لتنمية اذربيجان وتحسين اوضاع شعبها بدلا من ان تصبح مصادر الطاقة في اذربيجان في خدمة الكيان الاسرائيلي والجميع يعلم بأن اذربيجان تؤمن اليوم اكثر من نصف حاجات الكيان الاسرائيلي من النفط.
ان الشعب الآذري يريد ان يكون سيد نفسه ولايريد ان يكون كما يريد الاسرائيليون، كما يتطلع الشعب الآذري الى يوم تكون فيه وسائل الاعلام غير مروجة لثقافة الانحطاط والابتذال ويتم السماح للشعب باقامة مراسم العزاء الحسيني بحرية كاملة بدل اقتصار السماح فقط للتجمعات من اجل مشاهدة حفلات المجون في الشوارع.
ان الشعب الآذري وعلماء الدين الشيعة في اذربيجان يريدون ان يكون المجتمع سليما ولاتزداد اعداد الاطفال غير الشرعيين سنة بعد سنة ولاترتفع احصائيات الانتحار وجرائم الاطفال واليافعين ولاتنتشر مراكز الفساد والقمار والكازينوهات ومعامل انتاج المشروبات الكحولية ولاتنتشر الجماعات الوهابية الارهابية التي تخدع الشباب وتجذبها نحو تنظيمات مثل داعش وجبهة النصرة.
وتحاول السلطات الاذربيجانية تشديد حملتها القمعية وهي قد زجت بالعلماء الشيعة الذين تم ذكر أسمائهم في هذا المقال في السجون ومارست التعذيب بحقهم واودعتهم في زنازين انفرادية لكن خروج طالع باقر اوف من السجن وعودة نشاطاته الدينية والسياسية يمكن ان يعتبر بارقة أمل للمتدينين في اذربيجان وفرصة جديدة امام الحركات التحررية.
ويتوقع ان تشهد المرحلة القادمة في اذربيجان زيادة في نشاطات طالع باقر اوف ومنظمة "مجتمع المسلمين" التي اسسها باقر اوف خلال شهر رمضان المبارك من داخل السجن وتزايدا في نشاطات الشباب الناشطين في مجال الترويج للقيم الدينية في جمهورية اذربيجان، ورغم وجود احتمال قيام السلطات باعتقال طالع باقر اوف مرة اخرى وزجه في السجن لكن الحقائق الموجودة تشير إلى ان الادوات القمعية للسلطات واعتقال النشطاء الاسلاميين والتضييق على عوائلهم لايستطيع حرف مسار الحركة الدينية الواعية في هذا البلد ولايمكن ان يوقف الحراك الشيعي الاصيل ويمنعه من تحقيق اهدافه السامية والنبيلة.
ان المسار الذي يسلكه الشعب الآذري ليس مسار الحكام ووسائل الاعلام التي تروج للمفاهيم والقيم الغربية بل ان مسار هذا الشعب هو الذي ظهر جليا في المجالس الدينية التي شارك فيها هذا الشعب في شهر رمضان المبارك وفي مجالس العزاء الحسيني التي تقام في كل عام ليبقى علم الاسلام الاصيل مرفوعا في هذا البلد.