الوقت- بعد ان تزايدت العمليات المسلحة التي تقوم بها الجماعات السلفية في سيناء المصرية تكثر التساؤلات حول هوية واهداف هذه الجماعات ونتائج نشاطاتها والاطراف التي تدعمها وعلاقة هذه الجماعات السلفية بتنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق وكيفية استغلال الكيان الاسرائيلي لنشاطات هذه الجماعات لتأمين مصالحه.
يسعى الكيان الاسرائيلي الى جعل كافة التيارات السلفية تتجه للتحالف مع داعش لأن داعش لم يقم حتى الان بتنفيذ عملية واحدة ضد هذا الكيان ومن جهة اخرى تكيل تل ابيب الاتهامات لحماس بأنها متحالفة مع داعش في حين يعلم الجميع بأن داعش قد قام بقتل 100 فلسطيني في شهر ابريل من العام الماضي ونفذ تفجيرات في قطاع غزة وقتل اثنين من القادة التابعين لحماس في مخيم اليرموك في دمشق لكن الاتهامات الاسرائيلية هذه تأتي بهدف تبرير الهجمات الاسرائيلية على الفلسطينيين وجعل الجهات الغربية تؤيد هذه الهجمات.
ان الجماعات السلفية في سيناء تشبه كثيرا باقي الجماعات التكفيرية التي تحارب في العراق وسوريا وهي تحلم ايضا بانشاء امارة اسلامية، ان جماعات سيناء هي نفسها تنظيم داعش الذي يحارب في العراق وسوريا لكن قدراتها وقوتها أقل من داعش ولذلك نرى انها تستعين بجماعات مماثلة لها في السودان وليبيا، وقد قال رئيس وزراء الکيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في 6 مارس 2015 ان "داعش بشكل خاص والجماعات الارهابية بشكل عام قد قدموا خدمات كبيرة الى "اسرائيل" لأن العالم بات مجبرا بعد الان على مهاجمة حماس الى جانب ضرب داعش."
وتسعى تل ابيب الان الى تضخيم خطر التهديد الذي تمثله التيارات السلفية بالقرب من حدود فلسطين المحتلة لتحقيق اهداف استراتيجية وطموحات اخرى، ان زعزعة الامن في سيناء ونشاط الجماعات المتطرفة وايجاد الخلافات بين التيارات الاسلامية في داخل مصر والسعي لاعادة صياغة معاهدة كمب ديفيد والايقاع بين مصر وغزة واضعاف قوة الجيش المصري واشاعة الخوف من الاسلام بين القوى القومية والعلمانية المصرية ومنع انضمام الشباب المسلم الى حماس وحزب الله والقيام بضرب الحركات الجهادية وفصائل المقاومة تعتبر كلها من الاهداف الاسرائيلية في هذا المجال.
ان الكيان الاسرائيلي سيستغل موضوع اعادة فتح معبر رفح وعودة نشاط الانفاق التي تربط بين سيناء وغزة من اجل الضغط على الجيش المصري لكي يقوم بمزيد من العمليات ضد الجماعات السلفية في سيناء ويحمي ظهر هذا الكيان من بعض العمليات المحتملة التي يمكن ان تقوم بها هذه الجماعات انطلاقا من سيناء ضد الاهداف الاسرائيلية، كما يسعى الكيان الاسرائيلي ايضا الى زيادة تواجد تنظيم داعش في داخل مصر لكي يقوم الجيش المصري بالرد على هذا التنظيم وتندلع الحرب بين داعش وعبدالفتاح السيسي وتتزايد حالة التخويف من الاسلام في اوساط الاوروبيين وتتجه منطقة شمال افريقيا نحو مزيد من التشرذم وتقسيم الدول الى كيانات صغيرة من اجل حفظ أمن الكيان الاسرائيلي بشكل أفضل.
ان الاخطاء التي ارتكبتها الحكومة المصرية في سيناء ومنها عدم اشراك البدو في السلطة وانعدام الثقة بين اهالي سيناء والحكومة المركزية وعجز الحكومة المصرية عن ايجاد الوحدة بين القبائل الموجودة في هذه المنطقة وعدم تحقيق الوعود التي قطعها السيسي لاهالي سيناء واستياء اهالي سيناء من معاناة سكان قطاع غزة، قد دفعت اهالي سيناء نحو الانضمام الى الحركات المسلحة لعلهم يحققون بعض امانيهم وطموحاتهم وهذا ما يستغله الكيان الاسرائيلي لتهيئة الظروف لتواجد تنظيم داعش الإرهابي في سيناء وضرب الحركات الجهادية الاصيلة في المنطقة ومن ثم استخدام داعش لتحقيق اهداف تل ابيب.