الوقت- كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن لقاء سري جرى بين شقيق صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جوش كوشنر مع مسؤولين سعوديين من بينهم ولي العهد محمد بن سلمان في منطقة صحراوية أواخر أكتوبر عام 2017.
واشارت الصحيفة الى ان كوشنر كان عراب وصول محمد بن سلمان الى منصب ولي العهد بعد الاطاحة بالامير محمد بن نايف مقابل بعد الصفقات التجارية التي عقدها كوشنر لحاسبه الخاص، لافتة الى ان الرجلان تحدثا على انفراد حتى وقت متأخر في استراحة صحراوية لابن سلمان الذي كان في طريقه للاستحواذ على السلطة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، أمضى كوشنر وهو مؤسس شركة تمويل مخاطر (رأس المال المخاطر) منذ ثماني سنوات، ثلاثة أيام قبل وصول شقيقه في مؤتمر للمستثمرين، حيث وعد الأمير محمد بإنفاق مليارات الدولارات على مستقبل التقنيات الحديثة في السعودية، ومع أن جاريد كوشنر قطع علاقاته بشركة شقيقه، وتخلى عن نصيبه في أمواله عندما دخل البيت الأبيض، إلا أنه مع ذلك كان يناقش السياسات الأمريكية مع حكام المملكة، تقريباً في نفس الوقت الذي كان شقيقه يناقش التجارة مع كبار مساعديهم.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فبعد أسبوع من مغادرة كوشنر للعاصمة السعودية الرياض أمر محمد بن سلمان باعتقالات خارج نطاق القانون لحوالي 200 رجل أعمال ومسؤول سابق في فندق الريتز كارلتون، تعرض بعضهم للتعذيب الواضح، كما كان وراء الاختطاف الغريب لرئيس وزراء لبنان.
وبعد أشهر، أشرف على عمليات اعتقال وتعذيب لمدافعات بارزات عن حقوق النساء، وفقاً لأقاربهن، بحسب الصحيفة الأمريكية، وبعد ذلك في شهر أكتوبر الماضي، قام عملاؤه بقتل وتقطيع أوصال الكاتب المرموق جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بناءً على أوامر ولي العهد، حسبما توصلت وكالات الاستخبارات الأمريكية.
وقاد الأمير السعودي حملة عسكرية امتدت لأربع سنوات على اليمن تسببت في كارثة إنسانية دون أي نهاية تلوح في الأفق، وفي الوقت نفسه زرع الانقسام بين الحلفاء الأمريكيين في المنطقة، من خلال محاولة حصار قطر بسبب الخلافات السياسية.
ومع ذلك فقد دعم جاريد كوشنر الأمير الطائش بإصرار، ومنذ وصول الإدارة الأمريكية للسلطة، ذهب كوشنر باستمرار إلى أن الأمير محمد يمكن أن يصبح حليفاً حيوياً، ولا سيما في جعل الفلسطينيين يوافقون على خطة السلام الأمريكية الموعودة.
وأكدت الصحيفة أن كوشنر عراب محمد بن سلمان في البيت الابيض ونجح في تخطى اعتراضات أعضاء الحكومة وكبار المسؤولين وأقنع ترامب بزيارة السعودية في أول رحلة خارجية كرئيس، وحتى بعد رد فعل الحزبين الديمقراطي والجمهوري على مقتل خاشقجي، رأى كوشنر أن ترامب يجب أن يقف إلى جانب محمد بن سلمان، وهو ما نجح فيه.