الوقت- أحيت العديد من المنظمات الاجتماعية والانسانية والكثير من المواطنين الفلسطينيين قبل يومين الذكرى السادسة عشر لرحيل المناضلة "راشيل كوري" الناشطة الأمريكية المناصرة للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي، و"راشيل" هي مواطنة امريكية ولدت في العاشر من إبريل 1979، وهى عضوة في حركة التضامن العالمية، وقد سافرت لقطاع غزة المحتل عام 1999 وفي سياق متصل، نظم مركز "راشيل كوري" الثقافي في مدينة "رفح" الفلسطينية وقفة لإحياء الذكرى السنوية السادسة عشر لرحيل هذه المتضامنة الامريكية التي استشهدت تحت جرافة تابعة للاحتلال الاسرائيلي وهي تدافع عن أحد المنازل الفلسطينية التي حاولت الجرافات هدمها وشارك في هذه الوقفة حشد من أبناء مدينة "رفح" وسكان الشريط الحدودي وأعضاء مركز "راشيل كوري" الثقافي ومتضامنين من أمريكا ومن بعض الدول الأوروبية وجمع من الصحفيين ووسائل الإعلام العربية والاجنبية وذلك تكريماً لروح الإنسانة التي حملت قلب طفل وطيبة ورقة البسطاء وعاشت في بيوت الفقراء.
يذكر أن المناضلة "راشيل كوري"، قتلت في الـ 16 مارس 2003 بطريقة وحشية على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مبانٍ مدنية لفلسطينيين في مدينة "رفح" التابعة لقطاع غزة، ولم تكن ملابسات مقتل "راشيل" موضع جدل إذ أكد شهود عيان وعدد من الصحفيين الاجانب أن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس "راشيل" والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها إيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل لمدنيين فلسطينيين في حين يدعى الجيش الإسرائيلي أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية "راشيل".
وفي سياق متصل قرر مجلس نقابة العاملين في الوظائف العامة في الضفة الغربية، أن ينظم يوم السبت الماضي وقفة حداد لجميع الموظفين في جميع المؤسسات، احياء للذكرى السادسة عشر لاستشهاد المناضلة "راشيل كوري" لمدة خمس دقائق من الساعة العاشرة صباحاً، بحيث يكون هذا اليوم يوماً للحديث حول حياة المناضلة "راشيل" ومن جهتها أكدت مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى في قطاع غزة على أن الذكرى السنوية لاغتيال واستشهاد المناضلة الحقوقية والناشطة الإجتماعية "راشيل كوري"، سوف تظل لعنة تلاحق الاحتلال الإسرائيلي وقادته وضباطه وجنوده ولفتت تلك المفوضية إلى أن هذه الذكرى تؤكد على عنصرية وغطرسة الإحتلال الإسرائيلي الذي يكشف دائماً عن وجهه القبيح الذي لا يرحم الإنسان وحقوق الإنسان إن كان طفلاً أو إمرأة أو شيخاً أو متضامناً أجنبياً ودعت هذه المفوضية جميع السفارات الفلسطينية والعربية وكل المنظمات الحقوقية والاجتماعية في العالم للعمل على فضح الجرائم الإسرائيلية العدوانية النكراء بحق المتضامنين مع الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، أفادت العديد من التقارير الاخبارية بأن "راشيل" كانت قبل مقتلها تقوم بنقل الواقع الحقيقي في غزة إلى العالم، ومما قالته "راشيل" في رسالتها الأخيرة لأهلها القاطنين في أمريكا: "إن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهدوه بانفسكم"، ما يعنى أنها كانت تريد شيئاً أكثر من وجودها وعملها مع هيئة التضامن العالمية من أجل الشعوب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد أكد مقتلها للعالم معنى المأساة، التي يعيشها الفلسطينيون.
يذكر أن الرئيس ياسر عرفات كان أطلق على اسم الراحلة "راشيل كوري" لقب شهيدة حقوق الإنسان ومنح والديها قلادة بيت لحم 2000 وهو وسام رفيع يمنح عادة للرؤساء وكبار الشخصيات ونظمت لها جنازة مهيبة على غرار جنازات الشهداء الفلسطينيين وتم إطلاق اسمها على العديد من المراكز الثقافية والاجتماعية الفلسطينية وتم تدشين نصب تذكاري لراشيل كوري تخليداً لذكراها في الضفة الغربية، كما أطلق على حديقة بقطاع غزة, فيما ألف الممثل البريطاني "الدن ريكمان" مسرحية بعنوان "اسمي راشيل" مستوحاة من مذكرات "كوري" وعُرضت عام 2005 في بريطانيا، ثم طافت عدة مسارح عالمية.
لقد حازت قضية هذه المناضلة الأمريكية اهتماماً واسعاً في الوطن العربي وخارجه. وفي عام 2005، رفعت أسرتها قضية ضد الجيش الإسرائيلي في المحكمة المركزية بحيفا، إلا أن المحكمة برّأت الجيش الإسرائيلي في 28 أغسطس/آب من عام 2012، ورفضت اتهام الجيش الاسرائيلي بقتلها عمداً، وهاجم القاضي المنظمة الدولية للتضامن التي انتمت إليها كوري، واتهمها باستخدام القوة قائلاً: "تحت غطاء خدمة حقوق الإنسان، قدم المتضامنون الدوليون دعماً لوجستياً ومعنوياً للفلسطينيين وحتى للمخربين منهم"