الوقت- أفادت بعض وسائل الإعلام، بأن الخلافات بين الملك "سلمان" وولي عهده اشتدت خلال الأيام القليلة الماضية ولفتت تلك الوسائل إلى أن الخلافات وصلت إلى ذروتها عندما سافر الملك "سلمان" إلى مصر قبل ثلاثة أسابيع للمشاركة في بعض الاجتماعات الدولية، وفي تلك الفترة الزمنية وصلت العديد من التقارير الأمنية إلى مستشاري الملك "سلمان" تفيد بأن ولي العهد السعودي يريد القيام بانقلاب على أبيه الملك وهذا الأمر أدّى إلى زيادة الفجوة داخل الأسرة السعودية الحاكمة وتسبب أيضاً بانزعاج الملك ومستشاريه من احتمال تعريض مملكة "سلمان" للخطر، ولهذا فلقد قام مستشارو الملك "سلمان" باختيار 30 شخصاً من المؤيدين المخلصين للملك "سلمان" من وزارة الداخلية السعودية، وتم استبدلهم بالفريق الأمني السابق للملك "سلمان"، ولقد أدّى هذا التغيير في تعامل الملك سلمان مع ولي عهده إلى انتشار العديد من التكهنات بين الأوساط السياسية الاقليمية والعالمية حول العلاقة بين ولي العهد والحاكم السعودي، حيث يرى فريق منهم بأنها لعبة سياسية جديدة لـ"ابن سلمان" وفريق آخر يرى بأن هذه الأحداث تعدّ دليلاً واضحاً على وجود انهيار داخلي في النظام الملكي السعودي.
السيناريو 1: حقيقة وجود خلافات بين "سلمان" وابنه
يعتقد أصحاب هذا السيناريو أن "ابن سلمان" قد أثار الكثير من الجدل منذ دخوله إلى عالم الحياة السياسية في السعودية، وقام بالكثير من الأعمال المتهورة التي أدّت في نهاية المطاف إلى خلق فجوة بينه وبين أبيه الملك ويرى أصحاب هذا السيناريو بأنه مع مرور الوقت يزداد مستوى الخلافات بينهما.
يذكر أن الخلافات بين الملك "سلمان" وأبنه لم تبدأ بالظهور عندما لم يقم ولي العهد السعودي باستقبال والده الملك في مطار الرياض الدولي أثناء عودته من مصر، ولكن الخلافات ترجع إلى قبل ذلك، وحول هذا السياق، أفادت صحيفة "الغارديان البريطانية" بأن "ابن سلمان" اتخذ قرارين مهمين في غياب الملك، أحدهما كان تعيين أول سفيرة سعودية في واشنطن من العائلة الحاكمة، والثاني ترقية "خالد بن سلمان"، السفير السابق وتعيينه وكيلاً لوزارة الدفاع السعودية. وأشارت تلك الصحيفة إلى أن الملك "سلمان" لم يكن على علم بتعيينات ولي عهده، وأنه ومستشاريه علموا بها عبر التلفزيون.
وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة بأن الملك "سلمان" حاول إصلاح بعض الأضرار التي لحقت بالسعودية من جرّاء الجريمة التي قام بها ولي العهد بقتل الصحفي السعودي المعارض "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده باسطنبول، الخريف الماضي ولم يكتفِ هذا الأمير المتهور عند هذا الحدّ بل إنه أغضب الناس، الشهر الماضي، عندما سار على سطح الكعبة في مكة المكرمة، وهو أقدس موقع لدى المسلمين، ما أثار شكاوى للملك من قبل بعض علماء الدين بأن الخطوة كانت غير مناسبة وأشارت هذه الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الأعمال زادت من حدّة التوترات بين الأب وابنه.
وأضافت الصحيفة بأن المؤشرات المذكورة تضاف إلى خلافات سابقة بين ملك السعودية وولي عهده بشأن معالجة ملف أسرى حرب اليمن، وتعامل السعودية مع الاحتجاجات الشعبية في السودان والجزائر، وأيضاً موقف السعودية من التطورات الجارية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
السيناريو الثاني.. اختلاق خلافات وهمية بين أعضاء العائلة الحاكمة السعودية
يعتقد أصحاب هذا السيناريو بأن الملك "سلمان" مريض وليس لديه سيطرة على الشؤون السعودية وأن الحاكم الحقيقي هو "ابن سلمان"، الذي قام بصنع لعبة سياسية جديدة لإيهام المراقبين الدوليين بأن والده بصحة جيدة وأنه اختاره ليكون الملك المستقبلي للسعودية وذلك من أجل إضفاء شرعية له لخلافة والده.
وفي هذا السياق، قال "مجتهد" الكاشف لأسرار آل سعود، بأن الملك "سلمان" لا يُسمح له بالتدخل في القرارات السعودية، لأنه يفتقر إلى الذكاء والصحة، ولفت إلى أن الملك يعاني من فقدان الذاكرة كل خمس دقائق وهذه الأمور أكدتها العديد من وسائل الإعلام العربية والغربية، حيث ذكرت صحيفة "الغارديان" وبعض وسائل الإعلام الغربية بأن الاختلاقات الوهمية التي قام بها "ابن سلمان" كانت تهدف إلى صرف انتباه المجتمع السعودي عن هذه الحقيقة وخفض حدّة الانتقادات التي تواجهها السعودية جراء تقاعسها مع القضية الفلسطينية وتقديم فكرة غير صحيحة عن الحالة الصحية غير الجيدة للملك السعودي.
السيناريو الثالث.. تأثير بعض المعارضين لـ"ابن سلمان" على الملك السعودي
على الرغم من أن "ابن سلمان" لا يرفض القيام بأعمال غير جيدة لتبرئة نفسه، وعلى الرغم من أن ملك السعودية مريض حقاً ولا يمكنه السيطرة على الأمور جيداً، إلا أن معارضي "ابن سلمان" ليسوا قليلين في الحكومة والطبقة الحاكمة في الأسرة السعودية هي الفئة الأكثر نفوذاً وتأثيراً على الأوضاع السياسية في البلاد.
وهنا تذكر العديد من المصادر المحلية السعودية بأن هناك العديد من العلماء الوهابيين هم أيضاً من معارضي "ابن سلمان"، والذين ازداد عددهم بعد قيام "ابن سلمان" بالمشي على سطح المسجد الحرام. وهنا ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" بأنه عقب مقتل الصحفي السعودي المعارض "خاشقجي"، تشكّل تيار سعودي معارض آخر بقيادة الأمير "أحمد بن عبد العزيز"، شقيق الملك "سلمان".
كما أشارت صحيفة "لو فيجارو" إلى أن هنالك شكوك تدور داخل أروقة هيئة البيعة حول خلافة "ابن سلمان" لأبيه.
وتشير هذه الأحداث إلى أنه لا يزال هناك أفراد من الأسرة الحاكمة ومن علماء الدين لهم القدرة على التقرّب من الملك "سلمان" وإقناعه باتخاذ إجراءات ضد "ابن سلمان".
إذن ما يخرج من هذا السيناريو هو أن هناك بالفعل معارضة ضد "ابن سلمان" قريبة من الملك.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة الغارديان، في قسم موجز من تقريرها الأخير، إلى التأثير الكبير الذي يتمتع به من هم حول الملك "سلمان" وبالقرب منه، ولهذا يمكن القول هنا، بأنه يبدو أن معارضي تصرفات "ابن سلمان" قد غيّروا من طريقتهم وبدؤوا بالتقرب من الملك ونسج خيوطهم حوله وذلك لأن شرعية "ابن سلمان" تعتمد على حكم أبيه الملك.