وقد تجلت ارادة النصر والثقة بالقدرة على الانتقال النهائي من المرحلة السابقة الى مرحلة بناء اليمن الجديد في اداء مختلف شرائح الشعب اليمني. وبرزت المواجهة على صعيدين ولكل منهما شواهده التي سنأتي على ذكرها.
الصعيد الاول: مواجهة العدوان وافشال أهدافه
سياسة التكافل الاجتماعي، والتي برزت بين افراد الشعب اليمني حيث يتشارك اليمنيون ما يمتلكون من مقومات الصمود من مواد غذائية ومأوى للنازحين وملبس. هذا وسط الحديث عن المساعدات الغذائية الانسانية، والتي لا حقيقة ميدانية لها سوى أنها تبقى ضمن الاتجار الاعلامي من قبل دول العدوان والتي يدرك اليمنيون أن مساعداتهم انما هي مساعدات (لا انسانية) قاتلة تفوح منها رائحة السلاح الغادر الذي يغذي الجهات التكفيرية المعادية لليمن.
مظاهرات أسبوعية، ورغم الموت وبحر الدماء الذي أغرقت السعودية به الشعب اليمني ومنذ بداية العدوان لا يزال الشعب اليمني ينزل اسبوعيا وفي كل مناسبة الى الساحات في تظاهرات منددة بالعدوان وجرائمه ومؤكدة على الصمود والجهوزية لتقديم الغالي والنفيس في سبيل استكمال الثورة وتحرير اليمن وبناء اليمن الجديد، وهنا لا يسعنا سوى التذكير بالمظاهرة المليونية بمناسبة يوم القدس العالمي والتي اكدت للعالم أجمع أن الشعب اليمني وتحت وطأة العدوان لم يغير بوصلته ولا زالت القدس هي مرماه. وفي المقابل ورغم الضخ الاعلامي الهائل والدعم المادي اللامتناهي لازلام العدوان في الداخل لم تسجل تظاهرة ولو باعداد قليلة دعما للسعودية أو لحكومة المنفى غير الشرعية.
استمرار الحياة بكافة اشكالها، والذي قد يستغرب المتابع للشأن اليمني عن كيفية استمرار الحياة في بلد لا يملك الكثير من الامكانات. والتي دمر قسم كبير منها خلال اشهر العدوان الاربعة الماضية. فلازالت الاسواق القديمة في صنعاء تستقبل روادها بشكل يومي ورغم تناقص المخزون من المواد الاستهلاكية. ولايزال يستمر تقديم الخدمات الطبية في كافة المراكز والمستشفيات رغم الاستهداف المباشر من قبل الطائرات السعودية للمستشفيات وسيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى. كما لازالت الادارات المختلفة والوزارات الخدماتية تقوم بواجباتها من خلال المسارعة لاصلاح ما يمكن من دمار في البنى التحتية من جراء العدوان وتقديم العون للنازحين. ويؤكد اليمنيون أن الوضع في ظل العدوان ليس بأسوأ حالا من قبل العدوان. في ظل فساد كان مستشرياً ابان حكم الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، فساد بدأت الثورة باستئصاله من المؤسسات على طريق التطهير الكامل.
الصعيد الثاني: العمل من اجل اليمن الجديد بعد اسقاط العدوان السعودي
وعلى الصعيد الآخر يعمل اليمنيون من اجل تحرير اليمن الكامل من السعودية. اليمن الذي بدأت معالمه بالتبلور بعد تحقق اسقاط العدوان السعودي الامريكي المستمر عليه. حيث تقوم اللجان الثورية ومنذ فرار عبد ربه منصور هادي باتخاذ القرارات التي تضمن استمرار الحياة في اليمن وتمنع وقوع الفراغ. والقرار الاخير "للجنة الثورية العليا" بانشاء ميناء نفطي في الحديدة بقيمة تزيد عن 100 مليون دولار تعزيزا للاقتصاد يأتي في نفس السياق. وهذا القرار وان دل على شيء فإنه يدل على الثقة الكاملة لقيادة الثورة اليمنية وعلى رأسها السيد عبد الملك الحوثي بالنصر الحتمي، والبدء بالاعداد لمرحلة ما بعد الهيمنة السعودية. طبعا القرار هو واحد من مجموعة قرارات اخرى واجراءات تهدف الى تثبيت الوضع الداخلي وانهاء الفساد الذي كان مستشرياً في العهد السابق وكل ذلك على طريق بناء اليمن الجديد.
وفي نهاية المطاف، أذكر قول الشاعر (والذي نسيه السعوديون) "اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" وبالفعل فقد أراد الشعب اليمني الحياة واستحقها بجدارة. وقد اثبت اليمنيون صمودا لا مثيل له. ولا يزال يسطر الى اليوم أروع ملاحمه التاريخية ليؤكد للعالم أجمع وبالخصوص للمعتدين على أرضه وشعبه أنه شعب أبي لا يعرف للذل مكاناً.