الوقت- وصف "أردشير زاهدي" آخر سفير لنظام بهلوي في أمريكا، خروج الرئيس "دونالد ترامب" من الاتفاق النووي الإيراني بأنه "أكبر خطأ" حدث في البلاد، حيث قال: "إن إلغاء توقيع بلد ما بسبب أن الرئيس السابق كان أسود أو أنه لم يكن محبوباً، لا يعتبر أمراً منطقياً وهذا الأمر لا يعدّ عذراً جيداً لهذا البلد. ولهذا فاليوم، حتى لو أراد الامريكيون التفاوض مع إيران، فكيف يمكن أن يقنعوا أنفسهم بأنهم في المرة القادمة لن يخلفوا بوعودهم ؟ ولهذا فأنا أعتقد بأن الأمريكيين كانوا على خطأ عندما خرجوا من الاتفاق النووي وأنا أرى بأن الطريق الذي يسلكونه، قد يكون مليئاً بالمخاطر".
وأضاف "زاهدي": "لسوء الحظ لقد رأيتم خلال الأيام القليلة الماضية السياسات المناهضة لإيران في العاصمة الفرنسية "باريس"، إن أولئك الذين شاركوا في ذلك الاجتماع لم يكن لديهم أي عداء لإيران، فلماذا شاركوا، إن هذا العمل غير عادل وغير صحيح ... من الذي دفع لهم الأموال ؟ من الذي يقدّم لهم الدعم ؟ لقد كان هنالك الكثير من الأشخاص، من الذي ذهب هناك ليتكلم باسم جماعة "خلق" ؟ من هم الأشخاص الذين يتفاوضون مع هذه الجماعة ؟ لقد كان هناك حاكم ولاية نيويورك "رودي جولياني" الذي حضر كممثل للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لقد رأيتم ماذا قال لأولئك الأشخاص الذين جمعهم بالمال، لقد قال إننا سنذهب إلى طهران وستكونون في إيران في نوفمبر المقبل!".
وانتقد "زاهدي" دعم أمريكا للنظام السعودي في حربه الوحشية على اليمن، قائلاً: "إن واشنطن تذهب إلى السعودية وتبيع لها أسلحة متطورة، إن واشنطن تساعد السعودية في قتل الأبرياء اليمنيين وتساعدهم في هذه الإبادة الجماعية، وهذا الأمر يمكن أن يشكّل مشكلة للأمريكيين في الساحة الدولية وذلك لأن الجميع يتساءل.. قتل هؤلاء الأطفال من أجل ماذا؟ إنهم يقصفون اليمن التي تعدّ جارتهم التاريخية كل ساعة تقريباً... لقد رأيت هذه الجرائم، لقد كان هناك حفل زفاف وقام الطيران السعودي بتحويلة إلى عزاء، ماذا يمكن القول هنا ؟ هل هذه الحياة في القرن الواحد والعشرين؟ هل نريد قتل الأبرياء؟ هل هذا صحيح؟
وفيما يتعلق بقضية مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في اسطنبول، قال "زاهدي": "أنا أعرف عائلته جيداً، لقد جاء الكثير منهم إلى هنا .... لقد كانت جريمة قتله وحشية بكل ما تعنية الكلمة، وإذا قبلتم أيها الغرب بحقوق الإنسان والحرية الإعلامية، فلماذا إذن يجب أن يُقتل؟. ومن جهة آخرى، ندد "زاهدي" باحتلال الصهاينة للأراضي الفلسطينية، حيث قال: "إن هذا العمل لا يعدّ أمراً صحيحاً ولا يعدّ عدلاً، إنني أؤمن بشدة وأؤمن بأن العدالة (في فلسطين المحتلة) غير محترمة، وليس هناك شرف في حرمان أي شخص من حقوقه. إن للفلسطينيين الحق في أن يكون لهم بلدهم الخاص بهم".
ورفض "زاهدي" جميع المزاعم الغربية التي صنفت حركة المقاومة "حزب الله" جماعة إرهابية، حيث قال: "من هم أعضاء "حزب الله" اليوم؟ إنهم جزء من الحكومة اللبنانية، أصحيح ما أقوله أم لا؟ "حزب الله"، مجموعة قاتلت من أجل استقلال لبنان أثناء الغزو الإسرائيلي، إذن فهم ليسوا إرهابيين، وفي نفس الوقت، تقتل السعودية الأبرياء في اليمن، إلا أن الغرب لا يصنفها دولة إرهابية، ياللعجب!".
كما انتقد زاهدي القرار الذي اتخذته حكومة "ترامب" المتمثل بإعلان مدينة القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني المحتل، حيث قال: "كيف يمكن للمرء أن يقول بأن القدس تُعدّ جزءاً من إسرائيل لأنه رئيس الجمهورية ؟ من أنت لتقول هذا؟ أنا آسف لأني أقول ذلك بعصبية، إن هذا العمل غير قانوني وغير صحيح".
وفيما يتعلق بروابط الأخوة بين الإيرانيين والعرب، قال "زاهدي"، لقد كانوا إخوة والعلاقات عاجلاً أم آجلاً ستتحسن وسترجع إلى طبيعتها، وحول دعم إيران لسوريا والعراق، لفت "زاهدي": "نحن إخوة ... نحن بحاجة إلى بعضنا البعض، نحن جيران، لذا لا يمكنك القول بأن إيران ليس لديها الحق في مساعدة (سوريا)، إذا كنت أخي وصديقي ... وتتفهم بأننا جيران، عندها ستعلم بأنه يحق لي أن آتي لمساعدتك، لأنك تحتاج إلى مساعدتي".
وفيما يتعلق بقتال تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، تحدث "زاهدي" قائلاً: من الذي يقوم بمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق ؟ هل هم الأمريكيون أم الإيرانيون ؟ لقد تحالفت واشنطن مع الرياض من أجل دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة، وهم الذين أعطوا للإرهابيين الأسلحة، لذا فإن إيران هي التي كانت تقاتل تلك الجماعات الإرهابية".
وبالنسبة للوضع الحالي في إيران والتقدم الذي حققته خلال العقود الأربعة الماضية، أعرب "زاهدي" قائلاً: إن إيران اليوم مختلفة عمّا كانت عليه قبل 40 عاماً،اليوم يصل عدد السكان في إيران إلى حوالي 83 مليون شخص، واليوم 60٪ من الإيرانيين متعلمون ويمكنهم القراءة والكتابة والكثير منهم قد أكمل المرحلة الأولى أو الثانية من المدرسة، اليوم هناك 40 مليون شخص من السكان قد درسوا داخل الجامعات الإيرانية.
وسيكونون هم قادة المستقبل، واليوم من بين 83 مليون شخص، هناك 30 مليون شخص يعملون كأطباء في المستشفيات ووزراء في مختلف وزارات الدولة ورؤساء للجامعات، وفي الكثير من المهن الأخرى، وثلثاء هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 30 مليون نسمة هم من النساء المتعلمات، أنا فخور بكل هذا، لأن هذا هو بلدي، ولأن كل هذه الأشياء حدثت في الأربعين سنة الماضية ".