الوقت- نقترب من اليوم العشرين ولا يزال كيان الاحتلال عاجزاً عن الحصول عن أي معلومة عن الشاب أشرف نعالوة منفذ عملية المنطقة الصناعية "بركان" قرب مستوطنة "أريئيل" شمال الضفة.
أشرف نعالوة وضع الأجهزة الأمنية ومؤسساتها وكل ما تملكه بحسب "ادعاءاتها" من تكنولوجيا حديثة تحت المُساءلة، فهو بقدرته على التخفي طوال هذه الأيام استطاع أن يكسر شوكة التكنولوجية وجيش الاحتلال الاسرائيلي معاً وفي حال طال غيابه أكثر من ذلك سيكون موقف الأجهزة الأمنية أمام الحكومة والشعب ضعيفاً جداً وقد نشهد تغييرات داخل المؤسسة الأمنية.
"إسرائيل" كانت تتغنى بأنها تملك أقوى التكنولوجيات في العالم، وتستطيع كشف منفذ أي عملية خلال ساعات؟ لماذا لم تنجح حتى الساعة؟!.
لطالما تغنت "إسرائيل" بامتلاكها لأحدث أجهزة التكنولوجيا في العالم والتنصت في محاولة لزرع اليأس في نفوس المقاومين، وكان يساعدها على ذلك تواطؤ السلطة الفلسطينية معها، حيث كانت "إسرائيل" تستفيد من قوات الأمن الفلسطينية والعملاء للحصول على المعلومات عن المقاومين.
وكان الوضع في السابق بعد كل عملية على النحو التالي؛ يكون المنفذ وحيداً في المجتمع فلا يستطيع التواصل الالكتروني ولا غيره، الكثيرون تكون قلوبهم مع المنفذ وسيوفهم عليه، ولكن في حال نجح نعالوة بالفرار هذه المرة وهو أمر صعب لكنه ليس بالمستحيل، سنكون أمام معادلة جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وستتحول السيوف إلى شموع تنير درب المقاومين، لكن هذا يحتاج إلى تعاضد بين جميع الأطراف وتكاتف لحماية أبناء فلسطين وقضيتهم وعدم الارتهان للخارج أو الخضوع للبروباغندا الإسرائيلية التي غايتها فقط إحباط الشعب الفلسطيني وتفريغ قضيته من محتواها.
آخر تطورات القضية
ذكرت قناة كان العبرية اليوم الأربعاء أن قوات من الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك والشرطة الإسرائيلية داهمت منطقة طولكرم وخاصة قرية ذنابة شرق المدينة للبحث عن نعالوة حيث اعتقلت عدداً من المشتبه بهم بمساعدته.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه خلال عملية الاعتقال في ذنابة أطلقت القوات النار على منزل أحد المشتبه بهم دون وقوع إصابات وجرى نقله للاستجواب، مدعياً أنه "متعاون سري" مع نعالوة وساعده في الاختباء وتقديم الطعام.
وباءت محاولات الجيش الإسرائيلي في البحث عن منفذ عملية "بركان" والتي وقعت في السابع من أكتوبر قرب مستوطنة "بركان" شمال مدينة سلفيت والتي قتل خلالها إسرائيليان وأصيب آخر، بالفشل رغم الجهود الاستخبارية واستجواب عائلته والمقربين منه وأصدقائه.
"إسرائيل تنتقم"
بعد عجزها عن الوصول إلى منفذ عملية "بركان" أشرف نعالوة بدأت القوات الاسرائيلية حملة مسعورة على سكان طولكرم وعائلة نعالوة، ونشرت قوات الاحتلال وحدات خاصة وكتائب إضافية، ومرافقة لعمليات البحث التي تجريها قوات خاصة ووحدات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنها تطلق عدداً من مناطيد المراقبة التي تعمل على تصوير تحركات الناس في المناطق التي تشتبه فيها، كذلك فإن طائرات المراقبة تحوم بشكل متواصل في سماء طولكرم ونابلس وقلقيلية، إذ يُسمع صوتها بشكل جيد خاصة أثناء الليل، وهي ضمن عمليات البحث والمحاولة في الوصول إلى معلومة تقودهم إلى المطارد أشرف.
وتشن قوات الاحتلال عمليات اقتحام غير منتظمة على عائلة نعالوة وتعتقل أفرادها، حيث إن والد ووالدة وشقيق وشقيقات أشرف اعتقلوا، منهم من اعتقل لساعات مرة ومرتين، ومنهم من اعتقل ولا يزال في السجن، مع الإشارة إلى أن كل واحد منهم اعتقل 4 – 6 مرات، وأجري التحقيق معه لساعات ومن ثم يطلق سراحه.
ومنذ اليوم الأول للعملية، وعائلة البطل أشرف، تعيش ظروفاً حياتية صعبة جداً، نظراً للاقتحامات المتكررة للمنزل، فلا موعد محدد للهجوم، في الليل والنهار تداهم قوات الاحتلال منزل العائلة وتفتشه في كل مرة، وهذا أحد أساليب الضغط على العائلة من أجل الإدلاء باعتراف عن مكان ابنها إذا ما كانت تعرف، وهو ما تنفيه العائلة.
في البداية اعتقل كيان الاحتلال أمجد الشقيق الأكبر، وهو متزوج ويعيش في البناية ذاتها التي تسكن فيها عائلته، يوم العملية في السابع من الشهر الحالي، ولا يزال معتقلاً، كذلك شقيقاته أماني وسندس وفيروز اعتقلن أكثر من مرة وأجري معهن تحقيق ميداني ومن ثم أفرج عنهن، لكن الاحتلال اعتقل، الخميس الماضي، فيروز وهي محاضرة في جامعة النجاح ومتزوجة بمدينة نابلس، وحولها للتحقيق، ومدد اعتقالها 12 يوماَ على ذمة التحقيق، ولا تهمة واضحة سوى أنها شقيقة أشرف.
الأمر لم يقتصر على عائلة نعالوة بل امتد ليشمل شبان مدينة طولكرم حيث اعتقل من هؤلاء الشباب منذ تنفيذ العملية حتى اللحظة أكثر من خمسة وخمسين شخصاً وفقاً لإحصائية نادي الأسير الفلسطيني، وذلك على خلفية عملية "بركان"، إذ إن قوات الاحتلال تعتقل بشكل عشوائي ومقصود علها تصل لمعلومة تدلها على مكان أشرف.
عدا عن ذلك، فإن قوات الاحتلال تقتحم وتداهم قرى وبلدات طولكرم وتجري مداهمات ليلية للمنازل وتفتشها وتخربها، كل هذا في إطار البحث عن منفذ عملية "بركان"، كما أنها تنشر حواجزها العسكرية المفاجئة عند مداخل المدينة، ومداخل القرى والبلدات التي تشتبه بوجود أشرف فيها، وهو الأمر الذي يعوق بشكل واضح تحرك الأهالي وانتقالهم من مكان إلى آخر.
ومؤخراً ألصق جيش الاحتلال يوم الخميس الماضي في مناطق متفرقة بضاحية شويكة وطولكرم، ملصقات عليها صور المطارد أشرف، وحذر الأهالي فيها من تقديم المساعدة كالطعام والشراب والسكن والمواصلات، حيث هدد كل من يساعد المطلوب بالتعرض للمساءلة القانونية والتي تشمل السجن لمدة طويلة، وهدم المنزل وسحب كل تصاريح عمل العائلة، وذلك وفق ما جاء في المنشور الذي ألصقه جنود الاحتلال.
بكل الأحوال إن هذه العملية ستعزز الشعور لدى المقاومين الفلسطينيين بالقدرة على المواجهة، وستعطيهم مساحة جديدة للمقاومة دون خوف أو قلق من كيان الاحتلال، وقد نشهد في الأيام المقبلة عمليات مشابهة لعملية نعالوة.