الوقت- بعد حوالي الأسبوعين على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أعلن النائب العام السعودي، سعود بن عبد الله المعجب، مساء الجمعة، أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء الصحفي، جمال خاشقجي، أظهرت مقتله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وفي محاولة لتبرير الجريمة، أعلن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إعفاء كلٍّ من المستشار بالديوان الملكي في السعودية، سعود القحطاني، ونائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري، من منصبيهما.
وتأتي إقالة العسيري بعد أكثر من 10 أيّام على كشف "الوقت" مسؤولية اللواء عسيري عن العملية "ابن سلمان يكلّف العميد عسيري بمهمّة "خاشقجي".
المصادر الخاصّة كشفت لموقع "الوقت" حينها تكليف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس الاستخبارات العامة في السعودية، والمتحدث السابق باسم التحالف السعودي في اليمن، اللواء أحمد عسيري في مهمّة (تصفية) خاشقجي، وأشار المصدر إلى أن قرار تصفية خاشقجي قد اتخذ منذ فترة، وذلك بعد فشل محاولات استدراجه.
وتابع المصدر: مهمّة "خاشفجي" كانت تدور بين ضابطين، إلا أن قرب عسيري من ولي العهد رجّح كفّته على حساب الضابط الآخر الذي يمتلك خبرة واسعة جداً في التعاطي مع المعارضين، بخلاف عسيري حديث العهد في الاستخبارات كحداثة صاحبه في الحكم"، في إشارة إلى الأمير محمد بن سلمان.
وختم المصدر بالقول: هناك توجّه واضح لدى الأمير ابن سلمان بتعيين اللواء عسيري برئاسة الاستخبارات العامّة، وذلك بعد نجاحه بمهمّة معتقلي فندق "الريتز"، وفي حال فشلت السلطات التركيّة في التوصل إلى خيوط تثبت تورّط "ابن سلمان"، فإن تعيين اللواء عسيري في رئاسة الاستخبارات سيصبح شبه حتمي والمسألة مسألة وقت لا أكثر".
مصادر خاصّة: ابن سلمان كلّف العسيري شخصياً بالمهمّة.. والأخير كبش فداء "ظرفي"
المصدر ذاته، وفي اتصال جديد مع "الوقت" أكّد أن الملك سلمان بحث عن كبش فداء يمنح ولي العهد الحصانة، متغافلاً عن أن الأمير محمد بن سلمان كلّف اللواء عسيري شخصياً بالمهمّة.
وأشار المصدر إلى أن "ابن سلمان يحاول من خلال اتهام أقرب مساعديه، القحطاني وعينه في الاستخبارات (اللواء) عسيري، التنصل من القضية والإيحاء للرأي العام بأنّه لم يكن على علم بالقضيّة حتى لو أن القرار صدر من مكتبه أو أقرب مساعديه".
وشدّد المصدر على تقديم الأمير ضمانات لكبشي الفداء (القحطاني والعسيري) في حال انتهت هذه القضّية دون عزله، عبر طرح سيناريوهات تبرّئهم من القضيّة، ولكن بعد أن يخمد الرأي العام وتنتهي مفاعيل القضية.
واشنطن بوست: العسيري ضمن المرشحين كـ "كبش فداء" لابن سلمان
قبل 3 أيام، وبعد أكثر من أسبوع على ما كشفه "الوقت"، نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً قالت فيه إنّ غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العارم لن يسكِت التساؤلات حول مصير الصحفي جمال خاشقجي، وتساءل كاتب المقال ديفيد إغناشيوس عمن سيكون كبش الفداء في هذه القضية.
وقال إغناشيوس إن ولي العهد السعودي -وفي الأيام التي تلت قتل خاشقجي- يعيش بقصره في الرياض حالة من الاحتقان الغامض والغضب الشديد، ويبحث عن شخص ما يُحمّله المسؤولية.
ووفقاً لمصادر عدّة - كما يشير الكاتب - فقد يكون اللواء أحمد العسيري نائبُ رئيس المخابرات السعودية كبش الفداء المحتمل.
ونقل الكاتب - عن مصدر مطّلع على تقارير المخابرات الغربية - أن عسيري اقترح مرات عدة على محمد بن سلمان اتخاذ إجراءات بحق خاشقجي وآخرين، كما أنه وحسب مسؤولين أمريكيين كان يخطط الشهر الماضي لإنشاء فريق خاص لتنفيذ عمليات سرية.